مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 20/12/2016 ميلادي - 21/3/1438 هجري
الزيارات: 35854
تفسير: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)
♦ الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (21). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يا أيها الناس ﴾ يعني: أهل مكَّة ﴿ اعبدوا ربَّكم ﴾: اخضعوا له بالطَّاعة ﴿ الذي خلقكم ﴾: ابتدأكم ولم تكونوا شيئًا ﴿ والذين من قبلكم ﴾ (آبائكم)، (وخلق الذين من قبلكم)؛ أي: إنَّ عبادة الخالق أولى من عبادة المخلوق وهو الصَّنم ﴿ لعلَّكم تتقون ﴾؛ لكي تتقوا بعبادته عقوبته أن تحلَّ بكم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾؛ قال ابن عباس يا أَيُّهَا النَّاسُ خطاب لأهل مَكَّةَ، وَيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خطاب لأهل الْمَدِينَةِ، وَهُوَ هَا هُنَا عَامٌّ إِلَّا مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُهُ الصِّغَارُ وَالْمَجَانِينُ. ﴿ اعْبُدُوا ﴾: وَحِّدُوا. تفسير سورة البقرة الآية 21 تفسير الطبري - القران للجميع. قَالَ ابن عباس: كَلُّ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ من العبادة فمعناه التَّوْحِيدُ.
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم "- الجزء رقم1
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 21
- تفسير سورة البقرة الآية 21 تفسير الطبري - القران للجميع
- إسلام ويب - الدر المصون - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم- الجزء رقم1
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 21
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم "- الجزء رقم1
472 - حدثنا محمد بن حميد ، قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: قال الله: " يا أيها الناس اعبدوا ربكم " للفريقين جميعا من الكفار والمنافقين ، أي وحدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم "- الجزء رقم1. 473 - وحدثني موسى بن هارون ، قال: حدثنا عمرو بن حماد ، عن أسباط ، عن السدي في خبر ذكره ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم " يقول: خلقكم وخلق الذين من قبلكم. قال أبو جعفر: وهذه الآية من أدل دليل على فساد قول من زعم أن تكليف ما لا يطاق إلا بمعونة الله غير جائز ، إلا بعد إعطاء الله المكلف المعونة على ما كلفه. وذلك أن الله أمر من وصفنا ، بعبادته والتوبة من كفره ، بعد إخباره عنهم أنهم لا يؤمنون ، وأنهم عن ضلالتهم لا يرجعون.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 21
أول أمر في القرآن الكريم هو هذه الآية: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، وفي الآيات السابقة بيان أوصاف المؤمنين، وأوصاف الكفار ظاهراً وباطناً، وأوصاف المنافقين، ثم بعد ذلك وجه الله سبحانه وتعالى الأمر إلى عباده المؤمنين بأن يعبدوه فقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ أي: وحدوه وأخلصوا له العبادة، وبيَّن سبحانه وتعالى أنه مستحق للعبادة؛ لما له من النعم العظيمة، فقد أوجد الخلق من العدم، وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة. وقوله هنا: (اعبدوا ربكم) فيه توحيد العبادة، وقد استدل عليه بتوحيد الربوبية، فتوحيد الربوبية دليل على توحيد الإلهية، فالذي خلقكم وأوجدكم من العدم ورباكم بنعمه وأسبغ عليكم نعمه هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه؛ لأنه المنعم والمتفضل والخالق، ويستحق العبادة لما له من الأسماء الحسنى والصفات العظيمة، فهو سبحانه وتعالى الحميد الرازق الرزاق المدبر الخالق المحيي المميت، ولأنه سبحانه وتعالى هو الذي أوجد الخلق من العدم، وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة. إسلام ويب - الدر المصون - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم- الجزء رقم1. وكثيراً ما يدلل سبحانه وتعالى على استحقاقه للعبادة بتوحيد الربوبية كما في هاتين الآيتين. وفي سورة النمل دلل سبحانه وتعالى في آيات متعددة على استحقاقه للعبادة بتوحيد الربوبية، قال تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً [النمل:59-60].
تفسير سورة البقرة الآية 21 تفسير الطبري - القران للجميع
وهذه الجملة أعني "لعلكم تتقون" لا يجوز أن تكون حالا لأنها طلبية، وإن كانت عبارة بعضهم توهم ذلك، ومفعول تتقون محذوف أي "تتقون" الشرك أو النار.
إسلام ويب - الدر المصون - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم- الجزء رقم1
قال الشيخ: "وأما قوله: ليتجاوب طرفا النظم فليس بشيء؛ لأنه لا يمكن هنا تجاوب طرفي النظم، إذ نظم اللفظ: اعبدوا ربكم لعلكم تعبدون، أو اتقوا ربكم لعلكم تتقون، وهذا بعيد في المعنى، إذ هو مثل: اضرب زيدا لعلك تضربه، واقصد خالدا لعلك تقصده، ولا يخفى ما في ذلك من غثاثة اللفظ وفساد المعنى". والذي يظهر به صحته أن يكون "لعلكم تتقون" متعلقا بقوله: "اعبدوا"، فالذي نودوا لأجله هو الأمر بالعبادة، فناسب أن يتعلق بها ذلك، وأتى بالموصول وصلته على سبيل التوضيح أو المدح الذي تعلقت به العبادة، فلم يجأ بالموصول ليحدث عنه، بل جاء في ضمن المقصود بالعبادة، فلم يكن يتعلق به دون المقصود. قلت: وهذا واضح. وفي "لعل" لغات كثيرة، وقد يجر بها، قال: [ ص: 191] 263 - لعل الله فضلكم علينا بشيء أن أمكم شريم
ولا تنصب الاسمين على الصحيح، وقد تدخل "أن" في خبرها حملا على "عسى" ، قال: 264 - لعلك يوما أن تلم ملمة..........
وقد تأتي للاستفهام والتعليل كما تقدم، ولكن أصلها أن تكون للترجي والطمع في المحبوبات والإشفاق في المكروهات كعسى، وفيها كلام أطول من هذا يأتي مفصلا في غضون هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. وأصل تتقون: توتقيون؛ لأنه من الوقاية، فأبدلت الواو تاء قبل تاء الافتعال، وأدغمت فيها، وقد تقدم ذلك في للمتقين ثم استثقلت الضمة على الياء فقدرت، فسكنت الياء والواو بعدها، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وضمت القاف لتجانسها، فوزنه الآن: تفتعون.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 21
الثاني: أن العرب استعملت " لعل " مجردة من الشك بمعنى لام كي. فالمعنى لتعقلوا ولتذكروا ولتتقوا ، وعلى ذلك يدل قول الشاعر: وقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا نكف ووثقتم لنا كل موثق فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الملا متألق المعنى: كفوا الحروب لنكف ، ولو كانت " لعل " هنا شكا لم يوثقوا لهم كل موثق ، وهذا القول عن قطرب والطبري. الثالث: أن تكون " لعل " بمعنى التعرض للشيء ، كأنه قيل: افعلوا ذلك متعرضين لأن تعقلوا ، أو لأن تذكروا أو لأن تتقوا. والمعنى في قوله لعلكم تتقون أي لعلكم أن تجعلوا بقبول ما أمركم الله به وقاية بينكم وبين النار. وهذا من قول العرب: اتقاه بحقه إذا استقبله به ، فكأنه جعل دفعه حقه إليه وقاية له من المطالبة ، ومنه قول علي رضي الله عنه: كنا إذا احمر البأس اتقينا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أي جعلناه وقاية لنا من العدو. وقال عنترة: ولقد كررت المهر يدمى نحره حتى اتقتني الخيل بابني حذيم
وقيل: لما تعذر عليهم الجمع بين حرفي تعريف أتوا في الصورة بمنادى مجرد عن حرف تعريف ، وأجروا عليه المعرف باللام المقصود بالنداء ، والتزموا رفعه; لأنه المقصود بالنداء ، فجعلوا إعرابه بالحركة التي كان يستحقها لو باشرها النداء تنبيها على أنه المنادى ، فاعلمه. واختلف من المراد بالناس هنا على قولين: أحدهما: الكفار الذين لم يعبدوه ، يدل عليه قوله وإن كنتم في ريب الثاني: أنه عام في جميع الناس ، فيكون خطابه للمؤمنين باستدامة العبادة ، وللكافرين بابتدائها. وهذا حسن. قوله تعالى: " اعبدوا " أمر بالعبادة له. والعبادة هنا عبارة عن توحيده والتزام شرائع دينه. وأصل العبادة الخضوع والتذلل ، يقال: طريق معبدة إذا كانت موطوءة بالأقدام. قال طرفة: وظيفا وظيفا فوق مور معبد والعبادة: الطاعة. والتعبد: التنسك. وعبدت فلانا: اتخذته عبدا. قوله تعالى الذي خلقكم خص تعالى خلقه لهم من بين سائر صفاته إذ كانت العرب مقرة بأن الله خلقها ، فذكر ذلك حجة عليهم وتقريعا لهم. وقيل: ليذكرهم بذلك نعمته عليهم. وفي أصل الخلق وجهان: أحدهما: التقدير ، يقال: خلقت الأديم للسقاء إذا قدرته قبل القطع ، قال الشاعر: ولأنت تفري ما خلقت وبع ض القوم يخلق ثم لا يفري وقال الحجاج: ما خلقت إلا فريت ، ولا وعدت إلا وفيت.