وأصله من وزع فكأنه قال: كفني عما يسخط. وقال محمد بن إسحاق: يزعم أهل الكتاب أن أم سليمان هي امرأة أوريا التي امتحن الله بها داود ، أو أنه بعد موت زوجها تزوجها داود فولدت له سليمان عليه السلام. وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة ( ص) إن شاء الله تعالى. وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين أي مع عبادك ، عن ابن زيد. وقيل: المعنى في جملة عبادك الصالحين.
ربي اوزعني ان اشكر نعمتك بوست
لهذا سأل ربه تبارك وتعالى التوفيق للقيام بشكر نعمه الدينية، والدنيوية، وهذا من كمال الشكر وأحسنه؛ فإن النعم من اللَّه على عبده المؤمن لا تعدّ ولا تحصى, والتي أعظمها نعمة الإسلام التي مغبون فيها كثير من الناس. ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾: صالحاً - بالتنوين والتنكير-: للتفخيم والتكثير، فسأل اللَّه تعالى التوفيق بالقيام بالأعمال الجليلة والكثيرة التي تستوجب رضاه الذي هو أمنية كل مؤمن، فإن تمام الشكر وأكمله، أن يكون باللسان، والقلب، والأركان. وقوله: ﴿ تَرْضَاهُ ﴾: فيه نكتة مهمة: أن ليس كل عمل يعمله العبد الصالح، وإن كان ظاهره صلاحاً، بل قد لا يكون مرضياً عند اللَّه عز وجل لما فيه من المنقصات من الرياء والعجب والشرك. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النمل - الآية 19. والثاني: غير موافق لشريعته الحكيمة التي أنزلها تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من المتابعة. وفي هذا بيان على الحثّ في تصحيح الأعمال، والأقوال، والنيات، وعلى السبق إلى أفضل الأعمال التي توجب رضا اللَّه تعالى الذي هو أعظم مطلوب، وأهمّ مقصود. وقوله: ﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾: أي وأدخلني الجنة دار رحمتك التي لا يدخلها أحد إلا أن تتغمَّده برحمتك وفضلك.
ربي اوزعني ان اشكر نعمتك
زمن فتن.. القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر
من يصدق انه وخلال اقل من سنتين سنرى (علناً) هذا التحول العجيب والانفلات الديني والاخلاقي عند الكثير من النساء وبموافقه ومباركه و ( رضوخ) من أولياء أمورهم..
فقط قلّب بصرك في لبس أهل أقاربك وجيرانك واصدقائك… سترى العجب العجاب من التحول الغريب والعجيب والسريع جداً الذي لا يستوعبه العقل
لذلك نسأل الله السلامه والعافيه وألاّ يبتلينا ما ابتلاهم به
ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي
8- يستحب للداعي أن يشرك والديه في الدعاء؛ لعظم فضلهما عليه. 9- إن الوالدين من أعظم النعم من اللَّه عزّ شأنه على العبد. 10- أهمية الأدعية القرآنية؛ لاستجماعها جوامع الكلم من حسن الأدب، وكمال المقصد. ( [1]) سورة النمل، الآية: 19. ( [2]) المفردات، ص 868. ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي. ( [3]) الألوسي، 11/ 269. ( [4]) أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستغفار، برقم 1526، النسائي، كتاب صفة الصلاة، نوع آخر من الدعاء، برقم 1303، وفي السنن الكبرى له أيضاً، كتاب صفة الصلاة، نوع آخر، برقم 1227، والمسند، 36/ 429، برقم 22119، ورقم 22126، وابن أبي شيبة، 10/ 284، برقم 30013، وابن خزيمة، 1/ 369، برقم 751، والمستدرك، 1/ 273، برقم 1010، والأدب المفرد للبخاري، ص 172، برقم 690، ومسند عبد بن حميد، 1/ 54، والبزار، 5/ 438، والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، 6/ 1457، وعمل اليوم والليلة لابن السني، ص 225، وصححه الألباني في التعليقات الحسان، 6/ 1457، وفي صحيح الأدب المفرد، ص118، برقم 534. ( [5]) المستدرك، 1/ 525، برقم 1924، صحيح ابن حبان، 3/ 214، المختارة، 1/ 172، الدعوات الكبير للبيهقي، 1/ 345، مكارم الأخلاق للخرائطي، ص 239، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، 4/ 54، برقم 1540، وانظر شرحه عند الرقم 77.
قوله: ﴿ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ ألحقني بالصالحين من عبادك، والرفيق الأعلى من أوليائك في أعلى جنانك؛ جنات الخلد التي لا يدخلها إلا الصالحون. فقد طلب عليه الصلاة والسلام كمال السعادة البشرية الدنيوية والأخروية: 1- التوفيق للشكر على نعمه الجليلة الدينيَّةِ والدنيويَّة. 2-وعمل الطاعات المرضيّة. 3- ومرافقة خير البريَّة. وقد تضمنت هذه الدعوة المباركة جملاً من الفوائد: 1- أهمية سؤال اللَّه تعالى العون على الطاعة، ومن أخصِّها الشكر التي تستوجب حفظ النعم الدينية والدنوية، وهذا المقصد كان من سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم (( اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))( [4]). 2- أن نعمة الإسلام هي أعظم النعم على الإطلاق؛ ولهذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يسأل اللَّه تعالى أن يتمّ عليه هذه النعمة: (( اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَائِمًا... ))( [5]). 3- إثبات صفة الرضى للَّه، تعالى وهي من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئته عز وجل. ربي اوزعني ان اشكر نعمتك. 4- أن الإيمان بصفات اللَّه تعالى يوجب حسن العمل والقول. 5- إن وصف العبودية هو أعظم الأوصاف. 6- أهمية مطلب مرافقة الصالحين. 7- العناية بإصلاح الأعمال والأقوال حتى تكون عند اللَّه مقبولة ومرضية.