موضوعات سورة البقرة (1)
1) افتُتحت السورة بالتنويه بشأن القرآن الكريم وتعظيمه، وبيان صحته، وصدقه وسلامته من الرَّيْبِ، وما اشتمل عليه من الهدى، والتحدي به، قال تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 1، 2]. فوائد سورة البقرة للرزق والزواج والصحة والدعاء المستجاب - موسوعة. 2) ذكر انقسام الناس تجاه هداية القرآن الكريم إلى أقسام ثلاثة:
( أ) المتقون المهتدون بالقرآن الذين يؤمنون بالغيب وأصول الإيمان، ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقهم الله، ويؤمنون بما أُنزِل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وما أُنزِل مِن قبلِه، الذين هم على هدى من ربِّهم وهم المفلحون. (ب) الذين كفروا باطنًا وظاهرًا، وخُتِم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ولهم عذاب عظيم. (جـ) المنافقون الذين يُظهِرون الإيمان مخادعةً وهم في الباطن غير مؤمنين، بل جمعوا بين الكفر والمخادعة ومرض القلوب والإفساد في الأرض، وغير ذلك من الصفات الذميمة، وهم أسوأ حالًا ومآلًا من الكفار صراحةً؛ ولهذا توعَّدَهم الله بالعذاب الأليم، وضرب لهم أسوأ الأمثلة في حالهم ومآلهم. 3) دعوة الناس إلى عبادة الله تعالى وحده، وإقامة الأدلة والبراهين على وجوب عبادته عز وجل وحده دون سواه، والنهيُ عن الشِّرك، والتحذير من النار.
- موضوع سورة البقرة ماهر
- الحلف بغير الله تعالى من أنواع الشرك - منبع الحلول
- الحلف بغير الله شرك اصغر في - موقع المتقدم
موضوع سورة البقرة ماهر
[٤] فوصف رسول الله -عليه الصلاة والسلام- سورتي البقرة وآل عمران بالغمامتين؛ أي السحابتين العظيمتين ذواتي اللون الأسود، بينهما نورٌ؛ أي أنّهما لا تستران الضوء. [٥]
الوقاية والحفظ والكفاية
الحافظة والكافية؛ حيث إن قراءة آية الكرسي تحفظ وتكفي الإنسان من شياطين الإنس والجن، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ). [٦] [٧] وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (اقرَؤوا سورةَ البقرةِ، فإنَّ أَخْذَها بركةٌ، وتركَها حسرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلَةُ) ، [٨] وقوله: (أخذها بركة)؛ يدلّ على كلّ أنواع الأخذ؛ فحفظ آياتها بركة لحياة المسلم، وعصمة له في الدنيا، ونجاة له يوم القيامة، والبَطَلة أي: السّحرة.
وقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله الزواج: ( أليس معك آية الكرسي الله لا إله الا هو ؟)، قال: بلى، قال: ( ربع القرآن) رواه أحمد. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي) رواه الترمذي. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت) رواه النسائي. ما هو فضل سورة البقرة - موضوع. وجاء في فضل خواتيم سورة البقرة بعض أحاديث، نذكر منها: قول جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جالساً عنده: (أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه) متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله ختم سورة البقرة بآيتين، أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهن، وعلموهن نساءكم، فإنها صلاة، وقرآن، ودعاء) رواه الحاكم في "المستدرك"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان) رواه الطبراني بإسناد جيد.
ولأن الله وحده هو من يستحق الحلف به، فإن من كان صادقًا في حلفانه فسيجازيه الله خيرًا على ذلك، أما من كان كاذبًا فيستحق العقاب من الله. وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحلف وخاصة الحلف الكذب عند البيع والشراء، لأنه يُغضب الله عز وجل، ويُذهب البركة، فقد قال عليه الصلاة والسلام:: إياكم والحلف في البيع، فإنه ينفق، ثم يمحق ". وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احلِفوا بالله و بَرُّوا و اصدُقوا، فإنَّ اللهَ يحبُّ أن يُحلَفَ به". فعند الحلف بالله يجوز قول والله، وعزة وجلالة الله، وقدرة الله، كما يجوز قول وكتاب الله، لأن كتاب الله فيه آياته التي هي كلامه عز وجل، وهذا الكلام من صفاته تبارك وتعالى. من أمثلة الحلف بغير الله قول
من أمثلة الحلف بغير الله الحلف بالأنبياء، وقول وحياة فلان، ورأس فلان، ورحمة فلان، أو الحلف بالكعبة، أو بأحد الأضرحة، أو بولي من أولياء الله الصالحين، أو الحلف بالطلاق، أو الحلف بشدة أو بمرض، أو بالشرف، أو بالنعمة أو بالماء أو بالسماء. الحلف بغير الله تعالى من أنواع الشرك - منبع الحلول. ومن أمثلة الحلف بغير الله أيضًا قول وبالأمانة، وهو ما لا يجوز قوله، فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمانة) رواه أبو داود وصححه الألباني.
الحلف بغير الله تعالى من أنواع الشرك - منبع الحلول
وهكذا اعتقاد أن هؤلاء يصلحوا للعبادة وإن لم يدعهم، إذا اعتقد أن هؤلاء يدعون من دون الله ويستغاث بهم وأنه لا بأس بذلك فهو شرك أكبر وإن لم يفعل. الحلف بغير الله شرك اصغر في - موقع المتقدم. وهكذا اعتقاد السر في حي من الأحياء أنه ينفع ويضر دون الله، وأنه يصلح لأن يعبد من دون الله ولو كان حيًا، كما يفعله بعض ضلال الصوفية بمشايخهم، هذه وأشباهها من الشرك الأكبر. وهكذا ما يفعله بعض الناس مع الجن يدعوهم أو ينذر لهم أو يذبح لهم خوفًا من شرهم هذا أيضًا من الشرك الأكبر، وهكذا ما يفعله بعض الناس مع الرسل والأنبياء والملائكة يدعوهم ويستغيث بهم وينذر لهم هو من الشرك الأكبر، قال الله : وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] يعني: المشركين. وقال : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، قال : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14] فسماه شركاً دعوة غير الله، سماها شركًا، وقال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] فسمى دعاة غير الله كفارًا.
الحلف بغير الله شرك اصغر في - موقع المتقدم
وهكذا قول: ما شاء الله وشاء فلان، أو لولا الله وفلان، هذا أيضًا من الشرك الأصغر؛ لقول النبي ﷺ: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان ، ولما جاء في حديث قتيلة عند النسائي "أن اليهود كانوا يقولون للمسلمين: إنكم تشركون- وفي لفظ: إنكم تنددون- تقولون: ما شاء الله وشاء محمد وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي ﷺ إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة ، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد. وفي لفظ: أن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت ، وفي لفظ قال لهم: قولوا: ماشاء الله وحده ، فهذا كله يدل على أن هذه الأمور من الشرك الأصغر، وأن الكمال أن يقول ما شاء الله وحده فإن قال: ما شاء الله ثم شاء فلان، لولا الله ثم فلان فلا بأس بذلك. وفي حديث الأبرص والأقرع والأعمى في الصحيحين أن الملك الذي جاءهم بعدما عافاهم الله من البرص والقرع والعمى جاءهم يسألهم يقول: لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك فدل على جواز مثل هذه العبارة. لكن لو اعتقد من حلف بغير الله أن هذا المحلوف به يتصرف في الكون أو ينفع ويضر دون الله، أو أن له مثل عظمة الله صار شركًا أكبر، فمن قال من العلماء: إنه شرك أكبر فمراده إذا عظمه كتعظيم الله أو اعتقد فيه أنه يصلح لما يعبد الله به أو أنه ينفع ويضر دون الله أو ما أشبهه من العقائد الباطلة، فإن حلف به على هذا الاعتقاد صار شركًا أكبر.
ثالثا:
إذا أقسم المسلم بغير الله تعالى ذاهلا غير متعمد، كمن عاش زمنا غير ملتزم بأحكام الشرع، ثم تاب إلى الله تعالى، فقد يسبق على لسانه -ما تعوده قبل توبته- من غير عمد؛ فهذا غير مؤاخذ عليه، ويدل لهذا؛ إطلاق قول الله تعالى: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ البقرة /225. وقول الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ البقرة /286.