وإتْباعُ الضَّيِّقِ بِالحَرَجِ لِتَأْكِيدِ مَعْنى الضِّيقِ؛ لِأنَّ في الحَرَجِ مِن مَعْنى شِدَّةِ الضِّيقِ ما لَيْسَ في ضَيِّقٍ. والمَعْنى: يَجْعَلْ صَدْرَهُ غَيْرَ مُتَّسِعٍ لِقَبُولِ الإسْلامِ، بِقَرِينَةِ مُقابَلَتِهِ بِقَوْلِهِ: ﴿يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ﴾. وزادَ حالَةَ المُضَلَّلِ عَنِ الإسْلامِ تَبْيِينًا بِالتَّمْثِيلِ، فَقالَ: ﴿كَأنَّما يَصَّعَّدُ في السَّماءِ﴾.
- كأنما يصعد في السماء
- { ... يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ... }
- الإعجاز في قوله تعالى: ( فمن يرِد اللّه أَن يهديه يشرح صدره )
- التشبيه في القرآن والسنة – كأنما يصعد في السماء | موقع البطاقة الدعوي
كأنما يصعد في السماء
لقد كان عنده ، أكثر من ذلك ، عنده الوحي ، يأتيه الوحي ، من الله تعالى. --
{ ... يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ... }
ولكي
نفهم ذلك، ضرب الله مثلاً حسياً مادياً ، أن هذا مثل حال الذي يصعد
بقدميه في
المرتفعات (كالجبل مثلاً)، فيشعر بضيق صدره (ينقطع نفسه فلا يستطيع
التنفس
إلا بصعوبة) بسبب التعب والإرهاق والجهد الشاق الذي بذله في الصعود على
قدميه. وجاءت قراءة (يصّعّد)، لتفيد أن الصعود
(على الأقدام في الجبل مثلاً)
يكون شاقاُ صعباً مرهقاً وعلى مراحل وببطء ولا يكون بسهولة دفعة واحدة. كذلك نحن قد نقول للشخص العصبي السريع الغضب أنت ضيق الصدر. الإعجاز في قوله تعالى: ( فمن يرِد اللّه أَن يهديه يشرح صدره ). ولو شبهنا ذلك
مادياً وجسمياً، لقلنا له صدرك (في ضيقه النفسي) مثل صدر الذي ركض مسافة
طويلة دون توقف. فالفهم الأقرب أن الآية تشبّه وتمثّل (ضيق صدر الكافر عن الإيمان) معنوياً
ونفسياً، كأنه مثل ضيق صدره (جسمياً ومادياً وحسياً)
إذا تصعّد في السماء
(الضيق النفسي لصدر الكافر، مثاله: الضيق
المادي لصدره الذي سبّبه التصعد). فالآية نفهم منها أن تصعد الإنسان في السماء هو الذي سبب الضيق
(في الصدر،
أي في عملية التنفس). بينما أحد تفسير القدماء يقول العكس
(أي أن ضيق الصدر
وهو في الأرض، هو الذي تسبب في جعل صاحبه يتمنى أن يصعّد في السماء. وكأن
الكافر عندهم اختنق على الأرض فتمنى أن يطير). وأما المعاصرون فأدرك كثير منهم المعنى الصحيح (مع شطط بسيط سبّبه انبهارهم
بالعلم الحديث).
الإعجاز في قوله تعالى: ( فمن يرِد اللّه أَن يهديه يشرح صدره )
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن الفرات القزاز ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا: يا رسول الله ، هل لذلك من أمارة؟ قال: " نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت " وقد رواه ابن جرير عن سوار بن عبد الله العنبري ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر فذكره.
التشبيه في القرآن والسنة – كأنما يصعد في السماء | موقع البطاقة الدعوي
التصعد في السماء – موقع اعجاز القرآن والسنة | الاعجاز العلمي في القرآن| معجزات القرآن |
الأثنين/ديسمبر/2021
د.
Al-Anaam:125
فقوله: «حرجا كأنما يصعد في السماء» في محل التفسير لقوله: «ضيقا» و إشارة إلى أن ذلك نوع من الضيق يناظر بوجه التضيق و التحرج الذي يشاهد من الظروف و الأوعية إذا أريد إدخال ما هو أعظم منها و وضعه فيها. (تفسير الميزان)
19-01-2008, 09:15 AM
ادارية
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
المشاركات: 13, 573
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكر حضرتك دكتور أحمد على هذا التواصل الممتاز في تفسير الآيات القرآنية و الإعجاز القرآني
شرحا و تفصيلاً بالصور
الحمدلله على معجزة القرآن الكريم
وفقك الله لما يحب و يرضى
و إسمح لي أن أنقل الموضوع إلى الملتقى العلمي و الثقافي إن شاءالله
حتى يأخذ حقه من المشاهدة والردود والمتابعة و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ ضاقت.. فلما استحكمت حلقاتها.. { ... يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ... }. فرجت.. و كنت أظنها لا تُفرجُ.