وقد تفرد شاذان الأسود بن عامر - وهو ثقة ((التقريب)) (146) - بهذه التسمية لمولى أم سلمة وعنه أحمد بن إدريس بن يوسف المخرمي، ولم أر فيه جرحاً ولا تعديلاً؛ إنما روى عنه جماعة؛ كما في ((تاريخ بغداد)) (4/39) فالعهدة عليه، والله أعلم. فإن هذا الحديث قد رواه عن سفيان: وكيع وأبو نعيم وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الرزاق فقالوا: عن مولى لأم سلمة، وكفى بهم ثقة وجلالة وتثبتاً، فالقول قولهم، وقد رواه غير سفيان الثوري، رواه شعبة وعمر بن سعيد الثوري أخو سفيان، وأبو عوانة ومسعر فقال أربعتهم وهم من الثقات الأثبات عن مولى لأم سلمة. وفي رواية لشعبة: عن مولاة لأم سلمة. رتبة حديث اللهم إنني أسألك إيماناً دائماً.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. فدل ذلك على شذوذ رواية شاذان، والله أعلم. وأما رواية الطبراني فأخرجها من طريق: إسماعيل بن عمرو ثنا سفيان عن منصور عن موسى ابن أبي عائشة عن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة بنحوه مرفوعاً. قلت: وهي رواية منكرة، تفرد بها إسماعيل بن عمرو بن نجيح دون من روى الحديث عن سفيان ممن تقدم ذكره من الثقات، وإسماعيل هذا ضعيف، قال ابن عدي: حدث عن مسعر والثوري والحسن بن صالح وغيرهم بأحاديث لا يتابع عليها. انظر: ((الكامل)) (1/ 322)، ((الميزان)) (1/ 239)، ((اللسان)) (1/ 474).
رتبة حديث اللهم إنني أسألك إيماناً دائماً.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
فهـٰذه دعوة -أيُّها الإخوة- عظيمة من كان مُحافظًا عليها فليزدد مُحافظةً ، ومن كان على غير علمٍ بها أو على غير مُحافظةٍ عليها فليُدرك أهميتها وعِظمَ شأنها ومسيسَ حاجته إليها ؛ كلَّ يوم بعد صلاة الصُّبح يدعو بهـٰذه الدَّعوة العظيمة «اللّٰهم إنِّي أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيّبًا، وعملًا مُتقبَّلًا». ونكتفي بهـٰذا القدر والله أعلم.
شَرْح حديث «اللّٰهم إنّي أسْألُك علمًا نافعًا، ورزقاً طيِّبًا، وعمَلًا متقبَّلًا»... - Albasseira.Overblog.Com
فإذًا هـٰذه الدَّعوةُ تُفيدنا فائدة عظيمة: أنّ طلب العلم مطلوبٌ كلّ يوم ؛ لماذا ؟ لأنّنا كل يومٍ نقتدي بنبيّنا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بالدُّعاء بهـٰذه الدَّعوة العظيمة ، فهـٰذا فيه من الفائدة أنّ المسلم ينبغي عليه أن لا يفوت عليه يوم من الأيّام إلاّ ويزداد فيه علمًا ، ويتعلَّم فيه مسألةً ، حكمًا ، يحضُر فيه درسًا ، يقرأُ فيه كتابًا ؛ أمّا يوم بأكمله يمضي بدون فائدة للإنسان في دينه هـٰذه مُصيبة! شَرْح حديث «اللّٰهم إنّي أسْألُك علمًا نافعًا، ورزقاً طيِّبًا، وعمَلًا متقبَّلًا»... - albasseira.overblog.com. لو كان الإنسان يتفكّر في حقيقة الأمر مُصيبة ، كان بعض السلف مع شدة حزمهم وقوّة عزمهم وعظم دأبهم في العلم والتحصيل كان بعضهم إذا غربت الشمس ربما بكى، لا لأنّه لم يُحصّل فيه ؛ ولكن التحصيل الذي كان أقلّ ممّا يطلب لنفسه: وإذا كانت النُّفوسُ كِبارا تعبت في مُرادِهَا الأجْسَامُ لكن إذا كانت النّفوس رديئة وضعيفة؟! فالشَّاهد أنّ الحديث يُفيد فائدة عظيمة وهي أنّهُ ينبغي على المسلم أن يكون لهُ في كلِّ يوم عناية بالعلم وتحصيل العلم، وطلب العلم ، وأن لا يحرم نفسَهُ من العلم ومجالسه وكتبه وما استجدَّ في زماننا من الوسائل الأشرطة أو غيرها ؛ فيكون له حظٌّ من العلم وتحصيله. قال: « اللّٰهم إنِّي أسألك علمًا نافعًا » ؛ وهـٰذا فيه تنبيه أنّ العلم نوعان: علمٌ نافع ، وعلمٌ ضارّ.
قلت: وبذلك يبقي إبهام الراوي عن أم سلمة سبباً في ضعف هذا الإسناد، وقد اختلف عليه:
فرواه الشجري في ((الأمالي)) (339، 117، 1169) من طريق محمد بن نصير، ومحمود بن أحمد بن أحمد بن نصير، ومحمود بن أحمد بن الفرج، ومحمد بن علي بن مخلد الفرقدي، ثلاثتهم عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة كراوية الجماعة، فظهر أن المخالفة إنما وقعت من إسماعيل. وقال الدارقطني في ((العلل)) (3962): إن الصواب عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة. قلت: إلا أن للحديث طرق أخرى عن سفيان توهم بأن له فيه إسناداً آخر: فقد أخرج الطبراني في ((الصغير)) (2/ 36/ 735 - الروضي) وعنه أبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (2/ 39). قال الطبراني: ثنا عامر بن ابراهيم بن عامر الأصبهاني ثنا أبي عن جدي عامر بن إبراهيم عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان الثوري عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة بنحوه مرفوعاً. قلت: النعمان بن عبد السلام وإن كان ثقة فقيهاً فإنه قد خالف في هذا الإسناد من هو مقدم عليه في الثوري، فقد تقدم أن عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وأبا نعيم وعبد الرزاق قد رووه عن الثوري فقالوا: عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة.
وظّف الكاتب أساليب متنوعة في بناء حبكته الروائية، فجعل منها رواية حداثيّة غير تقليديّة، مركبة جريئة، متعددة الشخصيات والعناوين، معتمدا طريقة "الفلاش باك" والاسترجاع الفنّيّ لتقديم الأحداث. حضر الجزء الأول بعنوان "أوطان صغيرة"، أما الثاني فكان بعنوان "أوطان مهشمة"، ولعلّ الكاتب اختار هذه العناوين، للدلالة على المكان والتشتت والمعاناة، فالجرح ما انفك ينزف والأحداث تتوالى، والألم يغور أكثر وتتراكم الأزمات التي تقيّد الشخوص وتضيّق العيش عليها، وفي غمرة ذلك كلّه، نشعر بالأحداث كائنا نابضا، تنمو وتتطور عبر الوقائع وتأثيرها عليها. لم تكن وظيفة الشخوص بنائية فقط أو دلالية، فكلُّها قد لعبت دورها في تسلسل الرواية وتماسك الحبكة، كان بطل الرواية عادل سليمان يعيش أزمة التسلط الذي يفرضه عليه والده، بحث عن نفسه وعن حياة جديدة لا وجود فيها لسلطة الأب والعائلة، أما نوح آدم العكاوي صاحب المطبعة، فقد ولد في عمان وعاش فيها، لكن الوطن بقي حيّا في خياله، يداعب وجدانه. قراءة في "جسر عبدون"| صباح بشير | كل العرب. رائف الساقي هو أحد شخوص الرواية أيضا، وهو الأصغر بين أخوته وشقيقاته، تغلغل الاكتئاب إلى نفسه، بحث عن السلام الداخليّ ولم يجده، وحين اعتقد أن كتابة الرواية ستعينه على تجاوز المشكلة وتخطيها، اكتشف بأنه قد ضاق ذرعا بالاكتئاب، وبعد أن عطّل اليأس عقله وقلبه، وقف على جسر عبدون، ونثر أوراقه في الهواء، وكأنه ينثر أحمالا أثقلته لسنوات.
العهدة العمرية .. وثيقة تشويه الحقائق التاريخية لــ الكاتب / يوسف يوسف
ولهذا فهي وثيقة كبت الحرّيات الدينيّة وجعل مواطني الشعوب المُحتلة أقل من درجة العبيد". بينما يجد أخرون أنها خير دليل على التعامل الإسلاميّ السمح إزاء المسيحيّن ، ويجد آخرون أن ما يُسمى بـالعهدة العمريّة ، ما هي إلا وثيقة لا تمت بأية صلة لعمر لا من قريب ولا من بعيد ، ولا يوجد معنى لنقاشها أو اعتبارها كنموذج لعلاقة المسلمين التاريخيّة بالأقليات الدينيّة). العهدة العمرية .. وثيقة تشويه الحقائق التاريخية لــ الكاتب / يوسف يوسف. ثالثا – وودت أن أناقش بعضا من فقرات العهدة العمرية ، فتقول العهدة " ولا يتشبّهوا / أي المسيحيين ، بالمسلمين في شيء من لباسهم ، ولا يتقلّدوا سيفاً ، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم ، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا ، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم " ، وهنا لا بد أن نسمي الأشياء بأسمائها ، فعمر الذي وصف بالفاروق / الذي فرق الحق عن الباطل ، والذي قال عنه الرسول " لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ " ، فكيف لهكذا رجل أن يحرر هكذا وثيقة! أنها وثيقة فصل عنصري ، ولا بد لنا أن نصف العهدة أنها (وثيقة الخزي والعار ، وثيقة المهانة والذل ، فالفاروق أصدر وثيقة لأستعباد الاخرين ، وميزهم حتى في شكلهم / في جز مقادم روؤسهم وفي لباسهم ، ليس من قهر وتحقير للذات البشرية كالذي كتب بالعهدة).
قراءة في &Quot;جسر عبدون&Quot;| صباح بشير | كل العرب
حمّل الكاتب المكان دلالات متنوعة وعلاقات مختلفة، متخذا منه إطارا إبداعيا، جاعلا منه نقطة النفاذ إلى أعماق الشخصيات واستبطان مجراها النفسيّ، وتحت العنوان جاءت عبارة "أكثر من رواية" بخط صغير، إذ يبدو أن الكاتب تقصدّ الإشارة إلى طبيعة العمل، الذي يغوص في النّفس البشريّة، معادنها وتقلّباتها، من ثمّ عرج على إهداء روايته إلى والديه، فكتب من شغاف القلب:
"إلى أول الأبرياء الذين عرفتهم على الأرض، أمي وأبي". تناقش الرواية العبث والوجودية، والتحولات العصرية التي نعيشها في الأماكن التي تدور فيها الأحداث، البحث عن الذات المسلوبة، التشظي والانعزال والاغتراب، كذلك وتخوض في التابوهات والممنوعات، المتمثلة بالدين السياسة والجنس. وبما أن الكاتب هو ابن مجتمعه، فهو القادر إذن على اختراق المسكوت عنه وما يجري حوله في واقعه، يغذّيه بخياله ليحرّك ما يمكن تحريكه، ويصور ما يمكن تصويره، فمن عمّان إلى بيروت والقاهرة، الخليج وإيطاليا والولايات المتّحدة، هكذا حتى تصل الفكرة إلى القارئ المتلقي، فتعكس التعقيد الذي نعيشه في كل مكان. وكأنّ الكاتب يقول: ما فتئت الذات العربية تعجّ بتناقضاتها، وتراوح مكانها بين أزمة الوعيّ إلى الوعي بالأزمة.
هذا من جانب ، ولكن من جانب أخر ، يقول محمد ( ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة وكلها في النار ما عدا واحدة) ، وهنا أرى تقاطعا في الحديثين ، لأن الفرق التي يتكلم عنها الرسول ، هي فرق أسلامية ، سمعت به وأمنت برسالته ، فكيف يذهب أثنين وسبعين فرقة منها للنار! ، وهم مؤمنون بمحمد!. من جانب أخر ، وما هو موقف الموروث الأسلامي من الترحم والمغفرة ، مثلا على: الصابئي والهندوسي والبوذي وغيرهم.. الذين لم يذكروا بالموروث! ، فقط ذكروا " من كانوا غيرهم " ، ولم يوضح من هؤلاء! ، هذا تساؤل!. 2. ولكن هناك علامة تعجب بخصوص ما أنزل بحق محمد ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الأنبياء (. هذا النص هو شامل ومطلق وعام ، لم يخصص به فئة أو قوم أو جماعة معينة. وانقل تفسير الطبري لهذا النص { وقوله ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد: وما أرسلناك يا محمد إلى خلقنا إلا رحمة لمن أرسلناك إليه من خلقي. ثم اختلف أهل التأويل في معنى هذه الآية ، أجميع العالم الذي أرسل إليهم محمد أريد بها مؤمنهم وكافرهم ؟ أم أريد بها أهل الإيمان خاصة دون أهل الكفر ؟ فقال بعضهم: عني بها جميع العالم المؤمن والكافر.