ولا يتمنى هؤلاء اليهود الموت أبدا إيثارا للحياة الدينا على الآخرة,
وخوفا من عقاب الله لهم. بسبب ما قدموه من الكفر وسوء الفعال. والله عليم بالظالمين, لا يخفى عليه من ظلمهم شيء.
تفسير سورة الجمعة كاملة. قل: إن الموت الذي تهربون منه لا مفر منه, فإنه آت إليكم عند مجئ
آجالكم, ثم ترجعون يوم البعث إلى الله العالم بما غاب وما حضر, فيخبركم بأعمالكم,
وسيجازيكم عليها. يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله,
إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة, فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة,
واتركوا البيع, وكذلك الشراء جميع ما يشغلكم عنها, ذلك الذي أمرتم به خير لكم, لما
فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة الله لكم, إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا ذلك
وفي الآية دليل على وجوب حضور الجمعة واستماع الخطبة. فإذا سمعتم الخطبة, وأديتم الصلاة, فانتشروا في الأرض, واطلبوا من رزق
الله بسعيكم, واذكروا الله كثيرا في جميع أحوالكم. لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة. إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئا من لهو الدنيا وزينتها تفرقوا
إليها, وتركوك- يا محمد- قائما على المنبر تخطب, قل لهم- يا محمد-: ما عند الله من
الثواب, والنعيم أنفع لكم من اللهو ومن التجارة, والله- وحده- خير من رزق وأعطى,
فاطلبوا منه, واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.