والشاهد من هذا الحديث لهذا الباب قوله: ((رجلان تحابَّا في الله، اجتمَعا عليه، وتَفرَّقا عليه))؛ يعني أنهما جرَتْ بينهما محبة، لكنها محبة في الله، لا في مال، ولا جاه، ولا نَسَبٍ، ولا أي شيء، إنما هو محبة الله عز وجل، رآه قائمًا بطاعة الله، متجنبًا لمحارم الله، فأَحَبَّه من أجل ذلك، فهذا هو الذي يدخل في هذا الحديث: ((تحابَّا في الله)). وقوله: ((اجتمَعا عليه، وتَفرَّقا عليه)) يعني اجتمَعا عليه في الدنيا، وبقيت المحبة بينهما حتى فرَّق بينهما الموت، تَفرَّقا وهما على ذلك. سبعة يضلهم الله في ضل يوم لا ضل الا ضله - ملتقى الشفاء الإسلامي. وفي هذا إشارة إلى أن المتحابين في الله لا يقطع محبتَهم في الله شيءٌ من أمور الدنيا، وإنما هم متحابون في الله لا يفرِّقهم إلا الموت، حتى لو أن بعضهم أخطأ على بعض، أو قصَّر في حق بعض، فإن هذا لا يهمهم؛ لأنه إنما أحَبَّه لله عز وجل، ولكنه يصحِّح خطأه، ويبيِّن تقصيره؛ لأنه هذا من تمام النصيحة. فنسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من المتحابِّين فيه، المتعاونين على البر والتقوى، إنه جواد كريم. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 261- 263)
سبعة يضلهم الله في ضل يوم لا ضل الا ضله - ملتقى الشفاء الإسلامي
10- مما أفاده الحديث: إخلاص العبادة لله جل وعلا ، فالأمر الجامع بين العمال المذكورة في الحديث إخلاصها لله سبحانه وتعالى ، وتجريدها عن المقاصد الأخرى. 11- ومن الأمور الجامعة بين هذه الصفات أيضاً: الصبر والتحمل ، ولا شك أن طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره تحتاج إلى صبر ومصابرة ، لأن فيها معارضة للشيطان والنفس والهوى ، فإذا جاهدهم وانتصر عليهم استحق الجزاء الأوفى. 12- مما يرشدنا إليه الحديث أيضاً: أن يحرص المؤمن على أن يوجد له عملاً خفياً لا يعلم عنه أحد من الناس ، ليكون أبعد عن الرياء ، وليتعود الإخلاص، فإن هذا مما يزيد ممارسته لتلك الأعمال الجليلة.
شرح حديث سبعة يظلهم الله في ظله وفوائده | المرسال
قال النووي رحمه الله: "
قَالَ الْقَاضِي: ظَاهِره أَنَّهُ فِي ظِلّه مِنْ الْحَرّ وَالشَّمْس, وَوَهَج
الْمَوْقِف وَأَنْفَاس الْخَلْق " انتهى من " شرح النووي لمسلم ". وروى أحمد (16707) عن
العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لَا
ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب ". وروى أحمد (16882) عن عقبة
بن عامر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( كُلُّ امْرِئٍ
فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ) ، وصححه الشيخ الألباني في
" صحيح الجامع ". ثانياً:
اختلف العلماء رحمهم في معنى " الظل " في قوله عليه الصلاة والسلام: ( في ظله يوم
لا ظل إلا ظله) ، فذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالظل: ظل العرش ، فيحمل
المطلق في الأحاديث على المقيد ، فكل حديث فيه إضافة الظل إلى الله تعالى ،
فالمقصود به ما قيد في الأحاديث الأخرى بظل العرش. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: " صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن من أنظر
معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) خرَّجه مسلم من حديث أبي
اليسر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وخرَّج الإمام أحمد والترمذي وصححه
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من نفس عن
غريمه ، أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة) ، وهذا يدل على أن المراد بظل
الله: ظل عرشه " انتهى من " فتح الباري لابن رجب " ( 4 / 63).
10- مما أفاده الحديث: إخلاص العبادة لله جل وعلا ، فالأمر الجامع بين العمال المذكورة في الحديث إخلاصها لله سبحانه وتعالى ، وتجريدها عن المقاصد الأخرى. 11- ومن الأمور الجامعة بين هذه الصفات أيضاً: الصبر والتحمل ، ولا شك أن طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره تحتاج إلى صبر ومصابرة ، لأن فيها معارضة للشيطان والنفس والهوى ، فإذا جاهدهم وانتصر عليهم استحق الجزاء الأوفى. 12- مما يرشدنا إليه الحديث أيضاً: أن يحرص المؤمن على أن يوجد له عملاً خفياً لا يعلم عنه أحد من الناس ، ليكون أبعد عن الرياء ، وليتعود الإخلاص، فإن هذا مما يزيد ممارسته لتلك الأعمال الجليلة. علي بن عبدالعزيز الراجحي
[email protected]
بحوث علمية بحوث في التوحيد
بحوث فقهية
بحوث حديثية
بحوث في التفسير
بحوث في اللغة
بحوث متفرقة
الصفحة الرئيسية
مواقع اسلامية
Powered by vBulletin® Version 3. 8. 5 Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour