فضائل الصحابة: ذكره الذهبي في السير. كتاب الهبة: أشار غليه الذهبي في السير. كتاب الأشربة: ذكره ابن معين في تاريخه. نسخة وكيع عن الأعمش: ذكرها ابن حجر في المعجم المفهرس. مشيخة وكيع ابن الجراح: ذكرها صلاح الدين الصفدي في
أعيان العصر وأعوان النصر. وفاة وكيع بن الجراح: –
اختلف العلماء في وفاة الإمام وكيع: فمنهم من
قال إنه توفي في ست وتسعين ومائة، ومنهم من قال في سبع وتسعين ومائة، ومنهم من قال
في ثمان وتسعين ومائة، وقيل أنه توفي في ثلاث وتسعين ومائة. قال الإمام أحمد: مات وكيع سنة سبع وتسعين
ومائة في أولها أو في آخر ذي الحجة سنة ست، وبه قال الحافظ ابن حجر العسقلاني. وكيع بن الجراح .. المرتحل في سبيل طلب الحديث | تاريخكم. المصادر:-
سير أعلام النبلاء 9/ 140
سزكين
1/ 1/ 179
- نسخة وكيع عن الأعمش - طريق الإسلام
- وكيع بن الجراح - مكتبة نور
- وكيع بن الجراح .. المرتحل في سبيل طلب الحديث | تاريخكم
نسخة وكيع عن الأعمش - طريق الإسلام
حامد محمد حامد
كاتب مصري
قبل أن تصل إلى قبة الإمام الشافعي بقليل، ستقابل على يمينك باباً أخضر اللون، وستفاجأ بلافتة تقول إن هذا مقام الإمام "وكيع بن الجراح مُقرئ الإمام الشافعي"! وكيع بن الجراح - مكتبة نور. ربما ستتذكر حينها هذان البيتان الشهيران اللذان ينسبان للشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور * ونور الله لا يهدى لعاصي
ومن المعروف أن محمد بن إدريس الشافعي كان يُقرض الشعر، إلا أنه لم يُخلّف ديوانًا يجمع قصائده، لكن تكفّل بعض الباحثين المتأخرين بجمع الأشعار التي تُنسب للشافعي من بطون الكتب وضمها في ديوان صغير، وهذان البيتان موجودان بالفعل في ديوان الشافعي، ومع ذلك فنسبتهما إليه "محل نظر"، باعتبار أن وكيع بن الجراح لم يكن من جُملة شيوخ الشافعي، بل كان من ذات طبقته، أي من نفس مستواه العلمي. ومع أن الشافعي ووكيع قد عاشا في عصر واحد، إلا أن المصادر التي بين أيدينا لا تشير إلى أنهما قد التقيا من قبل. وقصة البيتين كما يروي شمس الدين الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء"، أن وكيعًا قد اشتهر بذاكرته الحديدية بحيث أنه كان يروي مئات الأحاديث بأسانيدها على طلبته من محفوظاته ودون أن ينظر في كتاب، وحدث أحد تلاميذه، واسمه علي بن خشرم، أنه اشتكى لشيخه ابن الجراح من ضعف ذاكرته وسأله عن أدوية للحفظ، فأجابه وكيع: "ترك المعاصي.
وكيع بن الجراح - مكتبة نور
وهذا من كمال حكمته صلى الله عليه وسلم، وخبرته بالناس؛ أنَّهم إذا سمعوا هذه البشارة ربَّما اتَّكل بعضهم عليها وترك العمل، ولم يُخبر معاذ بهذا الحديث أحدًا قط إلَّا في مرض موته؛ إنَّما قاله خوفًا من إثمِ كتمِ العلم. وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "حدِّثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما يُنكرون؛ أتُحبُّون أن يُكذَّب الله ورسوله". وكيع بن الجراح سير أعلام النبلاء. وقد أخرجه البخاري تحت باب: من خصَّ بالعلم قومًا دون قومٍ كراهية ألَّا يفهموا. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أنت محدِّثٌ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلَّا كان فتنةً لبعضهم". أخرجه مسلم في مقدِّمة كتابه. والعالم -خاصَّةً إذا كان إمامًا متبوعًا- إذا خالف هذا الأصل ولم يلتزم ربَّما تسبَّب في الكثير من الفتن والمحن، ولربَّما كانت المحن من نصيبه هو، فيكتوي بنارها، ويشنع عليه بسببها، وهو ما جرى بالضبط لصاحبنا. التعريف به
هو الإمام المحدِّث، بحر العلم، وإمام الحفظ والسرد، العالم الجوَّال، والعابد المجتهد، راهب العراق، وزاهد المصرين [ البصرة - الكوفة]، وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي، محدِّث العراق وأحد أئمَّة الأثر المشهورين، وأستاذ الأئمَّة؛ الشافعى و أحمد بن حنبل وغيرهم.
وكيع بن الجراح .. المرتحل في سبيل طلب الحديث | تاريخكم
وُلد سنة 129هـ في بيت علمٍ ورياسةٍ واحتشام، وأبوه كان من أعيان الكوفة وزعمائها، وكان ممَّن يتعانى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فوجَّه ولده وكيعًا لطلب العلم وسماع الحديث منذ صباه.
والمحذور والممنوع في حقِّ النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء تغيُّر أجسادهم ورائحتهم وأكل الأرض لأجسادهم بعد موتهم؛ بل هم في أطيب ريحٍ من المسك، هو وسائر إخوانه الأنبياء أحياء في قبورهم.
ومن ناحية أخرى، كان وكيع أكولًا ومُحبًا لشرب نبيذ لا يُسكر قليله على عادة أهل الكوفة ومذهب الحنفية، ويراه حلالًا "كماء الفرات" على حد تعبيره. ووفقًا لشمس الدين الذهبي، فقد كان إفطار وكيع نحو عشر أرطال من الطعام، يُقدم له بعدها قربة تزن عشر أرطال أخرى من النبيذ، فيشرب ما طاب له، ثم يجعلها بجواره ليقوم الليل، فكلما صلى شيئاً شرب من القربة حتى تنفد فينام بعدها! ومع هذا فقد شهد له الإمام أحمد بن حنبل فقال عنه "ما رأيت أحدًا أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع، وما رأيت مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب مع خشوعٍ وورع". نسخة وكيع عن الأعمش - طريق الإسلام. وعلى الرغم من شعبية وكيع الجارفة، إلا أنه قد وقع في خطأٍ فادح كاد أن يُفقد حياته بسببه في البلد الحرام، فقد خرج وكيع من الكوفة حاجًا، وعندما وصل إلى مكة اجتمع عليه الناس كالعادة من كل حدبٍ وصوب ليستمعوا إلى محدّث العراق الأشهر، فشهرة وكيع كـ"مُحدِّث ثقة" كانت تملأ الآفاق. ومن بين آلاف الأحاديث الصحيحة التي يحفظها وكيع، اختار أن يُحدّث بحديث ضعيف، منقطع الإسناد، ربما لكي يكون مدخلًا لشرح أسباب ضعفه. كان الحديث الذي رواه وكيع صادمًا، فهو يتحدث عن أن الصحابة عندما دخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بيوم وليلة وجدوا الرسول الكريم وقد "ربا بطنه وانثنت خنصراه"، أي أن بطنه قد انتفخ وبدت عليه أعراض التحلل!