الرئيسية
أخبار
حكايات الناس
06:14 م
الثلاثاء 29 مارس 2022
أرشيفية- اللاعب محمد صلاح
كتبت-رنا الجميعي: قبل دقائق من المباراة الحاسمة بين مصر والسنغال المؤهلة لكأس العالم، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مُتابعيها التي تراوحت بين السخرية والدعوات الحارة بفوز المنتخب الوطني. على موقع "فيسبوك" امتلأت الصفحات الساخرة بتخوفات المصريين من مباراة اليوم أمام السنغال، منها فيديو ينقل أجواء ملعب داكار الذي تقام المباراة عليه، واحتوى الفيديو على مقطع من فيلم "فول الصين العظيم" لمحمد هنيدي، حينما كان يصرخ داخل الطائرة "استرها معانا يارب". مقطع آخر على نفس الصفحة ينقل أجواء الملعب، حيث وصل جماهير السنغال لتشجيع منتخبهم قبل المباراة بست ساعات، فيما احتوى الفيديو على مقطع من فيلم "عبود على الحدود" لعلاء ولي الدين حين انضم إلى القوات المسلحة للمرة الأولى مُرددًا الآية الكريمة "ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يُرزقون". أما على تويتر فقد احتفى رواده بالمنتخب الوطني، تحت هاشتاج "شجع مصر"، وكتب كثيرون عن آمالهم في فوز مصر بالمباراة الصعبة، والوصول إلى كأس العالم. فيما رفع آخرون علم مصر.
- ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
- ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا
- اية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا، حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى! فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا" [2]. وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أنس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة" [3]. قوله تعالى: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170]. أي الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون، وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة، ومستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله، أنهم يقدمون عليهم، وأنهم لا يخافون مما أمامهم، ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم. ففي الصحيحين من حديث أنس في قصة أصحاب بئر معونة السبعين من الأنصار الذين قتلوا في غداة واحدة، وقنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو على الذين قتلوهم، قال أنس: فقرأنا عليهم قرآنًا، ثم إن ذلك رفع، "بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا" [4].
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا
خامسًا: أن هذا الفضل الوارد في الآيات الكريمات والأحاديث الشريفة لا يكون إلا لمن قاتل لإعلاء كلمة الله، ونصرة دينه، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" [13]. أما من قاتل تحت راية عمية ينصر قومية، أو وطنية، أو حرية، أو غيرها من الشعارات الزائفة فهو كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه: "من قتل تحت راية عمية [14] يدعو عصبية او ينصر عصبية فقتلة جاهلية" [15]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] تفسير ابن سعدي (ص ١٥٦-157). [2] برقم (١٨٨٧). [3] صحيح البخاري برقم (٢٨١٧)، وصحيح مسلم برقم (١٨٧٧)، واللفظ له. [4] البخاري برقم (٤٠٩٠)، ومسلم برقم (٦٧٧). [5] بارق: أي على جانب نهر، الفتح الرباني للبنا - رحمه الله - (13/28). [6] (4/220) برقم (٢٣٩٠) وقال محققوه: إسناده صحيح، قال ابن كثير في تفسيره (3/262): وهو إسناد جيد.
اية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
وروى البخاري في الكبير 4/1/402 ، بإسناد صحيح: "عن محمود بن لبيد قال ، أسرع النبي صلى الله عليه وسلم حتى تقطعت نعالنا ، يوم مات سعد بن معاذ". وهذا حجة كافية في إثبات صحبته. فقال ابن أبي حاتم 4/1/289-290: "قال البخاري: له صحبة. فخط أبي عليه ، وقال لا يعرف له صحبة"! وهو نفي دون دليل ، لا يقوم أمام إثبات عن دليل صحيح. ولذلك قال ابن عبد البر - كما في التهذيب: "قول البخاري أولى". وهو مترجم أيضًا في ابن سعد 5: 55-56. والإصابة 6: 66-67. والحديث رواه أحمد في المسند: 2390 ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق ، بهذا الإسناد. وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه 7: 69 (من مخطوطة الإحسان) ، من طريق يعقوب ، به. ورواه الحاكم في المستدرك 2: 74 ، من طريق يزيد بن هارون ، عن ابن إسحاق. وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وذكره ابن كثير في التفسير 2: 292 ، عن رواية المسند. قال: "تفرد به أحمد". ثم أشار إلى رواية الطبري هذه ، وقال: "وهو إسناد جيد". وهو في مجمع الزوائد 5: 298 ، ونسبه لأحمد ، والطبراني ، وقال: "ورجال أحمد ثقات". وذكره السيوطي 2: 96. وزاد نسبته لابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر والبيهقي في البعث.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.