ولا شك أن كل مؤمن بالله تعالى في كل زمان ، وفي كل مكان يخطر بباله لا محالة السؤال عن ربه عز وجل خصوصا في حال التوجه إليه بالدعاء وهو ينتظر الاستجابة أو في حال مناجاته ليتأكد ويطمئن من قربه منه ويكون المؤشر على ذلك هو الاستجابة له. ولما كانت صيغة الآية الكريمة تفيد توقع سؤال العباد المؤمنين عن ربهم في هذه الحال تحديدا ، فإن الجواب عن سؤالهم تولّى سبحانه وتعالى الإجابة عنه مباشرة بقوله: ( ( فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)) ، وقد جاء في كتب التفسير أنه جل جلاله لم يجعل بينه وبين عباده المؤمنين نبيه الكريم واسطة في الجواب عن سؤالهم عنه بحيث أنه لم يأمره كما هو الشأن في مواطن من الذكر الحكيم بعبارة (( قل)) ، وإنما جاء الجواب مباشرة منه تقدس اسمه. والملاحظ في هذه الآية الكريمة أنه أكد قربه منهم بحرف توكيد ، وأقنعهم بدليل على هذا القرب، وهو استجابة الداعي إذا دعاه علما بأن الاستجابة لا تكون إلا عن قرب ومن قريب ممن دعا. وإذا سألك عبادي عني فإني قريب. ولا شك أن الذي يحول بين العباد وبين قلوبهم ، وهو يعلم ما يسرون وما يعلنون ، ويعلم خائنة أعينهم وما تخفي صدورهم هو أقرب إليهم من غيره، ومن كل شيء يظنونه قريبا منهم. ولقد ورد في كتب التفسير أن استجابة الله عز وجل دعوة من يدعوه إنما هو تفضّل منه ، وأنه لا تلزمه سبحانه وتعالى الاستجابة بالضرورة ، وليس ذلك شرطا ،لأن الشرط في الآية الكريمة يتعلق بربط السؤال بالجواب ، ولا يرتبط الدعاء بالاستجابة، ذلك أنه تعالى لم يقل: إن دعوني أجبتهم.
اني قريب اجيب دعوت الداعي
من روائع البيان في قوله تعالى (( و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)) ذكر علماء اللغة و البيان عنها ما يلي: 1- أنها الآية الوحيدة التي خالفت بقية الآيات التي تبدأ بسؤال الناس للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، حيث كلها تأتي بصيغة ((يسألونك)) مثل ((يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل.. يسألونك عن الخمر و الميسر قل... ، يسألونك عن الأنفال قل... ، و يسألونك عن اليتامى قل... ، يسألونك ماذا أحل لهم قل... ، و يسألونك ماذا ينفقون قل... ، يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل... ، و يسألونك عن الروح قل... قال تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ.. ، و يسألونك عن الجبال فقل... )) إلا هذه الآية! فمن عظمة الله أنه سبق المؤمنين بالسؤال و هم لم يسألوا بعد! و كأنه سؤال افتراضي ، فإن الله هو الذي وضع السؤال و بادر بالإجابة من قبل أن يُسأل حباً منه بالدعاء و بسرعة الإجابة! فانظر إلى واسع رحمته! 2- على غرارقوله تعالى (( و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا)) كان القياس أن يقول (و إذا سألك عبادي عني فقل ربي قريب يجيب دعوة الداع) لكنه تبارك و تعالى تكفل بالإجابة بنفسه وقال (( فإني قريب أجيب دعوة الداع)) فابتدأ جوابه بأنه قريب للدلالة على عدم حاجته للوسطاء و الأولياء أولاً ، وللدلالة على حفاوته بالدعاء و بالسائلين ثانياً.
اني قريب اجيب دعوة
فمن دعا ربه بقلب حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء، كأكل الحرام ونحوه، فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية، والإيمان به، الموجب للاستجابة، فلهذا قال: (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. • وقُرب الله تعالى هل هو مختص بالمؤمنين أو يعم غيرهم؟ بعض أهل السنة - وهو جمهورهم - من يجعل القُرب نوعان: القرب الأول: قرب عام. وهو قرب الله من جميع الخلائق جميعاً. من روائع البيان في قوله تعالى : " و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " | معرفة الله | علم وعَمل. كما قال تعالى (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ). والثاني: القرب الخاص. وهو قربه تعالى من المؤمنين بالإجابة والرعاية. كما قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ). وحديث ( … اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً وإن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته). قال السعدي في تفسير (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) أي: قريب ممن دعاه دعاء مسألة، أو دعاء عبادة، يجيبه بإعطائه سؤاله، وقبول عبادته، وإثابته عليها، أجل الثواب.
اني قريب اجيب دعوه الداعي اذا دعاني
و قوله ((و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم)) و قوله ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم)) و قوله ((فإذا قضيت الصلاة)) ، و لذلك نرى أن كل أحداث يوم القيامة تأتي ب (إذا) و لم تأت بـ (إن) ، مثال ذلك قوله ((إذا زلزلت الأرض زلزالها)) و قوله ((إذا الشمس كورت و إذا النجوم انكدرت و إذا الجبال سيرت... )) و قوله ((إذا وقعت الواقعة)) و غيرها من أحدث يوم القيامة حيث لم تأت أيا ًمنها بأداة الشرط (إن) لأنها تحتمل الندرة و عدم الوقوع. اني قريب اجيب دعوه الداعي اذا دعاني. و من روعة هذا البيان هو حينما تأتيان معاً في موضع واحد فيستخدم (إذا) للكثرة و (إن) للندرة مثل قوله تعالى ((إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم.. و إن كنتم جنبا)) فجاء ب (إذا) للوضوء لأنه كثير الوقوع و (إن) للجنب لأنه نادر الحصول ، و مثل قوله ((فإذا أحصن فإن أتين بفاحشةٍ)) فالإحصان متكرر و الفاحشة من النوادر! فمن هذا نفهم أن المعنى من قوله تعالى ((إذا دعانِ)) أنه يشير إلى كثرة الدعاء و بأنه دعاء متكرر مستمر كثير و ليس نادراً قليلاً! لأن الله يغضب إن لم يدعَ ، و القلب الذي لا يدعو قلبٌ قاسٍ ، ألم تر إلى قوله تعالى ((فأخذناهم بالبأساء و الضراء لعلهم يضرعون ، فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم)) و قوله ((و لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون)).
اني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني
(9) الاحتجاج: 2ج, ص75، الكافي, ج1, ص 126, ح3, كتاب التوحيد، باب الحركة والانتقال.
فلم يتحدث بضمير الغائب عن ذاته فلم يقل ((يجيب دعوة الداع)) لأنه يدل على البعد و العلو ، بل نسبها لنفسه للدلالة على دنوه و قربه من السائلين! 3- أنه تعالى لم يعلق الإجابة بالمشيئة كأن يقول (أجيبه إن أشاء) ، بل قطع و أكد بأنه يجيب دعوة الداع. اني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني. 4- أنه قدم جواب الشرط على فعل الشرط ، فلم يقل (إذا دعان أستجب له) و ذلك للدلالة على قوة الإجابة و سرعتها. 5- أنه قال ((أجيب دعوة الداع إذا دعان)) و لم يقل (أجيب دعوة الداع إن دعان) و في هذا معانٍ بلاغية غاية في الدقة، منها أنه استخدم أداة الشرط ((إذا)) و لم يستخدم أداة الشرط ((إن)) ، فما الفرق بينهما؟ السبب أن (إن) تستخدم للأحداث المتباعدة و المحتملة الوقوع و المشكوك فيها و النادرة و المستحيلة ، كقوله ((قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين)) و قوله ((و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا)) لأن الأصل عدم اقتتال المؤمنين ، و قوله ((ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)) ، و لم يقل (إذا) استقر مكانه و قد علمنا أن الجبل دك دكاً! و كقوله ((قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا)). بينما (إذا) تعني المضمون حصوله أو كثير الوقوع ، مثل قوله ((كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت)) لأن الموت واقع لا محالة!
سبتمبر 27, 2012.
الاسم الأعظم - المعرفة
والقسم الآخر: صريح غير صحيح ، بعضه مما صرح الحافظ بضعفه ؛ كحديث القول الثالث عن عائشة في ابن ماجه ( 3859) ، وهو في " ضعيف ابن ماجه " رقم ( 841) ، وبعضه مما سكت عنه فلم يحسن! كحديث القول الثامن من حديث معاذ بن جبل في الترمذي ، وهو مخرج في " الضعيفة " برقم ( 4520). وهناك أحاديث أخرى صريحة لم يتعرض الحافظ لذكرها ، ولكنها واهية ، وهي مخرجة هناك برقم ( 2772 و 2773 و 2775).
" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( 13 / 279). ثالثاً:
لعل ألأقرب من تلك الأقوال أن الاسم الأعظم هو " الله " ؛ فهو الاسم الجامع لله تعالى الذي يدل على جميع أسمائه وصفاته تعالى ، وهو اسم لم يُطلق على أحد غير الله تعالى ، وعلى هذا أكثر أهل العلم. الاسم الأعظم - المعرفة. 1. قال ابن القيم – رحمه الله -:
اسم " الله " دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث....
" مدارج السالكين " ( 1 / 32). والدلالات الثلاث هي: المطابقة والتضمن واللزوم. 2. وقال ابن أمير حاج الحنفي – رحمه الله -:
عن محمد بن الحسن قال: سمعتُ أبا حنيفة رحمه الله يقول: اسم الله الأعظم هو " الله ", وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء, وأكثر العارفين. وفي " التقرير والتحبير " ( 1 / 5).
• يُستحب أن يدعو الزوج والزوجة لبعضهما البعض تعبيراً عن مشاعر الحب والوئام بينهما بالقول: " ربنا هب لنا من أزواجنا ومن ذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً. " • يمكن أن يدعو الزوج والزوجة بالقول
" رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. " • يستخدم الدعاء للتوفيق بين الزوجين: اللهم بارك لنا في ذريتنا كما باركت لإبراهيم عليه السلام..
• يقال هذا الدعاء أيضاً: " اللهم انزع الشيطان مما بيننا. " إذن فإن ترديد الزوج دعاء للزوجة ليس فقط تعبيراً عن حبه لها، لكنه أيضاً تقرباً لله يتوسل الزوج لربه أن يجمع بينه
وبين زوجته في الخير، ويجب أن تبادله الزوجة الدعاء له بالرزق والصحة والخير حتى يعم بيتهما الحب والسلام
ويجنبهما الشيطان والشرور ما ظهر منها وما بطن.