فهنا تبين لنا الأسبقية الزمنية لقوم عاد وأن قوم ثمود هم بعدهم في الترتيب الزمني. السكن والموطن: كانت عاد قوم نبي الله هوداً عليه السلام، تسكن منطقة الأحقاف، ويدل على ذلك قوله تعالى: " وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " الأحقاف:21. بماذا أهلك الله قوم ثمود - مقال. لقد تحدث الرازي في تفسيره قوله تعالى: "بالأحقاف" قال ابن عباس: هو وادٍ بين عمان ومهرة وكان يسكنه قوم عاد. وذكر البيضاوي في تفسيره "بالأحقاف" وكان قوم عاد يسكنون بين رمال مشرفة على البحر بالشجر من اليمن. أما مسكن قوم نبي الله صالح قوم ثمود فقد سكنوا منطقة الحجر كما بين ذلك الله تعالى: " وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ " الحجر:80. الحضارة: إن قوم عاد بَرعوا في بناء المصانع وبناء القصور، وتشييدها يدل على ذلك: " أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ – وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ " الشعراء: 128-129. قال ابن عطية: "المصانع" جمع مصنع وهو ما صنع وأتقن في بنائه في قصر مشيد وغير ذلك.
بماذا أهلك الله قوم ثمود - مقال
الهالكون من قوم ثمود.
ما سبب هلاك قوم ثمود - ثقفني
يُذكر أنّ نقوشاً صخرية لآثار نبطيّة ومعينيّة ولحيانيّة وثموديّة وُجدت في هذه المنطقة الأثريّة، أي إنّ هؤلاء الأقوام سكنوا هذه القرية، وأقاموا فيها، وذكر بعض المؤرخين أنّ هلاك آل ثمود كان بين عامي 1300 ق. م و 900 ق. م، في الفترة التي ظهرت فيها مملكة لحيان.
امتناع قوم ثمود عن عبادة الله
رفض قوم ثمود أن يؤمنوا وطلبوا من سيدنا صالح أن يأتي ببرهان من الله تعالى يدل على نبوته، هنا بدأ صالح عليه السلام في تحذيرهم من عذاب الله الذي أدرك قوم عاد من قبلهم، ولكنهم لم يتعظوا، وأخذ ينصحهم ويدعوهم إلى الحق والخير والصواب، ولكنهم استمروا في تعذيبه و تدبير الحيل له، فقد أطلق عليه القوم إشاعة بأن صالح ومن معه من المؤمنين مشؤومين ومنحوسين، ونشروا الرعب والتخويف في قلوب الجميع من الاقتراب من صالح عليه السلام، لم ييأس ولم يُحبط وأخذ يُكافح من أجل جعل الكثير من قومه يؤمنون برسالته ودعوته إلى عبادة الله وحده لا شريك له. ناقة صالح
وقد قام قوم ثمود بمحاوله تعجيز سيدنا صالح وطلبوا منه أن يأتي بناقة من صخرة حمراء اللون حاملاً في شهرها العاشر، على أن تشرب ما تشربه القرية بأكملها، فجمع سيدنا صالح الخلق وأخذ يدعوا الله تعالى، فأستجاب المولى وجعل الناقة تخرج من بطن الصخرة، في حالة من الذهول قد نزلت على القوم ، وبعدما أنزل الله الناقة حذر صالح قوم ثمود من أن تُمس الناقة بأي سوء فهي من الله فهي معجزة لابد أن يتركوها تعيش فيما بينهم تشرب يوماً وهم في اليوم الذي يليه، وإن لم يفعلوا هذا سوف ينزل من الله تعالى غضب وعذاب عظيم.