تاريخ النشر: السبت 12 ربيع الآخر 1423 هـ - 22-6-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 18065
356348
0
895
السؤال
كما تكونوا يُولىّ عليكم، أريد معرفة درجة هذا الحديث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،،، أما بعد:
فحديث: كما تكونوا يولى عليكم. رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي بكرة، ورواه البيهقي عن أبي إسحاق السبيعي مرسلاً. وقد ضعفه غير واحد من أهل العلم، منهم من المتقدمين الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله-، ومن المتأخرين الشيخ الألباني - رحمه الله-، فقد جمع طرقه في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/490)، وحكم عليه بالضعف، ثم قال: والواقع يكذبه، فإن التاريخ حدثنًا عن تولي حكام أخيار بعد حكام أشرار والشعب هو هو. والله أعلم.
درجة حديث: كما تكونوا يولى عليكم - منتدى الرقية الشرعية
إنضموا إلينا عبر Telegram: أو مجموعتنا على الفيسبوك: أو على اليوتيوب: تحميل كتاب كما يولّى عليكم تكونوا مشاري سعيد المطرفي PDF ، إن سبب تأليف هذا الكتاب الذي بين يديك، هو أنني قرأت لأحد الكتّاب المعروفين مقالاً طويلاً بعنوان: (كما تكونوا يولى عليكم) نشره في أحد الجرائد، يذكر فيه أن سبب صلاح الحاكم أو فساده هو الشعب، وأنه إذا صلح الشعب صلح الحاكم، وإذا فسد الشعب فسد الحاكم، فإذا الشعب أراد أن ينصلح له الحاكم فينبغي له أن يصلح من نفسه أولاً، واستدل بحديث: «كما تكونوا يولى عليكم»!!
كما تكونوا يولى عليكم
وروى البيهقي عن كعب قال: إن لكل زمان ملكا يبعثه الله على نحو قلوب أهله ؛ فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحا ، وإذا أراد هلاكهم بعث عليهم مترفيهم. هـ. أما أثر الأعمش فقد رواه أيضا أبو نعيم في الحلية (5/51 (
2- الــفــائــدة الــثــانــيــة:
قال العلامة الألباني في الضعيفة (320) بعد تخريجه للحديث:
ثم أن الحديث معناه غير صحيح على إطلاقه عندي ، فقد حدثنا التاريخ تولي رجل صالح عقب أمير غير صالح والشعب هو هو. هـ. 3- الــفــائــدة الــثــالــثــة:
قال الطرطوشي في سراج الملوك ( ص 197 (
الباب الحادي والأربعون في " كما تكونوا يولى عليكم ". لم أزل أسمع الناس يقولون: " أعمالكم عمالكم كما تكونوا يولى عليكم " إلى أن ظفرت بهذا المعنى في القرآن قال الله تعالى: " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا " [ الأنعام: 129 [ ، وكان يقال: ما أنكرت من زمانك فإنما أفسده عليك عملك. وقال عبد الملك بن مروان: ما أنصفتمونا يا معشر الرعية ، تريدونا منا سيرة أبي بكر وعمر ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم..... هـ. 4- الــفــائــدة الــرابــعــة:
استدل بعض أهل اللغة بلفظ هذا الحديث على فائدة لغوية ذكرها ابن هشام في المغني ، وسأنقل هذه الفائدة من " مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري " للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – ( ص 110 – 111)
القاعدة الحادية عشرة:
من ملح كلامهم تقارض اللفظين في الأحكام ، ولذلك أمثلة منها: إعطاء كلمة ( غير) حكم (إلا) في الاستثناء ، وإعطاء حكم ( إلا) حكم ( غير) ، ومنها إعطاء ( أن) حكم ( ما) المصدرية المهملة في الإهمال وبالعكس ، ومُثِّل له بقوله صلى الله عليه وسلم: " كما تكونوا يولى عليكم " ذكره ابن الحاجب ، والمعروف: " كما تكونون "... هـ.
كما تكونون يُولَّى عليكم
هل يعي المتحدث ان مع كل إصابة هناك احتمالات بالمئات والالاف من الإصابات الممكنة في ساعات قليلة؟ الناس لا تتجول في الشوارع. مفهوم الشعب للحظر يبدو وكأنه احتفالي. اجازات واكل. مع كل تحسن للطقس سيخرج الناس اكثر من بيوتهم، فما ساعد حتى اليوم هو سوء أحوال الطقس في الأسابيع السابقة. اشعر نفسي بين حالة لوم ترتد علي. فما أرى تصرفات أبناء الشعب المستهترة، سواء تلك الفردية او الجمعية، فأشعر باليأس وانحسار سبل النجاة. وارى تصريحات الحكومة وافعالها وأفكر كم نحن مجرد قبيلة لا يمكن لها ان تتجاوز قبليتها مهما لبسنا من بدلات واستخدمنا الحداثة في مظاهرنا الخارجية. أفكر كم يرتد الحديث على الحكومة، فبالفعل كيفما تكونوا يولى عليكم. فنحن بالمحصلة ارتداد للحكومة. لأنه بالمحصلة لن يتغير امر لطالما النفوس غير متغيرة. نأخذ تدابير ونظن ان الفرد الخاص منا محصن او مستثنى منها. نتفوه بلا ما لا نؤمن به. نمارس ما لا نفهم. ونعيش من اجل فرديتنا. مشوارنا طويل او مستحيل نحو التقدم، "لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. " وبما ان الحكومة غير قادرة على التحكم بالحظر وفرض تدابير فعالة، وبما ان الشعب لا يريد الالتزام ولا يأبه للمخاطر.
كيف انتشرت مقولة كهذه رغم معارضتها لأحاديث صحيحة (حديث كلمة حق عند سلطان جائر وحديث تغيير المنكر على سبيل المثال لا الحصر) بل وآيات قرآنية كثيرة تحث على التغيير؟ كيف صارت مقولة كهذه جزءا من منظومة التفكير وهي تنسب له عليه الصلاة والسلام الذي كانت كل حياته نموذجا يدحض هذا المفهوم؟
إذن علاقة الجهور بالقائد ملتبسة ومعقدة وتشبه العلاقة بين البيضة والدجاجة في السؤال الشهير.. واختصار ذلك بمقولة خاطئة ومنحها القداسة عبر نسبتها اليه عليه الصلاة والسلام أمر خاطئ علميا وأخلاقيا وقبل كل ذلك شرعيا.. فضلا عن اعتبار ذلك كله "سنة من السنن الإلهية"..! من ناحية أخرى، التاريخ يكذب هذه السنة المزعومة، فالناس الذين تولى عليهم عمر بن عبد العزيز – كمثال لا خلاف عليه لولي الأمر الصالح- هم ذاتهم الذين تولى عليهم من سبقه ومن خلفه.. لم يتغيروا.. ولا يمكن الزعم أن الناس تغيروا بمجرد إعلان البيعة لخليفة جديد.. دعونا لا ننسى أن حكامنا لم يأتوا من كوكب آخر، بل نشؤوا ضمن نفس المنظومة الثقافية التي نشأت فيها شعوبهم، لقد رضعوا هذه المفاهيم كما رضعتها الجماهير: فإذا ما صاروا قادة وزعماء( بهذه الطريقة أوتلك! ) تصوروا أن شعوبهم تستحق ما تنال.. ولذلك فاستئصال هذه المفاهيم ونزع الشرعية المزورة عنها هو أمر لا بد منه من أجل مستقبل خال من الاستبداد.. ( أو على الأقل أقل استبدادا..! )