التعود: من تعود على الانشغال بمشاغل الحياة الدنيا عن الآخرة سوف يصعب عليه أن يقرأ القرآن ليتدبره ويتعلم منه ما يفيده في دنياه وآخرته، ومن تعود على أن يقرأ القرآن ويتدبره وأن يتفكر في خلق الله لن تشغله الدنيا عن دينه وآخرته. للتفكر في خلق الكون ثمرات منها - إسألنا. تجنب المسئوليات: قد يترتب على تفكير الإنسان في مسألة دينية معينة مسئولية أمام الله، إذ أن الجهل يسقط التكليف، ولذلك قد يتكاسل البعض عن التفكير في خلقة الله وعلاقتهم بالله عز وجل اعتقاداً منهم أن ذلك يخفف عنهم المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى، وقد يكون ذلك صحيحاً والله أعلم، لكن بالتأكيد أن من يحرص على التفكر في علاقته بالله ويحاول جاهداً التفكير في فعل ما يرضيه حباً لله عزو جل فإن الله سيرزقه عن ذلك ثواباً كبيراً بإذن الله. التفكير يضر: في بعض الثقافات يعتقد الناس أن التفكير الكثير قد يؤدي للجنون أو يضر بالعقل، فتجدهم عندما يتناقشون في مسألة تتطلب التفكير بشكل عام قد ينصحون بعضهم بعدم التفكير حفاظاً على الصحة العقلية، ولذلك قد تجد بعض الناس لا يتفكر في خلق الله للكون أو في علاقته بالله عز وجل في بعض التصرفات التي قد يعلم أنها لا ترضي الله وعليه التوبة عنها. للتفكر في خلق الكون ثمرات منها
إدراك قدرة الله وعلمه بمخلوقاته وأحوالها وباتساع علمه سبحانه وتعالى.
- للتفكر في خلق الكون ثمرات منها - إسألنا
للتفكر في خلق الكون ثمرات منها - إسألنا
هي دعوة إلى التأمل في بديع صنع الله، وخلقه وبيان ما في هذا الكون من إبداع ينطق بعظمة الخالق جل وعلا، ووحدانيته في ربوبيَّته، وألوهيته وأسمائه وصفاته. كيف والكون كتاب مفتوح يُقرأ بكل لغة، ويُدرك بكل وسيلة، يطالعه ساكن الخيمة، وساكن الكوخ، وساكن العمارة والقصر، كل يطالعه فيجد فيه زاداً من الحق إن أراد التطلع إلى الحق. إنه كتاب قائم مفتوح في كل زمان ومكان، تبصرة وذكرى لكل عبدٍ خضع وأناب. يأخذك كتاب الله إن تأمَّلته في جولات وجولات، ترتاد آفاق السماء، وتجول في جنبات الأرض والأحياء، يقف بك عند زهرات الحقول، ويصعد بك إلى مدارات الكواكب والنجوم. يفتح بصرك وبصيرتك إلى غاية إحكام وإتقان ليس له مثيل، قد وضع كل شيء في موضع مناسب، وخُلِق بمقدار مناسب. يُرِيك عظمة الله، وقدرة الله، وتقديره في المخلوقات، ثم يكشف لك أسرار الخلق والتكوين، ويهديك إلى الحكمة من الخلق والتصوير، ثم يقرع الفؤاد بقوله: أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:63]^. إن نظرت إليه بعين البصيرة طالعك بوحدانية الله في الربوبية مستدلاً بها على وحدانيته في العبادة والألوهية، ذلَّت لعزة وجهه الثَّقلان. وفي نهاية الآيات، يقرع القلوب، ويطرق الآذان، ويصكُّ المشاعر والأحاسيس بذلك التعقيب الإلهي العظيم: (لعلهم يذكَّرون).. (لعلهم يتفكرون).. (لعلهم يتَّقون).. (لعلهم يرجعون).. كل هذا، وهناك من هم عنه معرضون: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ [الفرقان:44]^.
فلا يمل المسلم من العبادة إلا إذا كانت على نوع ونسق واحد، وعبادة التفكر في خلق الله عز وجل، وقدرته وعظمته عبادة قلبية وهي ما تسمى بـ العبادة الصامتة، وهي تحدث في قلب الإنسان وتظهر أثارها على أفعاله وأقواله، فلا يستخدم المسلم في هذه العبادة يده ولا لسانه ولا جوارحه، وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات التى يمتدح الله سبحانه وتعالى فيها من أحيا بقلبه عبادة التأمل و التفكر في خلق الله. شاهد أيضا: فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مكتوب
مجالات التفكر في خلق الله
الآيات الشرعية الواردة فى القرآن الكريم؛ ويكون التفكر فيها بأن يلاحظ فصاحة وبلاغة الكلمات، وحسن العرض فى الآيات، وبيان المعاني المرادة منها، والأحكام الواردة فيها،
وما في هذه الأحكام من دقة في التشريع، وأسلوب يسير في إيصال القضايا الخاصة بالتوحيد والأخلاق وغيرها من القضايا. التفكر فى آيات الله الكونية العظيمة وما فيها من جمال وإبداع وإتقان، مثل التأمل فى خلق الجبال، والأشجار وجريان البحار والأنهار، والطبيعة وما فيها من مناظر جميلة وخلابة، والتفكر في تقلب الليل والنهار وما صاحب ذلك من تغيير جذري في أحوال الأرض، ويعلم الإنسان بهذا التفكر كيف أن جميع ما في الكون سائر تبع نظام دقيق لا يتخلف ولا يتبدل.