💬المليحة و الخمار الأسود قل للمليحة بالخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد هذه الأبيات لقصة من أجمل قصص الأعراب.. والتي تغنى بها العديد من المطربين، وهي قصة الخمار الأسود. ترجع الحكاية إلى رواية تقول، أنّ تاجرا حجازياً قدم إلى الكوفة لبيع الخُمر النسائية، فباعها ما عدا ذات اللون الأسود، إذ أعرضت بنات الرافدين عن شرائها. لم يرضى التاجر الحجازي بمغادرة سوق الكوفة قبل بيع بضاعته. وإلا سيخسر خسارة كبيرة ستأثر سلبيا على تجارته، وحاول التفكير في حيلة لإقناع النساء بشراء الخمار الأسود. ففكر في الشاعر مسكين الدارمي. الذي كان قد اعتزل الشعر، ومجالس الغناء واللهو. وإختلى في زاوية بأحد المساجد يرجو رحمة ربه. وعندما طلب منه التاجر الحجازي أن يساعده في إنقاذ بضاعته من الكساد، رفض مساعدته، ولكن بعد إلحاح شديد من التاجر الذي كان صديقه ، رقّ له حين علم أنه سيعجز عن إعالة أسرته. إذا لم يتمكن من بيع الخُمر السود. أخبار 6060. وقد كان شاعرا ذو صيت، ومعروفا قبل أن يعتزل الشعر والتفرغ إلى العبادة. حينها قال الدارمي بعد تفكير طويل أبياتا. بحيث تصوّر ناسكا إعتكف في المسجد واعتزل الدنيا، ولكن سيدة ترتدي خمارا أسود، أغوته وفتكت بمشاعره فهام في حبها:.
أخبار 6060
تاجر بالمدينة استورد خمراً سوداء بكميات كبيرة لم يستطع تصريفها وكسد سوقها، فشكى إلى صديقه الشاعر أمره، فلم يكن من هذا الصديق إلا أن بادر فنظم هذه الأبيات التي تناقلتها الألسن، وتغنى بها الصبيان والصبايا، وراحت المليحات وغير المليحات يتسابقن إلى شـراء الخمـر السوداء من صاحبنا حتى نفدت بضاعته المزجاة.. هذا أسلوب من أساليب الإعلان في ذلك العصر، يدل على ما للإعلان من أثر في رواج البضاعة ولفت الأنظار إليها. أما الأساليب الجهنمية التي يلجأ إليها تجار الأقمشة ويضحكون بها على ذقون النساء – لو صـح أن لهن ذقوناً- فإن هذه القصة صورة مصغرة منها، على غرار ما يفعلون الآن من إطـلاق أسماء شاذة على الأقمشة مثل (زنُوبه) (وأنا قلبي إليك ميال) وما شابهها من الأسماء المائعـة، فقـد قيل لي إن تاجر قماش قديما -يعني قماش- كسد سوقه ولم يسأل أحد عنه، فأخـرجه وأطلـق علـيه اسماً جديداً، هذه الأسماء الخلابة وأغلى سعره بصورة جنونية، فتهافتت عليه النسوة ونفد من الأسواق أو كاد. 1957* * كاتب وصحافي سعودي 1920 - 1991
وأنا هنا أهدي هذا الاقتراح إلى الصديق الأستاذ عبد الله بلخير، فهو جدير بتحقيق هذه الأمنية التي تجمع بين الحسنيين، وتخدم الصحافة السعودية خدمة كبرى وتساعد على تطورها، وخاصة أن حراء مدينة لسعادته بكثير من التشجيع والتأييد.