وتشير الآية إلى أنّ عدم الاعتبار من كل ذلك لا يعتمد على الرؤية البصرية، لأن عمى الأبصار لا يمنع رؤية الحق، إلا أنّ أولئك المشركين قد عميت قلوبهم التي في صدورهم، وحجبهم ذلك عن رؤية الحق الواضح الجلي، ومنعهم من أخذ العبر والعظة وأبقاهم غارقين في إنكارهم وكفرهم، وفي ذلك حثٌّ على إزالة تلك الغشاوة التي سببت عمى القلوب والإقبال على الله تعالى بقلب مبصر للحق، والله تعالى أعلم. اقرأ أيضا: معنى آية زين للناس حب الشهوات
فوائد من آية فإنها لا تعمى الأبصار
لا بدّ من ذكر الثمرات المستفادة من الآيات القرآنية، لأنّ الغاية من كلّ ذلك هو الوصول إلى مقاصد الشريعة والأحكام التي أنزلها الله في كتابه الكريم، ومن أبرز الفوائد التي ترشد إليها هذه الآية الكريمة:
إن في أحوال الأمم السابقة التي أهلكها الله تعالى بسبب تكذيب الرسل وإنكار الرسالات دروسٌ للبشر حتّى قيام الساعة. إنّ أشهر الأمم التي كذّبت وطغت وعصت الله فأهلكها وأخذها عن بكرة أبيها، عاد وثمود وقوم شعيب وقوم لوط، حيث قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ* وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ* وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}.
- فصل: إعراب الآيات (49- 51):|نداء الإيمان
- فإنها لا تعمى الابصار - يمن اتحادي
- مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم
فصل: إعراب الآيات (49- 51):|نداء الإيمان
يقول الله تعالى في سورة الحج: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، وقد ذُكرت هذه الآية بعد الحديث عن أحوال الأمم السابقة من الكفار وكيفَ أخذهم الله أخذ عزيزٍ مقتدر وذلك تخفيفًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تكذيب قومه له، ويكثر البحث بين المسلمين عن معنى آية فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وما ترشد إليه من هدايات. إن معنى آية فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور أي أنه لا يُعتد بعمى الأبصار، ولكن الذي يُعتد به عمى القلوب التي في الصدور، وهؤلاء المشركون قد أُصيبوا بالعمى الذي هو أشنع عمى وأقبحه، وهو عمى القلوب عن الفهم وقبول الحق. فإنها لا تعمى الأبصار. وكلمة تعمى في الآية الكريمة من الفعل عميَ، ويمكن أن يقال: عميَ عن أو عميَ على، وهو أعمى وجمعه عميٌ وعميان، ومؤنثه عمياء، والجمع أيضًا عميٌ، وهو عمٍ وهي عميةٌ، وقوم عَمين، والمفعلو معميٌّ عليه، وعميَ الشخص: ذهب بصر قبله وأصابه الجهل، ولم يهتدِ إلى الحق، وعميَ عن الشيء: لم يهتدِ إلى مكانه. أما الأبصار: فالبصر للعين، وله استخدامات متعددة، فالبصر قوة الإدراك وقوة الإبصار والنظر من خلال العينين، والجمع أبصار، وأصحاب الأبصار: أهل العقول، وكلمة القلوب هي جمع كلمة قلب، وهو عضو داخلي من أعضاء جسم الإنسان، عبارة عن عضلة جوفاء تستقبل الدم من الأوردة وتضخُّه إلى الشرايين، وقد يعبَّر بالقلب عن العقل، كما وردَ في مواضع كثيرة في كتاب الله تعالى.
فإنها لا تعمى الابصار - يمن اتحادي
وما أحسن ما قاله بعض الشعراء في هذا المعنى وهو أبو محمد عبد الله بن محمد ابن سارة الأندلسي الشنتريني ، وقد كانت وفاته سنة سبع عشرة وخمسمائة: يا من يصيخ إلى داعي الشقاء وقد نادى به الناعيان: الشيب والكبر إن كنت لا تسمع الذكرى ، ففيم ترى في رأسك الواعيان: السمع والبصر؟ ليس الأصم ولا الأعمى سوى رجل لم يهده الهاديان: العين والأثر لا الدهر يبقى ولا الدنيا ، ولا الفلك ال أعلى ولا النيران: الشمس والقمر ليرحلن عن الدنيا ، وإن كرها فراقها الثاويان: البدو والحضر
2
130
5
العلاقة الإنسانية
القران الكريم ♥ 1
السماك الرامح
6 2016/02/23 1
xبنت y (نادرة بين البشر)
8 2016/02/23
(أفضل إجابة) صدق الله العظيم 1
BASEM (آراك عصي الدمع)
7 2016/02/23 ﻻ اله الا الله
سبحان الله
الإعجاز الطبي في حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ) [صحيح مسلم، خلاصة حكم المحدث: صحيح]. يكمن الإعجاز العلمي في الحديث السابق بأنه مطابق لما توصل إليه الطب الحديث، ففي الحديث يخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن شكوى أحد الأعضاء في الجسم هي مدعاة للسهر حقيقةً لا مجازًا، بكل ما يحمله الأمر من معنى، أي أن الجسد بأكمله يسهر أولًا، ليُصاب بالحمّى التي تأتي مع السهر وبعد البدء بالسهر، ثم يبدأ الجسم بالتداعي والشكوى. وما كشفه العلم الحديث هو انطلاق نبضات عصبية حسيّة من أماكن المرض أو الألم في الجسم إلى عضو الدماغ، ثم إلى مراكز الإحساس والتحكم غير الإرادية في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى إصدار مواد كيميائية وإفراز هرمونات من العضو المتألم، وما أن يحدث أمر يهدد أنسجة العضو تخرج أولى قطرات الدم منذرة بنزيف أو يرسل ميكروب ما سمُّه بين الأنسجة والخلايا لتذهب تلك المواد السامة إلى المناطق المركزية في الدماغ والأعضاء المسؤولة عن العمليات الحيوية في الجسم، الأمر الذي يسمى بالشكوى.
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم
تاريخ النشر: السبت 14 ربيع الأول 1431 هـ - 27-2-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 132566
161129
0
323
السؤال
أطلب من سيادتكم شرح الحديث التالي{عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال{قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ)رواه مسلم. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث صحيح- كما أشرت- وقد شبه فيه النبي- صلى الله عليه وسلم- المؤمنين بالجسد الواحد، وهو غاية التضامن والتآلف والتحابب. مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم. ووجه التشبيه فيه التوافق في التعب والراحة وتداعي بعضه بعضا إلى المشاركة في كل ما يلم به. جا في فتح الباري للحافظ ابن حجر:.. فتشبيهه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيل صحيح، وفيه تقريب للفهم وإظهار للمعاني في الصور المرئية، وفيه تعظيم حقوق المسلمين والحض على تعاونهم وملاطفة بعضهم بعضا..
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين رقم: 32403 ، 63260. والله أعلم.
أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، (4/ 1999)، برقم: (2586)، والبخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، (8/ 10) برقم: (6011)، بلفظ: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى. مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم. أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه (1/ 14)، رقم: (13)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير (1/ 67)، رقم: (45). أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان، وأن إفشاء السلام سبب لحصولها (1/ 74) برقم: (54). أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، (4/ 2000) برقم: (67).