وجاء تقرير هذه العبادات وتوكيدها في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان"[2] إلى أحاديث كثيرة تؤكد كلَّ عبادة منها؛ كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد"[3] وقوله عن أهمية الزكاة والتأكيد على إخراجها "من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يُطوِّقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني: شدقيه- ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك"[4]. كتب منزلة السنه النبوية وحجتها - مكتبة نور. وعن الصوم يقول عليه الصلاة والسلام: "من أفطر يوماً من رمضان بغير عذر ولا مرض لم يَقْضِه صيام الدهر وإن صامه"[5]. وعن الحج يقول صلى الله عليه وسلم: "من ملك زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً"[6]. المطلب الثاني: السنة النبوية مفصِّلة لما أُجمِل في القرآن:
لقد جاءت آيات القرآن في كثير من القضايا مجملة، ففصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله أو بتطبيقه العملي لما ورد في القرآن الكريم. فمثلاً في قوله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56].
- منزلة السنة النبوية من القرآن الكريم وعلاقتها به - ملتقى الخطباء
- منزلة السنة النبوية - شبكة السنة النبوية وعلومها
- بوربوينت درس السنة النبوية ( تعريفها – منزلتها – حجتها ) مادة الحديث 1 مقررات 1443 | مؤسسة التحاضير الحديثة
- كتب منزلة السنه النبوية وحجتها - مكتبة نور
منزلة السنة النبوية من القرآن الكريم وعلاقتها به - ملتقى الخطباء
[11] محمد فاروق النبهان، مرجع سابق، ص 318. [12] المرجع السابق، ص 312 - 323. [13] الخبازي، المغني في أصول الفقه، مرجع سابق، ص 194.
منزلة السنة النبوية - شبكة السنة النبوية وعلومها
ولهذا يقول د. محمد فاروق النبهان: "إنه من الأمور المتَّفق عليها أن السُّنة... تعتبر مصدرًا رئيسيًّا من مصادر التشريع، سواء كان هذا التشريع عاديًّا أو دستوريًّا، لا فرق في نظر الشريعة بين حكم وحكم،... ولم يخالف في ذلك أحدٌ ما عدا فئة قليلة ظهرت في القرن الثاني الهجري وشكَّكت في إمكانية الاعتماد على السنة، غير أن هذه الفئة قد اختفت فيما بعد أمام الأدلة الدامغة التي وُوجِهت بها" [8]. ومما يجدر الإشارة إليه محاولة بعض الفقهاء القانون الدستوري الوضعي، نفيَ الاستدلال بالسنة في الأحكام الدستورية، بحجة أن معظم أحكام السنة أحكامٌ ظنيَّة؛ لثبوتها بطريق الآحاد، وهو الحديث "الذي يرويه الواحد أو الاثنان فصاعداً... منزلة السنة النبوية - شبكة السنة النبوية وعلومها. دون المشهور أو المتواتر" [9] ، وبالتالي الزعم بأن للحاكم أن "يُغيِّر بعض هذه الأحكام... كي تجيء مسايِرةً لمصالح الناس ومتَّفِقة مع أمانيهم" [10] ، وأنه لذلك فيما يتعلَّق بالقانون الدستوري يرى د. متولي أنه لا يجوز الأخذ بسُنَّة الآحاد حين تكون مستقلَّة... لأهمية الأحكام الدستورية وخطورتها، وأن سُنَّة الآحاد غير يقينية [11]. والرد على هذه الشبهة يتلخَّص في أن الجهل بأحكام طرق إثبات الأحاديث، حمل فقهاء الدستور المعاصرين على التوهُّم بأن أحاديث الآحاد ضعيفةٌ، مع أن أحاديث الآحاد التي يتحدَّث عنها علماء الأصول هي أحاديث صحيحة قد توفَّرت لها شروط الصحة... وأن كونها أحاديث آحاد لا يعتبر قرينةً على عدم ورودها عن النبي - صلى الله عليه وسلم... (كما توهَّموا) أن حديث الآحاد هو الحديث الذي يرويه راوٍ واحد، وهذا خطأ كبير عند علماء الأصول... ؛ (لأن) أحاديث الآحاد في نظر علماء الأصول تختلف كليًّا عن الأحاديث التي ينفرد بروايتها شخص واحد، و(د.
بوربوينت درس السنة النبوية ( تعريفها – منزلتها – حجتها ) مادة الحديث 1 مقررات 1443 | مؤسسة التحاضير الحديثة
أنت الزائر: 93162461
كتب منزلة السنه النبوية وحجتها - مكتبة نور
تاريخ النشر: الأحد 21 شعبان 1423 هـ - 27-10-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 28205
25599
0
489
السؤال
ما الأهمية للأحاديث في حياة المسلم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن السنة مصدر رئيس من مصادر التشريع، وهي تبيين لأحكام القرآن، قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل:44]. وكذلك وصف الله ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [لنجم:3-4]. وكذلك ثبت في الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه". منزلة السنة النبوية من القرآن الكريم وعلاقتها به - ملتقى الخطباء. وقد أجمع المسلمون المتقدمون منهم والمتأخرون على أن السنة حجة في الدين، ودليل من أدلة الأحكام الشرعية التي تثبت بها الأحكام العملية، بل حفظ القرآن الكريم متوقف على حفظ السنة، لأنها الشارحة والمبينة له. وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الله حفظ السنة كما حفظ القرآن، وأن لفظ: (الذِّكْرَ) في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9].
من دون مبالغة فالغالبية ليس على السُنّة النبوية فينطبق ما قال عليه الصلاة والسلام:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ). عواقب الاجتهادات الفردية وعدم التحرّي مما ينشر؟
1_ يتعوّد عامة الناس على الأخذ والعمل بها في اعتقادهم أنها من هدي النبوة فلا يؤجرون على أعمالهم ولايعتبرون من أتباع نبي الأمة الذي قال عليه الصلاة والسلام: (ستفترق أمّتي على اثنان وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة من كان على الجماعة) أي العمل على سُنّة النبي والصحابه من بعده. 2_ عندما ينشر حديث لا يتحرى عن إسناده الصحيح لا سيما في أحاديث إسنادها مكذوب أو منكر يقع الفرد المسلم في إثم عظيم لقوله عليه الصلاة والسلام: (إن كذبً عليّ ليس ككذب على أحد من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). 3_ يستطيع الذين في قلوبهم مرض زرع شرورهم في هذا المنحنى لإبعاد الناس عن سُنّة النبي عليه الصلاة والسلام. وفي الختام:
على المسلم الحرص التام عند تصفّح العالم الافتراضي وعدم الأخذ بما ينشر عن سُنّة النبي عليه الصلاة والسلام، إلا بعد التحري عن صحة الأحاديث من بطون الكتب، وعليه أن يتجنب النشر للعامة من دعاء أو رقية أو أذكار ليست على السُنّة النبوية في زمن غربة الدين ورفع العلم.