وقوله: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) يقول: والله لا يحبّ كلّ متكبر بما أوتي من الدنيا، فخور به على الناس.
كي لا .. أو .. كيلا ؟ - أحمد الغزي
يعني تعالى ذكره: ما أصابكم أيها الناس من مصيبة في أموالكم ولا في أنفسكم، إلا في كتاب قد كتب ذلك فيه، من قبل أن نخلق نفوسكم (لِكَيْلا تَأْسَوا) يقول: لكيلا تحزنوا، (عَلَى مَا فَاتَكُمْ) من الدنيا، فلم تدركوه منها، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) منها. ومعنى قوله: (بِمَا آتَاكُمْ) إذا مدّت الألف منها: بالذي أعطاكم منها ربكم وملَّككم وخوَّلكم؛ وإذا قُصرت الألف، فمعناها: بالذي جاءكم منها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. كي لا .. أو .. كيلا ؟ - أحمد الغزي. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) من الدنيا، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) منها. حُدثت عن الحسين بن يزيد الطحان، قال: ثنا إسحاق بن منصور، عن قيس، عن سماك، عن عكرِمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) قال: الصبر عند المصيبة، والشكر عند النعمة. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك البكري، عن عكرمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) قال: ليس أحد إلا يحزن ويفرح، ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبرا، ومن أصابه خير فجعله شكرا. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله عزّ وجلّ(لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتاكم) قال: لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا، ولا تفرحوا بما أتاكم منها.
وإن أصابه ضراء كفقير أو ضيق أو فقد عزيز صبر على قدر الله تعالی وانتظر الفرج من الله تعالی فكان خير له، حيث جمع نعمتين أيضا: نعمة الدين من الأجر ونعمة الدنيا بأن يكتب من الصابرين. حيث يتكون ملف حلول درس المؤمن بين الشكر والصبر تربية إسلامية صف سادس من الأتي: جزاء الصابرين: يبين لنا الله تعالى في كتابه العزيز قيمة الصبر في حياة المؤمن قال عز من قائل: ( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ( الشورى: 43) وقال: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) ( الزمر: 10) الصبر هو حب النفس عن الجزع، وترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله ، فيجب على المسلم عدم الشكوى والاعتراض عند ابتلائه بمكروه، والإحتساب الله تعالى والرضى بما كتب الله تعالی علیه فلا عسر إلا وبعده يسر، ولا شدة إلا وأعقبها فرج. ولا يقدر على الصبر إلا المؤمن القوي لذلك وصف تعالى الصبر أنه من أعظم الأمور، ولذا كان الأنبياء أشد الناس ابتلاء. والصبر يكون بالقلب فلا نتضجر، ويكون باللسان فنذكر الله تعالى ولا نشتكي، ويكون بالجوارح فلا تعمل ما يغضب ربنا. وكما يكون الصبر عند الابتلاء يكون في الطاعات، فالمحافظة على الصلوات تحتاج للصبر، وصوم رمضان يحتاج للصبر، واجتناب المعاصي يحتاج للصبر، وبر الوالدين يحتاج للصبر، وتحصيل العلم يحتاج للصبر، وعدم إساءة المسيء يحتاج للصبر، لذا إذا كان ثواب الصبر عظيما جدا وغير محدد.