أي العبادة فيها خير من عبادة ثلاثة وثمانين عاما وبضعة أشهر. من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام (1). نزل فيها القرآن العظيم، قال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ". يغفر الله لمن قامها إيمانا واحتسابا؛ فعن أبي هريرة: عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم عائشة عندما سألته: (أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَىُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِى اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى). سعيد قدية
من هدي النبي في رمضان - الأفاق نت
كثير منا يجتهد أشد الاجتهاد في أول الشهر، وعندما يأتي الثلث الأخير منه ترانا قد قلَّت هِمَّتنا وتوارت عزيمتنا، ونامت العيون عن العبادات، إنها عشر رابحات، وسباق للقلوب، وموسم للتجارة الرابحة، وبداية قلب جديد لكل من أراد أن يغتسل من التقصير، ولهذا جعل الله آخره أفضل من أوله؛ قال العلامة السعدي رحمه الله: من اجتهد أول رمضان وفَتر آخره، كان كمن بذَر حبة وسقاها ورعاها حتى إذا أوشك زمن الحصاد راح وتركها. إذًا العشر الأواخر ليست للكسل والنوم، بل اجعل رسولك الحبيب قدوتك؛ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: " « كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وشد مئزره » ". من هدي النبي في رمضان - الأفاق نت. شمِّر وانفض عن نفسك بوادرَ الفتور إذا داهمتْك، وأيقظ أهل بيتك، وقُم الليل، وأحي النهار بالطاعات، فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أيقظ أهله، وكان يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلًا: "ألا تُصليان"، وكان عليه أفضل الصلاة والسلام يتجه إلى حجرات نسائه آمرًا فيقول: " « أيقظـوا صَواحب الحجر، فربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة » "؛ (أخرجه البخاري). وكان لا يترك أحدًا من أهل بيته صغيرًا كان أو كبيرًا، يطيق الصلاة إلا أيقظه؛ "فعند الطبراني من حديث علي رضي الله عنه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة".
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام (1)
وهو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة، وغشاه بالقبول وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حسن الأفهام، وقلة عدد الكل [7]. فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة طبع، ونصاعة لفظ، وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب [8]. وعن فضل الصمت وآداب اللسان، قال أحمد بن إبراهيم بن بشار، قال: سألت إبراهيم بن أدهم عن العبادة، فقال: " رأس العبادة التفكر والصمت إلا من ذكر الله ولقد بلغني حرف يعني عن لقمان قال: قيل له: يا لقمان ما بلغ من حكمتك، قال: لا أسأل عما قد كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني، ثم قال: يا ابن بشار إنما ينبغي للعبد أن يصمت أو يتكلم بما ينتفع به أو ينفع به من موعظة أو تنبيه أو تخويف أو تحذير [9]. وجملة القول عن كلامه صلى الله عليه وسلم:
قال ابن القيم- رحمه الله-: فكلامه صلى الله عليه وسلم كله حكمة ورحمة، وعلم وهدى [10]. وختاماً:
نسأل الله تعالى أن يسلمنا وأن يسلم المؤمنين مِنَّا، وأن يحفظ ألسنتنا وأسماعنا عما لا يرضيه سبحانه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان – صلى الله عليه وسلم – يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ، ليجتمع قلبه على ربه عز وجل ، وليتفرغ لذكره ومناجاته ، وفي العام الذي قبض فيه – صلى الله عليه وسلم – اعتكف عشرين يوما. وكان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره مجتهدا ومثابرا على العبادة والذكر. هذا هو هديه – صلى الله عليه وسلم – ، وتلك هي طريقته وسنته ، فما أحوجنا – أخي الصائم – إلى الاقتداء بنبينا والتأسي به في عبادته وتقربه ، والعبد وإن لم يبلغ مبلغه ، فليقارب وليسدد ، وليعلم أن النجاة في اتباعه والسير على طريقه. عليه الصلاة و السلام
جزاك الله خير
ولج بمثله حبيبتي مشكووورة عالمرووور
لم تتوقع أم كلثوم يوما أن يكتب لها أحمد شوقي ، ولكن حدث ما لا تتوقعه كوكب الشرق وقام بكتابة قصيدة خصيصا لها ، قصيدة "سلوا كؤوس الطلا "..
ويقول عبد المنعم شميس في كتاب شخصيات في حياة شوقي ، "وعشق أم كلثوم وكتب لها قصيدة التحدي التي غنتها بعد وفاته لسنوات «سلوا كؤوس الطلا". يحكى أن سهرة تجمع أم كلثوم بأمير الشعراء المولع بالغناء والموسيقى ، قام شوقي بدعوتها للغناء ولبت الدعوة ، استطاعت أم كلثوم أن تخطف عقول الحاضرين قبل قلوبهم لوجدانها الصادق ، أحس شوقي بنشوى تملأ قلبه فقام بتحيتها ، وقدم لها مشروبا من "الطلا"، الخمر ، ولكن أم كلثوم المعروفة بعد الشرب في الحفلات تعاملت بدبلوماسية ، فأخذت الكأس ووضعته على شفتيها دون أن تشرب رشفة واحدة ، وغادرت أم كلثوم المكان ، فلاحظ شوقي أنها لم تشرب شيئا فأعجب بتصرفها. في اليوم التالي استلمت أم كلثوم مظروف من شوقي ، كانت تعتقد أنه عبارة عن مكافأة مالية بسبب غنائها أمامه بالأمس، ولكن لشوقي رأى آخر ، كتب شوقي لأم كلثوم كلمات في حبها "سلوا كؤوس الطلا ". "سلوا كؤوس الطلا " ….عندما يتجسد الغزل في قصيدة | احكي. هدية أسعدت أم كلثوم كثيرا واحتفظت بها ، وبعد وفاة شوقي بأربع سنوات ، قررت نفض الغبار من على كلمات شوقي ، وقدمتها لرياض السنباطي ليقوم بتلحينها...
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
واستخبروا الراح هل مست ثناياها
باتت على الروض تسقيني بصافية
لا للسلاف ولا للورد رياها
ما ضرّ لو جعلت كأسي مراشفها
ولو سقتني بصاف من حمياها
هيفاء كالبان يلتف النسيم بها
&Quot;سلوا كؤوس الطلا &Quot; ….عندما يتجسد الغزل في قصيدة | احكي
في البيت الرابع: هيفاء كالبان يلتفُّ النسيم بها وينثني فيه تحت الوشي عطفاها يعود الشاعر إلى quot;ثناياهاquot; في البيت الأوّل فيصفها بالهيفاء، أي الدقيقة الخصر، الضامرة البطن. وبدقّة الخصر، وضمور البطن يكون الثوب أكثر تموّجاً مع كل حركة أوهبة نسيم. توحي كلمة: يلتفّ هنا إلى التصاق الثوب بمفاتن الجسد عند التأوّد والحركة. إنها مثلما ينثني الغصن تنثني تحت الثياب المنقوشة. ألا تدلّ صيغة المفرد هنا: هيفاء،و كالبان، والنسيم، علىأنّ الشاعر شرع يقترب منها بأنانية. اقترب منها أكثر حينما قال: تحت الوشي. واقترب أكثر حينما قال: عطفاها، وهي كلمة حسية، ازدادت حسّيتها بتثنيتها: عطفاها. على هذا حينما ينتقل الشاعر بعد ذلك مباشرة من عالمٍ حسّي إلى عالم روحاني يكون قد نشل نفسه إلى قمّة فنّية سامقة. في البيت الخامس: حديثها السحر إلا ّأنه نغمٌ جرتْ على فم داودٍ فغنّاها قد نجد صعوبة في ايجاد علاقة ظاهرية بين هذا البيت، والبيت الذي سبقه. ولكن عند التمعّن ندرك تداعيات العقل الباطن. فمن ناحية أصبح حفيف الاغصان سحراً في فمها، وجلب السحر قدسية ما، مثل قدسية مزمار داود. بهذا تكتمل صورة الثمل الروحي.. في البيت كما نوّهنا، رنّة دينَّية صافية، فمن ناحية قد يشير تعبير: quot; حديثها السحرquot; الى قول ( إن من البيان لسحرا) كما يشير فم داود الى مزماره.
من ناحية أخرى، ربما يذكّر تكرّر السينات في البيت، ببيت المتنبي: ياساقييَّ أخَمرٌ في كؤوسكما أم في كؤوسكما همٌّ وتسهيدُ حينما طال انتظار شوقي ولم يسمع جواباً، راح يعزّي نفسه باستذكار ما حدث: باتت على الروض تسقيني بصافيةٍ لا للسلاف ولا للورد ريّاها ما ضرَّ لو جعلت كأسي مراشفها ولو سقتني بصافٍ من حميّاها رغم ان راوية القصيدة اكثر صحواً في البيت الثاني إلاّ أنه حائر بما سقته من خمرٍ لا ينتمي إلى الخمر بمفعوله ولا إلى الورد برائحته. هكذا ينتقل الشاعر من حاسّة اللمس في البيت إلى حاستي الذوق والشمّ في البيت الثاني. أي أن الصورة الشعرية أصبحت أكثر كثافة، ولا تتكثف الحواس إلاّ إذا إقترب الشاعر من نفسه أكثر فأكثر. فحينما نصل إلى قوله: quot; ماضرّ لو جعلت.. ; ندرك أن الشاعر لايتحدث إلاّ إلى نفسه معزولاً عن كل بشر وشريعة وعرف، لذا يحل له أن تكون مراشفها كأسه. قدّم الشاعر الكأس على المراشف: quot;ما ضرَّ لو جعلت كأسي مراشفهاquot; أي انه لم يقل quot; لو جعلت مراشفها كأسيquot; إن هذا التأخير للمراشف ينمُّ عن تردد الشاعر وربما خجله من الافصاح عما يجول في ذهنه. أمّا الشطر الثاني: quot; ولو سقتنيquot; وكأنَّ رغباته بدأت تنهمر وتتداعى.