07-24-2021, 06:45 PM
وما عند الله خير وابقى. وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ۚ. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 60. قــال تــعــالــى:
{وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ
وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
[سورة القصص:60]
هذا حض من الله لعباده على الزهد في الدنيا
وعدم الاغترار بها، وعلى الرغبة في الأخرى
وجعلها مقصود العبد ومطلوبه
ويخبرهم أن جميع ما أوتيه الخلق، من الذهب، والفضة
والحيوانات والأمتعة، والنساء، والبنين، والمآكل، والمشارب
واللذات
كلها متاع الحياة [الدنيا] وزينتها
أي: يتمتع به وقتا قصيرا، متاعا قاصرا
محشوا بالمنغصات، ممزوجا بالغصص. ويزين به زمانا يسيرا، للفخر والرياء
ثم يزول ذلك سريعا، وينقضي جميعا
ولم يستفد صاحبه منه إلا الحسرة والندم
والخيبة والحرمان. { وَمَا عِنْدَ اللَّهِ}
من النعيم المقيم، والعيش السليم
{ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
أي: أفضل في وصفه وكميته، وهو دائم أبدا
ومستمر سرمدا. { أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
أي: أفلا يكون لكم عقول، بها تزنون
أي: الأمور أولى بالإيثار
وأي: الدارين أحق للعمل لها فدل ذلك أنه بحسب عقل العبد، يؤثر
الأخرى على الدنيا، وأنه ما آثر أحد الدنيا إلا لنقص في عقله
ولهذا نبه العقول على الموازنة بين عاقبة مؤثر الدنيا ومؤثر الآخرة
فقال: { أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ}
[تفسير السعدي رحمه الله]
كلمات البحث
خواطر، اشعار، مواضيع عامة، تصميم، فوتوشوب, lh uk] hggi odv, hfrn> odv uk], lh
08-26-2021, 01:46 AM
# 3
الله يجزاك الجنه
وبارك الله فيك على هذا الطرح الجميل والطيب
وجعله ربي في موازين حسناتك.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 60
العاقبة الحسنة من نصيب أولئك الذين ساروا في الدرب على هذا المنوال. (٦)
الهوامش:
۱) سورة الشورى؛ الآية ٣٦
۲) سورة العصر؛ الآية ٢
وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
البيشى..
10-16-2021, 01:28 PM
# 6
-
بارك الله فيك
وجزاك عنا كل خير
دمتِ بخير. 10-18-2021, 02:48 PM
# 7
سلمت الأيادي على الموضوع الرائع
10-23-2021, 03:42 AM
# 8
جزااك الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتك
دمت / دمتي بحفظ الباري
وما عند الله خير وابقى. - منتديات سكون الشوق
فترتب على هذا العفو والصفح، من المصالح ودفع المفاسد في أنفسهم وغيرهم شيء كثير، كما قال تعالى: { { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}} { { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ}} أي: انقادوا لطاعته، ولبَّوْا دعوته، وصار قصدهم رضوانه، وغايتهم الفوز بقربه. ومن الاستجابة للّه، إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، فلذلك عطفهما على ذلك، من باب عطف العام على الخاص، الدال على شرفه وفضله فقال: { { وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ}} أي: ظاهرها وباطنها، فرضها ونفلها. وما عند الله خير وابقى. - منتديات سكون الشوق. { { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}} من النفقات الواجبة، كالزكاة والنفقة على الأقارب ونحوهم، والمستحبة، كالصدقات على عموم الخلق. { { وَأَمْرُهُمْ}} الديني والدنيوي { { شُورَى بَيْنَهُمْ}} أي: لا يستبد أحد منهم برأيه في أمر من الأمور المشتركة بينهم، وهذا لا يكون إلا فرعا عن اجتماعهم وتوالفهم وتواددهم وتحاببهم وكمال عقولهم، أنهم إذا أرادوا أمرا من الأمور التي تحتاج إلى إعمال الفكر والرأي فيها، اجتمعوا لها وتشاوروا وبحثوا فيها، حتى إذا تبينت لهم المصلحة، انتهزوها وبادروها، وذلك كالرأي في الغزو والجهاد، وتولية الموظفين لإمارة أو قضاء، أو غيره، وكالبحث في المسائل الدينية عموما، فإنها من الأمور المشتركة، والبحث فيها لبيان الصواب مما يحبه الله، وهو داخل في هذه الآية.
وما عند الله خير وابقى B11
وعن أبي عمران الجوني قال: قال عمر بن الخطاب: لنحن أعلم بلين الطعام من كثير من آكيله، ولكنا ندعه لـ [يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ] {الحج: 2}. وقد قال عمر رضي الله عنه: نظرت في هذا الأمر، فوجدت إن أردت الدنيا أضررت بالآخرة، وإن أردت الآخرة أضررت بالدنيا، فإذا كان الأمر هكذا، فأضرّ بالفانية. وما عند الله خير وابقى B11. ودخلت عليه مرة حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها وقد رأت ما هو فيه من شدة العيش والزهد الظاهرعليه، فقالت: إن الله أكثر من الخير، وأوسع عليك من الرزق، فلو أكلت طعاما أطيب من ذلك، ولبست ثيابا ألين من ثوبك؟ قال: سأخصمك إلى نفسك، فذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يلقى من شدة العيش، فلم يزل يذكرها ما كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت معه حتى أبكاها، ثم قال: إنه كان لى صاحبان سلكا طريقا، فإن سلكت طريقا غير طريقهما سلك بي غير طريقهما، إني والله سأصبر على عيشهما الشديد لعلي أن أدرك معهما عيشهما الرَّخِيّ. ويبكي الفاروق رضي الله عنه خوفًا من وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين بسبب كثرة الأموال، والذهب والفضة من الغنائم والفيء في بيت المال.
فهذا يحيك منه شيء في قلوب المؤمنين ؛ وهم يعانون الشظف والحرمان ، ويعانون الأذى والجهد ، ويعانون المطاردة أو الجهاد ، وكلها مشقات وأهوال ، بينما أصحاب الباطل ينعمون ويستمتعون ويحيك منه شيء في قلوب الجماهير الغافلة ، وهي ترى الحق وأهله يعانون هذا العناء ، والباطل وأهله في مَنْجَاة ، بل في مسلاة! ، ويحيك منه شيء في قلوب الضالين المبطلين أنفسهم؛ فيزيدهم ضلالاً وبطراً ولجاجاً في الشر والفساد هنا تأتي هذه اللمسة: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (196- 197) آل عمران ، نعم ، هو متاع قليل. ينتهي ويذهب. وما عند الله خير وابقى. أما المأوى الدائم الخالد ، فهو جهنم. وبئس المهاد! ، وفي مقابل المتاع القليل الذاهب جنات. وخلود. وتكريم من الله: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ} (198) آل عمران ، وما يشك أحد يضع ذلك النصيب في كِفَّة ، وهذا النصيب في كِفَّة ، أن ما عند الله خير للأبرار ، وما تبقى في القلب شبهة ،في أن كفة الذين اتقوا أرجح من كفة الذين كفروا في هذا الميزان ، وما يتردد ذو عقل في اختيار النصيب الذي يختاره لأنفسهم أولو الألباب!