مجموع الفتاوى " ( 17 / 131). وقال رحمه الله:
فالقرآن يحتاج الناس إلى ما فيه من الأمر والنهي والقصص ، وإن كان التوحيد أعظم من ذلك، وإذا احتاج الإنسان إلى معرفة ما أُمر به وما نهي عنه من الأفعال أو احتاج إلى ما يؤمر به ويعتبر به من القصص والوعد والوعيد: لم يسدَّ غيرُه مسدَّه ، فلا يسدُّ التوحيدُ مسدَّ هذا ، ولا تسدُّ القصص مسدَّ الأمر والنهي ولا الأمر والنهي مسدَّ القصص ، بل كل ما أنزل الله ينتفع به الناس ويحتاجون إليه. فإذا قرأ الإنسان { قل هو الله أحد}: حصل له ثوابٌ بقدر ثواب ثلث القرآن لكن لا يجب أن يكون الثواب من جنس الثواب الحاصل ببقية القرآن ، بل قد يحتاج إلى جنس الثواب الحاصل بالأمر والنهي والقصص ، فلا تسد { قل هو الله أحد} مسد ذلك ولا تقوم مقامه.
- معنى قل هو الله احد في
- معني قل هو الله احد مكرره
- الدرر السنية
- إعراب القرآن الكريم: الفلق
معنى قل هو الله احد في
فالجزاء: هو الثواب الذي يعطيه الله تعالى على الطاعة. والإجزاء: هو أن يسدَّ الشيء عن غيره ويجزئ عنه. فقراءة { قل هو الله أحد} لها جزاء قراءة ثلث القرآن ، لا أنها تجزئ عن قراءة ثلث القرآن. فمن نذر – مثلاً – أن يقرأ ثلث القرآن ، فلا يجزئه قراءة { قل هو الله أحد} لأنها تعدل ثلث القرآن في الجزاء والثواب لا في الإجزاء والإغناء عن قراءة ثلث القرآن. ومثل هذا يقال في قراءتها ثلاث مرات ، فمن قرأها في صلاته ثلاث مرات لا تجزئه عن قراءة الفاتحة ، مع أنه يُعطى جزاء وأجر قراءة القرآن كاملاً ، لكن لا يعني هذا أنها أجزأته عن الفاتحة. ومثل هذا في الشرع: ما أعطاه الشارع لمن صلَّى صلاة واحدة في الحرم المكي ، وأنه له أجر مائة ألف صلاة ، فهل يفهم أحد من هذا الفضل الرباني أنه لا داعي للصلاة عشرات السنين لأنه صلَّى صلاة واحدة في الحرم تعدل مائة ألف صلاة ؟. بل هذا في الجزاء والثواب ، أما الإجزاء فشيء آخر. ثم إنه لم يقل أحد من أهل العلم إنه ليس بنا حاجة لقراءة القرآن ، وأن { قل هو الله أحد} كافية عنه ؛ ذلك أن القول الصحيح من أقوال أهل العلم أن هذه السورة كان لها هذا الفضل لأن القرآن أُنزل على ثلاثة أقسام: ثلث منها للأحكام ، وثلث منها للوعد والوعيد ، وثلث منها للأسماء والصفات.
معني قل هو الله احد مكرره
فالجزاء: هو الثواب الذي يعطيه الله تعالى على الطاعة. والإجزاء: هو أن يسدَّ الشيء عن غيره ويجزئ عنه. فقراءة { قل هو الله أحد} لها جزاء قراءة ثلث القرآن ، لا أنها تجزئ عن قراءة ثلث القرآن. فمن نذر - مثلاً - أن يقرأ ثلث القرآن ، فلا يجزئه قراءة { قل هو الله أحد} لأنها تعدل ثلث القرآن في الجزاء والثواب لا في الإجزاء والإغناء عن قراءة ثلث القرآن. ومثل هذا يقال في قراءتها ثلاث مرات ، فمن قرأها في صلاته ثلاث مرات لا تجزئه عن قراءة الفاتحة ، مع أنه يُعطى جزاء وأجر قراءة القرآن كاملاً ، لكن لا يعني هذا أنها أجزأته عن الفاتحة. ومثل هذا في الشرع: ما أعطاه الشارع لمن صلَّى صلاة واحدة في الحرم المكي ، وأنه له أجر مائة ألف صلاة ، فهل يفهم أحد من هذا الفضل الرباني أنه لا داعي للصلاة عشرات السنين لأنه صلَّى صلاة واحدة في الحرم تعدل مائة ألف صلاة ؟. بل هذا في الجزاء والثواب ، أما الإجزاء فشيء آخر. ثم إنه لم يقل أحد من أهل العلم إنه ليس بنا حاجة لقراءة القرآن ، وأن { قل هو الله أحد} كافية عنه ؛ ذلك أن القول الصحيح من أقوال أهل العلم أن هذه السورة كان لها هذا الفضل لأن القرآن أُنزل على ثلاثة أقسام: ثلث منها للأحكام ، وثلث منها للوعد والوعيد ، وثلث منها للأسماء والصفات.
بل هذا في الجزاء والثواب ، أما الإجزاء فشيء آخر. ثم إنه لم يقل أحد من أهل العلم إنه ليس بنا حاجة لقراءة القرآن ، وأن { قل هو الله أحد} كافية عنه ؛ ذلك أن القول الصحيح من أقوال أهل العلم أن هذه السورة كان لها هذا الفضل لأن القرآن أُنزل على ثلاثة أقسام: ثلث منها للأحكام ، وثلث منها للوعد والوعيد ، وثلث منها للأسماء والصفات. وهذه السورة جمعت الأسماء الصفات. هذا قول أبي العباس بن سريج واستحسنه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 17 / 103). والمسلم لا غنى له عن الأمرين الآخرين وهما الأحكام والوعد والوعيد ، ولا يتم له معرفتهما إلا بالنظر في كتاب الله كاملاً ، ولا يمكن لمن يقف عند سورة " الصمد " أن يعرف هذين الأمرين.
إعراب القرآن الكريم:
إعراب سورة
الفلق:
الآية
الأولى:
قل أعوذ
برب الفلق (1)
قل
أعوذ
برب
الفلق
فعل أمر وفاعل
فعل مضارع وفاعل
جار ومجرور متعلقان بالفعل: أعوذ
مضاف إليه
في محل نصب مقول القول
استئنافية لا محل لها من الإعراب
قل: فعل أمر
مبني على السكون. والفاعل
ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. أعوذ: فعل
مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. برب: الباء: حرف جر
مبني على الكسر. رب: اسم
مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والجار
والمجرور متعلقان بالفعل: " أعوذ ". الفلق: مضاف
إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. وجملة " قل... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة " أعوذ... " في محل نصب مقول القول. الدرر السنية. تفسير
الآية:
قل -أيها الرسول-: أعوذ وأعتصم برب الفلق، وهو الصبح. التفسير الميسر
الآية الثانية:
من شر ما خلق (2)
من شر
ما
خلق
متعلقان بالفعل أعوذ
اسم موصول مضاف إليه أو ما مصدرية أو نكرة
موصوفة
فعل وفاعل
صلة، أو صفة للنكرة الموصوفة
مضاف إليه على اعتبار ما مصدرية
من شر: من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. شر: اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة على
آخره.
الدرر السنية
ثمَّ ثَنَّى بالعطفِ عليه ما هو شَرُّه أخْفى مِن الزَّمانِ، ما هو نَقيضُ انفلاقِ الصُّبحِ مِن دُخولِ الظَّلامِ، بقولِه: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}؛ لأنَّ انبثاثَ الشَّرِّ فيه أكثرُ، والتَّحرُّزُ منه أصعَبُ. وخَصَّ ما يُمكِنُ في الزَّمانِ بما غائلتُه خَفيَّةٌ مِن النَّفاثاتِ والحاسدِ، وقيَّد الحاسدَ بـ{إِذَا حَسَدَ}؛ لأنَّ الحاسدَ إذا أظهَرَ حسَدَه، كان شرُّه أتَمَّ، وضرُّه أكمَلَ. وقدْ جمَعَ اللهُ الشُّرورَ في هذه السُّورةِ وخَتَمها بالحسَدِ؛ ليُعلَمَ أنَّه أخسُّ الطَّبائعِ.
إعراب القرآن الكريم: الفلق
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف
إليه. خلق: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر
جوازا تقديره هو. وجملة "خلق" صلة لا محل لها من الإعراب، والعائد
محذوف تقدير الكلام خلقه. من شر جميع المخلوقات وأذاها. الآية الثالثة:
ومن شر غاسق إذا وقب (3)
و
غاسق
إذا
وقب
حرف عطف
ظرف زمان
معطوفة على ما قبلها
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. آخره، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أعوذ"
غاسق: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة
على آخره. إذا: ظرف زمان مجرد عن الشرطية مبني على السكون في
محل نصب، متعلق بأعوذ. وقب: فعل ماض مبني على الفتح. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. وجملة "وقب" في محل جر بإضافة إذا إليها. ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل وتغلغل، وما فيه من الشرور والمؤذيات. التفسير
الميسر
الآية الرابعة:
ومن شر النفاثات في العقد (4)
النفاثات
في العقد
متعلقان بالنفاثات
من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من
الإعراب. شر: اسم مجرور بـ "
من " وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل " أعوذ ".
» وهو اسْتفهامٌ تَعجُّبيٍّ، يَتعجَّبُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِن عِظَمِ فَضْلِ هذه الآياتِ الَّتي لم يَنزِلْ عليه سُوَرٌ بمِثْلِ ما فيها مِن المعاني والبَركاتِ، ثمَّ أَوضَح هذه الآياتِ وأنَّها سُورَتَا: «{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}»، وهما المُعوِّذتانِ؛ ففيهما ذِكْرُ التَّعوُّذُ والالتِجاءِ وطَلَبِ الحمايةِ مِن اللهِ ربِّ الخَلْقِ وربِّ النَّاسِ، وقد اسْتعاذَ بهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ورَقَى نَفْسَه.