إن النصوص الشرعية من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تطلب من المسلمين في كل زمان ومكان ما يأتي: - تقوى الله تعالى، والمخافة في السر والعلانية. - الصراحة والصدق في القول والعمل. - احترام المسلم لنفسه وان يحفظ ماء وجهه وأن يصون كرامته، وإذا أراد أن يتكلم فلا يتكلم إلا بالخير أو بالصمت. - الثبات على الرأي السديد الذي يقوم على الحجة والبرهان. - نصرة الخير والحق بإيمان ثابت وعزيمة قوية. - وجوب الإصلاح بين الناس ليسود الصفاء ويعم الهناء في المجتمع. - التحذير من صفات النفاق والتلون والانتهازية والاصطياد في الماء العكر فهي صفات ذميمة سرعان ما ينكشف صاحبها، وينبذ من المجتمع. وأخيراً وليس آخراً: لا تكونوا إمعة. د. لا تكن امعه ان احسن الناس. عكرمة صبري * رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس
عناوين متفرقة
المزيد من الأخبار
- لا تكن إمّعة | صحيفة الخليج
- لا تكن إمعة بالتقليد : أضرار التقليد مقتطف من كتاب لا تحزن
لا تكن إمّعة | صحيفة الخليج
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا ". الإنسان كائن متحرك بالإرادة، كما عرفه الكثير من رجال الفلسفة وفرسانها. ومعنى هذا التعريف: أن الإرادة هي التي تميزه عن غيره من الحيوان، فإذا سلبت منه الإرادة كان إنساناً وشخصاً بلا هوية. وحينئذ يتحرك كما يتحرك الحيوان كيفما اتفق، لا يدري ماذا يفعل؟ ولماذا فعل؟ ولم فعل؟ وكيف فعل؟
إنه ينقاد بهواه لا بعقله، وينساق وراء شهواته وملذاته بلا وعي ولا إدراك ولا رابط يمنعه عن غيه ولا ضابط يحجزه عن سفهه. وعندئذ يكون أضل من الحيوان سبيلا، وأحط منه شأناً. لا تكن إمعة بالتقليد : أضرار التقليد مقتطف من كتاب لا تحزن. وقد عرف المناطقة الإنسان بأنه حيوان ناطق، يعني: حي مفكر؛ فالنطق معناه عندهم: الفكر السليم المرتب المهذب المبني على مقدمات مسلمة، ينشأ عنها نتائج صحيحة. فكيف يفكر من لا إرادة له! وهبه يفكر فكيف يكون تفكيره سليماً ونتاج فكره مستقيماً! وما كلف الله الإنسان إلا بعد أن جعل له إرادة كاملة، فهو جل شأنه لم يكلفه إلا إذا بلغ الحلم وكان عاقلاً مختاراً غير مكره.
لا تكن إمعة بالتقليد : أضرار التقليد مقتطف من كتاب لا تحزن
وأصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرفون الإمعة من هو، لكن على وجه الإجمال، فجاء هذا التعريف رفعاً للإجمال ودفعا للإشكال، كما سنبين ذلك قريباً. ولابد لنا من نظرة في معاجم اللغة؛ لنعرف هذا الوصف على حقيقته؛ ليتضح لنا معنى هذه الوصية على النحو الذي أراده الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنقول:
جاء في لسان العرب لابن منظور: الإمعة والإمع – بكسر الهمزة وتشديد الميم -: الذي لا رأي له ولا عزم، فهو يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شيء، والهاء فيه للمبالغة. وفي الحديث: "ا غْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا وَلَا تَكُن إِمَّعة "
ولا نظير له إلا رجل إمر، وهو الأحمق. قال الأزهري: وكذلك الإمرة وهو الذي يوافق كل إنسان على ما يريده. لا تكن إمّعة | صحيفة الخليج. قال الشاعر:
لقيت شيخاً إمعة
سـألته عمـا معه
فقال: ذود أربعه
وقال الآخر:
فلا در درك من صاحب فأنت الوزاوزة الإمعه
وروى عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنا في الجاهلية نعد الإمعة الذي يتبع الناس إلى الطعام من غير أن يُدعى، وإن الإمعة فيكم اليوم المحقب الناس دينه. قال أبو عبيد: والمعنى الأول يرجع إلى هذا. قال الليث: رجل إمعة يقول لكل أحد: أنا معك، ورجل إمع وإمعة للذي يكون لضعف رأيه مع كل أحد.
أرسل إليّ أحدهم مقطعا لمقابلة مع رئيس قناة العربية، وقد ذكر في سياق ذكرياته وتجربته، أن قيادات أصحاب التدين الحركي الحزبي لهم وصاية على أتباعهم، ولا يجعلونهم يناقشون، وإنما يصدرون الأوامر: افعل، لا تفعل. وقال: حذروني من سماحة الشيخ صالح الفوزان "حفظه الله". وهذا الذي قاله رئيس الفضائية العربية، سمعته من كثير من الشباب الحركي، وهو واقع لا ينكره إلا من ينكر الشمس في وسط النهار ليس دونها سحاب. وأقول: هذا المسلك هو أحد الأسس التي تقوم عليها الفتن، وهو البيئة التي تستفيد منها التنظيمات الهالكة كـ"داعش والقاعدة" ونحوهما. لأن تلك التنظيمات تحب الإمعة الذي ينفذ ما يقال له، دون مناقشة، فهو على استعداد أن يبغض شخصا لا يعرفه، ولا يعرف له خطأ، إلا ما يكذب عليه: أنه ضد الدين، وضد الشباب، وضد الدعوة. وإذا قال رئيس الحزب: نحن نحب فلانا، فإن الحزب يحبونه، وإن كان ضد العقيدة والوطن. هذه الطاعة العمياء للجماعات والأحزاب، وهذه الاصطفافات الحزبية الحركية، تخالف الكتاب والسنة، وتخالف منهج الصحابة وأئمة المسلمين، والعلماء الراسخين، وتحدث جيلا يستفيد منه أعداء الإسلام والمسلمين. وكثير ممن بلي بهذه التربية الحزبية: دخل بها ولم يستطع الخلاص، فصار إمعة لا رأي له، يقول ما لا يفهم، وشعاره: سمعت الحزب يقولون شيئا فقلته.