وذكر مثله في إيضاحه، وتبعه عليه جماعة منهم القمولي، والنشائي، والدميري. وقال القاضي عياض أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وتوقيره، وتعظيمه لازم، كما كان حال حياته، وذلك عند ذكره عليه السلام، وذكر حديثه، وسنته، وسماع اسمه، وسيرته. وقال إبراهيم التجيبي: واجب على كل مسلم ومؤمن متى ذكره، أو ذكر عنده، أن يخضع، ويخشع، ويتوقر، ويسكن من حركته، ويأخذ في هيبته، وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه لو كان بين يديه, ويتأدب بما أدبنا الله عز وجل به. وقال مالك -رضي الله عنه- لأمير المؤمنين أبي جعفر: يا أمير المؤمنين، لا ترفع صوتك في هذا المسجد؛ فإن الله عز وجل أدب قوما فقال:{ لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} الآية، ومدح قوما فقال: { إن الذين يغضون أصواتهم} الآية، وذم قوما فقال: { إن الذين ينادونك} الآية. وإن حرمته ميتا، كحرمته حيا، فاستكان لها أبو جعفر. اهـ. وقال القرطبي: قد كره بعض العلماء رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم. وقال أبو بكر ابن العربي: حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتا، كحرمته حيا. اهـ. لا تَرْفعُوا أَصْوَاتَكُم فوْق صَوْت النَّبيّ - منتدى قصة الإسلام. وأما عن سبب نزولها: فلا يبعد نزولها في كل من الشيخين، و ثابت بن قيس وغيرهم من الأعراب، فهو أدب عام لجميع المؤمنين، وإن كان هؤلاء الثلاثة استشعروا أنهم المرادون، وخافوا على أنفسهم، والتزموا الأدب، وخفض الصوت؛ فنالوا شرف الحظوة بالاتصاف بما في آية غض الصوت وهي قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ {الحجرات:3}.
- بيان سبب نزول قوله تعالى لا ترفعوا أصواتكم فوق النبي وأن العمل بها باق بعد وفاة النبي - إسلام ويب - مركز الفتوى
- النداء السبعون : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - محمد حسن نور الدين إسماعيل
- "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي".. صحابي اغتم لها فبشره النبي بالجنة
- لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
- لا تَرْفعُوا أَصْوَاتَكُم فوْق صَوْت النَّبيّ - منتدى قصة الإسلام
بيان سبب نزول قوله تعالى لا ترفعوا أصواتكم فوق النبي وأن العمل بها باق بعد وفاة النبي - إسلام ويب - مركز الفتوى
20 - يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - YouTube
النداء السبعون : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - محمد حسن نور الدين إسماعيل
عدم رفع الصوت فوق صوت النبي:
محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره من أفضل شعب الإيمان، ومن أجلِّ أعمال القلوب، ومن حقه صلى الله عليه وسلم علينا أن نحقق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً، ونقدمها على محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين، ومن صور هذه المحبة عدم رفع صوتنا فوق صوته ـ حيا وميتا ـ، قال القاضي أبو بكر بن العربي: "حُرْمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتاً كحرمته حياً، وكلامه المأثور بعد موته في الرقعة مثال كلامه المسموع من لفظه، فإذا قرئ كلامه، وجب على كل حاضر ألا يرفع صوته عليه، ولا يُعرض عنه، كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به". وقال ابن عطية في تفسيره لهذه الآية: "وكره العلماء رفع الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم".
&Quot;لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي&Quot;.. صحابي اغتم لها فبشره النبي بالجنة
وهكذا أَسقَط ثابت بن قيس رضي الله عنه
الآية على نفسه وتعامل معها، وكأنّها تخاطبه مباشرةً، ولم يجد مخرجًا من هذه
المعضلة إلا بأن يُقلّل لقاءاته برسول الله صلى الله عليه وسلم قدر ما يستطيع، ولا
يكون ذلك إلا بلزوم البيت وعدم الخروج منه إلا لضرورة أو صلاة مكتوبة. وتمرّ الأيّام، وتزداد العزلة، ويفتقده
النبي صلى الله عليه وسلم ويسأل عنه أصحابه، فينبري سعد بن معاذ رضي الله عنه سيّد
الأوس لمهمّة التقصّي، فقد كان جاره وأقرب الناس إليه. ما أن يدخل سعد بن معاذ رضي الله عنه
على ثابت حتى يبصر جسدًا أنهكه التفكير، وعينًا غشاها الدمع، ووجهًا شاحبًا فقد
نضارته وتألّقه، وعلت فيه سحابة من الحزن والكآبة، وقد نكس رأسه تحت وطأة همٍّ
كبيرٍ الله أعلم بحقيقته، فجزع سعد رضي الله عنه وقال فزعاً: " ما
شأنك؟" فأجابه ثابتٌ بكلمة واحدةٍ جمعت كلّ مخاوفه: "شرٌّ" ثم لم
يُطق كتمان ما يجول بخاطره ويؤرّق باله، فانطلق يشكو إلى جاره ما كان منه تجاه
المصطفى –صلى الله عليه وسلم- وختم شكواه بقوله: "فأنا من أهل النار". بيان سبب نزول قوله تعالى لا ترفعوا أصواتكم فوق النبي وأن العمل بها باق بعد وفاة النبي - إسلام ويب - مركز الفتوى. وبعدما وقف سعد رضي الله عنه على حقيقة
الخبر، انطلق إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقصّ عليه ما دار بينه وبين ثابت رضي الله عنهما، وتبسّم المصطفى عليه
الصلاة والسلام، فهو يعلم أن ثابتاً ما كان ليرفع صوته عن سوء أدبٍ، ولكنّها جبلّة
وطبيعة لا يملك منها فكاكاً، ولذلك جاء جوابه عليه الصلاة والسلام سريعاً وحاسماً
يستمدّ يقينه من وحي السماء: ( اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكن من
أهل الجنة).
لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
هذا أولاً. وثانياً: لو فرضنا _جدلا_ أنها عادة ، فإن مجرد فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها ، يجعلها من العادات المفيدة النافعة ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد جبل على العادات الطيبة ، ولا يصح ولا يجوز أن يستخف أحد بعادة من عاداته صلى الله عليه وسلم ، أو ينكرها ، أو يطلب لها شاهداً من فعل البشر وتجاربهم ، فكيف بما كان سنة من سننه رغب فيها أمته وذكر وصية الملأ الأعلى بها؟ وهناك فرق كبير جداً بين أن يترك المسلم شيئاً من العادات النبوية ، أو حتى السنن ، وبين أن يستنكرها ، أويستخف بها ، أويعارضها برأيه ، أو برأي غيره.
لا تَرْفعُوا أَصْوَاتَكُم فوْق صَوْت النَّبيّ - منتدى قصة الإسلام
، أترى ذلك موجباً لقبول الأعمال، ورفع الصوت فوق صوته موجباً لحبوطها؟! ".
ومن صور محبة النبي صلى الله عليه وسلم والأدب معه: عدم رفع الصوت فوق صوته، وذلك لأن رفع الصوت فوق صوته صلوات الله وسلامه عليه من أسباب حبوط الأعمال، كما قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}(الحجرات:2)، وهذا ما خافه ثابت بن قيس رضي الله عنه على نفسه. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد (لم يجد) ثابت بن قيس ، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكِّسا رأسه، فقال: ما شأنك؟ فقال شرٌ، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله وهو من أهل النار. فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى بن أنس: فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال صلى الله عليه وسلم: اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة) رواه البخاري.