وقد مضى الكلامُ في رمضان على ذلك في تفسير: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ [النبأ:38]، وذكرنا أقوال أهل العلم فيه. شرح حديث سبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ. فهذا الاسم (الروح) بعضُهم يقول بأنَّه أرواح بني آدم: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ يعني: الأرواح يوم القيامة، وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ ، الكل خاضعٌ لعظمة الله في ذلك اليوم. وبعضهم يقول: الروح هو القرآن؛ لأنَّ الله وصفه بذلك: أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا [الشورى:52]؛ لأنَّه لا حياةَ للأرواح إلا به: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ ، هل معناه: يقوم القرآن؟ هذا فيه بُعْدٌ، وهذا ذُكر في جملة الأقوال في الآية: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ. وأما هنا: ربّ الملائكة والروح ، فإذا فُسّر الروحُ بالقرآن في هذا الحديث؛ فإنَّ "ربّ" يكون بمعنى: صاحب؛ لأنَّ القرآنَ كلامُ الله، وكلامه صفةٌ من صفاته، ليست بمخلوقةٍ، فالربّ يأتي بمعنى صاحب الشَّيء؛ لأنَّ الله هو الذي تكلَّم به، لكن هذا التَّفسير فيه بُعْدٌ -والله تعالى أعلم. وأبو جعفر ابن جرير -رحمه الله- لما ذكر هذه الأقوال لم يُرجِّح، فقال: "والصَّواب من القول أن يُقال: إنَّ الله -تعالى ذكره- أخبر أنَّ خَلْقَه لا يملكون منه خطابًا يوم يقوم الرُّوح، والرُّوح خَلْقٌ من خَلْقِه، وجائزٌ أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذُكِرَتْ، والله أعلم أيّ ذلك هو، ولا خبر بشيءٍ من ذلك أنَّه المعنيّ به دون غيره يجب التَّسليم له، ولا حُجَّة تدلّ عليه، وغير ضائرٍ الجهل به" [10].
شرح حديث سبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ
برنامج الإمام الطيب وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، خلال الحلقة السابعة من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، أن كل ما يخطر في البال فالله على غير ذلك، فالله لا يكون كما نتصوره أبدًا والدليل على ذلك قوله تعالى: " لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ"، فليس معنى السميع البصير أن الله يسمع بأذن أو يبصر بعين، فهذه صفات الحواس، فالله سبحانه وتعالى أثبت أنه يسمع عباده ويبصرهم، لكن لا يسمعهم كما يسمع بعضنا بعضًا ولا يبصرهم كما يبصر بعضنا بعضًا، لأن الله سبحانه وتعالى هو فوق ذلك فهو مقدس، وقدوس يعني التنزيه والتطهير والاعتلاء عن صفات المخلوقين.
ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد مستجابة – المنصة
اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي لله رب العالمين. سبحانك يا مالك زمام الخلق وبيده كل شيء أحمدك حمدًا كثيرًا. سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي. أدعية وأذكار السجود في صلاة التهجد
كما ذكرنا أنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فهو وقت الخشوع والتقرب من الله سبحانه وتعالى وطلب العفو والمغفرة وطلب ما تشاء سواء أمور دنيوية أو أخروية، حيث يجب الدعاء أثناء السجود وهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجب على العبد الإلحاح في الدعاء، ويمكن عرض بعض الأدعية على النحو الآتي:
اللهم اغفر لي ذنوبي ما صغر منها وما كبر وتجاوز عن سيئاتي، اللهم اهدني لصراطك المستقيم، ولا تجعلني من الضالين. اللهم اغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتولني، اللهم أحيني من المؤمنين وأمتني مسلمًا إنك على كل شيء قدير. ارزقني يا الله توبة نصوحة لا أضل بعدها أبدًا، اللهم ثبت قلبي على دين الإسلام وارزقني حلاوة الإيمان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد. ربنا ولك الحمد مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى. شاهد أيضا: ما يقال عند الافطار من الصوم أدعية مأثورة عن النبي في رمضان أدعية مستجابة حال الركوع والسجود في صلاة التهجد حيث لا بد من الفرد المسلم أن يدعو الله بالأدعية المأثورة عن الرسول المذكورة في السنة النبوية، والذي يلجأ فيها العبد المسلم والتي يدعو بها ويستجاب وخاصة في صلاة التهجد وقيام الليل، ومن أهم تلك الأدعية: اللهم يا ربنا ارحم ضعفي وتقبل دعائي وارزقني من حيث لا أحتسب يا أكرم الأكرمين. إلهنا ومولانا وقائدنا ومرشدنا تقبل منا الصلاة واجعلها من أحب الأعمال إلى قلوبنا، وتجاوز يا مولانا عن سيئاتنا فوالله ما عبدناك حق عبادتك، ولا دعوناك حق الدعاء. يا من يسمع الدعاء ويجيب المضطر ويغيث الملهوف يا رب، لا تجعل تلك الصلاة آخر عهدي بك، ولا تقبضني إليك وأنا من الضالين، بل وفقني إلى توبة نصوحة عاجلًا غير آجل. الى هنا نصل الى ختام المقالة والتي استعرضنا من خلالها على ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد مستجابة.