هذه جملة من الفوائد نسأل الله ـ تعالى ـ أن يرزقني وإياكم البصيرة في الدين والعمل بالتنزيل وأن يعيننا على أداء الحقوق والأمانات وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
- أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ... ) من مسند أبي يعلى الموصلي
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ... ) من مسند أبي يعلى الموصلي
منزلة الحديث:
هذا الحديث عظيم، تتفرع منه آداب الخير. وقيل
فيه أنه نصفُ الإسلام، لأن الأحكام التي في الحديث تتعلق بالخير والخلق. قال الحافظ ابن حجر: "وهذا من جوامع
الكلم، اشتمل الحديث على أمور ثلاثة تجمع مكارم الأخلاق الفعلية والقولية". المعنى الإجمالي:
يحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث
على أعظم خِصال الخير وأنفع أعمال البر، فهو يبين لنا أن كمال الإيمان بأن
يُعْرِضَ الإنسانُ عن الكلام إلا في الخير. وعِظَمُ حقِّ الجار وجوبُ الإحسانِ
إليه، ووجوبُ إكرامِ الضيف من صفات المسلمين. المعنى التفصيلي:
قوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) فليفعل كذا وكذا، يدل على أن هذه
الخصال من خصال الإيمان، وأن الأعمال تدخل في الإيمان. وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان
بالصبر والسماحة، قال الحسن: المراد: الصبرُ عن المعاصي ، والسماحة: بالطاعة. وأعمال الإيمان تارة تتعلق بحقوق الله كأداء
الواجبات، وترك المحرمات، ومن ذلك قول الخير، والصمت عن غيره. وتارة تتعلق بحقوق العباد كإكرام الضيف،
وإكرام الجار، وكف الأذى عنه، فهده ثلاثة أشياء يؤمر بها المسلم. أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ... ) من مسند أبي يعلى الموصلي. قوله: (َفلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ
لِيَصْمُتْ) ، أمر بقول الخير، والصمت عما عداه.
مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)