وعند الله تجتمع الخصوم - YouTube
وعند الله تجتمع الخصوم - عبد الله كامل - طريق الإسلام
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب وعند الله تجتمع الخصوم كتاب إلكتروني من قسم كتب التزكية للكاتب سعيد عبد العظيم. بامكانك قراءته اونلاين او تحميله مجاناً على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت
جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا. قد يعجبك ايضا
مشاركات القراء حول كتاب وعند الله تجتمع الخصوم من أعمال الكاتب سعيد عبد العظيم
لكي تعم الفائدة, أي تعليق مفيد حول الكتاب او الرواية مرحب به, شارك برأيك او تجربتك, هل كانت القراءة ممتعة ؟
إقرأ أيضاً من هذه الكتب
وعند الله تجتمع الخصوم – تجمع دعاة الشام
ولقد صدرَ الحكمُ على ما كانَ في القضيةِ من قرينةٍ ودليلٍ، وعلى ما فيها من شُهودٍ وتفصيلَ، وقد يكونُ المُدعي صاحبَ ذكاءٍ وجِدالٍ، أو قد يكونُ أتى بالمُحامينَ الأبطالِ، فكسَبَ القضيةَ بَغيَّاً وعُدواناً، وأَخذَ حقَّ أخيه ِظُلماً وطُغياناً، فخرجَ المُدَّعى عليهِ مَظلوماً مَقهوراً، وخرجَ المُدعي ظَالماً مَغروراً. لكن هل انتهتْ القضيةُ حَقَّاً، وقد ظُلمَ فيها خَلْقاً؟.. والجوابُ: لا.. وألفُ لا. أما في الدُّنيا، فقد جاءَ في الحديثِ: (وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ)، وصدقَ القائلُ:
لا تظلِمنَّ إذا ما كنتَ مُقتدرًا *** فالظلمُ ترجِعُ عُقباهُ إلى النَّدَمِ
تنامُ عَينُكَ والمظلومُ مُنتبِهٌ *** يدعُو عليكَ وعينُ اللهِ لم تنَمِ
كانَ يزيدُ بنُ حكيمٍ يقولُ: ما هبتُ أحدًا قط هيبتي رجلًا ظلمتُه وأنا أعلمُ أنه لا ناصرَ له إلا اللهُ.. يقولُ لي: حسبي اللهُ.. وعند الله تجتمع الخصوم – تجمع دعاة الشام. اللهُ بيني وبينكَ.. لا إلهَ إلا اللهِ، واللهِ إنَّها لكلمةٌ تقشَّعرُ منها الأبدانُ.
لا ظلم اليوم – لا ظلم لدي اليوم وعند الله تجتمع الخصوم
وذكرَ ابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنهايةِ أنَّ يحيى بنَ خالدٍ البرمكيَّ -أَحدَ وزراءِ بني العَباسِ-، قَالَ له أَحدُ بَنيهِ -وهما في السجنِ والقيودِ-: يا أبتَ، بعدَ الأمرِ والنَّهي والنعمةِ، صِرنا إلى هذا الحالِ، فقَالَ: يا بُنيَّ، دَعوةُ مَظلومٍ سَرتْ بليلٍ ونحنُ عنها غَافلونَ، ولم يَغفل اللهُ عَنها، ثمَّ أَنشأَ يَقولُ:
ربَّ قومٍ قد غدوا في نعمةٍ *** زَمنًا والدَّهرُ ريَّانٌ غَدِقْ
سَكتَ الدَّهرُ زَمانًا عَنهمُ *** ثُمَّ أَبكاهُم دَمًا حِينَ نَطَقْ
أقولُ ما تَسمعونَ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذَنبٍ، إنَّه هو الغَفورُ الرَّحيمُ. الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.. لا ظلم اليوم – لا ظلم لدي اليوم وعند الله تجتمع الخصوم. والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ وعلى آلهِ وأصحابهِ والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.. أما بعد:
وأما يومَ القيامةِ.. فرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَمَ شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ، فَقَالَ لأَبِى ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:(يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِى فِيمَ تَنْتَطِحَانِ)، قَالَ: لاَ، قَالَ: (لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا يومَ القيامةِ)، فإذا كانَ هذا القضاءُ في البهائمِ والدَّوابِ، فكيفَ بالعبادِ أصحابِ العقولِ والألبابِ.
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).. أَمَّا بَعْدُ:
انتهتْ الجلسةُ.. وعند الله تجتمع الخصوم قرآن. وحَكمَ القاضي.. وصدرَ صَكُّ الحُكمِ.. وخرجَ أطرافُ القضيةِ من المحكمةِ.. وانصرفَ الشُّهودُ.. وأُغلقَ ملفُ القضيةِ. أما القاضي فقد حكمَ بما ظهرَ إليه، وأدَّى ما أوجبَ اللهُ عليهِ، فَقَدْ سَمِعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَلَبَةَ خِصَامٍ عِنْدَ بَابِهِ، فَخَرَجَ عليهم فَقالَ: (إنَّما أنَا بَشَرٌ، وإنَّه يَأْتِينِي الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضًا أنْ يَكونَ أبْلَغَ مِن بَعْضٍ أقْضِي له بذلكَ، وأَحْسِبُ أنَّه صَادِقٌ، فمَن قَضَيْتُ له بحَقِّ مُسْلِمٍ فإنَّما هي قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ فَلْيَأْخُذْهَا أوْ لِيَدَعْهَا)، وأما تفاصيلُ القضيةِ الخفيَّةِ، فاللهُ تعالى وحدَه أعلمُ بها.