وكأنْ قد نسي هؤلاء - أو تناسوا - أن إسرائيل عدو لئيم للعرب والمسلمين أجمعين بغير تمييز ولا تفريق. وأن اليهود يريدون كسر شوكة الصامدين لكي يفرغوا من بعدهم للباقين أولي المذلة والخذلان، وأرباب الاستكانة والهوان. إن هؤلاء "الكتبة" يسخرون من صواريخ القسام ويتخذونها هزواً. وينسون أثرها الكبير الجليل في إفزاع المواطن الإسرائيلي وإخافته وحرمانه من الشعور بالأمن. إن هذه الصواريخ - في الحقيقة الغائبة أو المتجاهَلة عند حملة الأقلام - رمز للمقاومة ورمز للإصرار العنيد على مواصلة الكفاح واستمرار الجهاد المقدس ضد الاحتلال. إنها - يا دعاة التخذيل والخنوع - أشبه ما تكون بحجارة الانتفاضة التي لم تقتل ولم تهدم، ولكنها بعثت ضمير العالم من مرقده، وأفاقته من غفوته، ثم حملته على الاعتراف بأن على أرض فلسطين شعباً عربياً له حق معلوم في الحياة العزيزة الكريمة مثل سائر الشعوب. هذا - أيها المصفقون لعدوكم، اللائمون لأبطالكم في موقف غريب تمتزج فيه الاستكانة بالمهانة - هو ما فعلته بالأمس حجارة الانتفاضة، وهو ما تفعله اليوم صواريخ القسام. كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله سورة. إنها صفعات مزلزلة مهينة تتلقاها كل حين إسرائيل ومعاونوها بالقول والعمل والشعور أو كتابة السطور في الشرق والغرب، وبين خائني العرب.
كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله, قال الله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة: من الآية 64). (( الفتنة صناعة أسرائيلية خالصة ))
يعتقد الصهاينة المسيحيون أنه من واجبهم الدفاع عن الشعب اليهودي بشكل عام وعن الدولة العبرية بشكل خاص، ويعارضون أي نقد أو معارضة لإسرائيل خاصة في الولايات المتحدة الأميركية حيث يشكلون جزءاً من اللوبي المؤيد لإسرائيل". القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 64. ولعل ما نشاهده الآن من الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لـ (إسرائيل) هو حقيقة ما يمكر به هؤلاء جميعا، وهي الدعوة أيضا ليهودية الدولة، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وتهجير الفلسطينيين، وضرب القرارات الأممية بعرض الحائط. لا يمكن للظلم أن يسود، ولا للباطل أن ينتفخ، وهذه الأمة بحاجة إلى ضربات على رأسها لتصحو وتعي الحقيقة بلا مجاملات ولا تزوير، ومن حق الشعوب أن تصنع مستقبلها بأيديها، وما أجمل التقاء الشعوب بقياداتها لتكون صفا واحدا متماسكا متفاهما، فقد اتضحت الأمور تماما، وما عاد لأحد أن يلتمس العذر ويلجأ لتأويل الأحداث. إن الثقة والوعي والعمل الصحيح والوسائل الصحيحة كل ذلك مطلوب، وعلينا أن نفرق بين الحذر والجبن، وبين الشجاعة والتهور، فبينها حد بسيط، وبعد ذلك التوكل على الله تعالى، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ليقضي أمرا كان مفعولا.
إسرائيل تعين دوريت أفيداني بمنصب القنصل في مكتبها بالمغرب - هبة بريس
بل الملوم عندهم، والمؤثّم في ميزانهم المعكوس، هم "الحماسيون" بمذهبهم وانتمائهم؛ إذ فتحوا أبواب "الجحيم الإسرائيلي" على أرضهم وأهليهم. وكأن "إسرائيل" -عند هؤلاء- صديق أو ولي حميم عِيل صبره ونفدت طاقته على الاحتمال؛ فقام بعدوانه الفاشي الفاجر على كل مظاهر الحياة فضلًا عن التقتيل والإرهاب والترويع، تأديبًا لأولئك "المقاومين" أنهم لم يخنعوا أو يُستذلوا كما فعل حملة الأقلام ومن يكتبون لهم ويسيرون في ركابهم أو يعملون لحسابهم. وهكذا تحوّلت الإدانة المفروضة و"الاستنكار" المقدس من القاتل إلى المقتول ومن المعتدي إلى المُعتدى عليه، ولا تعجب فذلك شأن من مات قلبه وغاب ضميره فاتبع هواه { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان من الآية:23]؟! إسرائيل تعين دوريت أفيداني بمنصب القنصل في مكتبها بالمغرب - هبة بريس. وكأنْ قد نسي هؤلاء -أو تناسوا- أن إسرائيل عدو لئيم للعرب والمسلمين أجمعين بغير تمييز ولا تفريق. وأن اليهود يريدون كسر شوكة الصامدين لكي يفرغوا من بعدهم للباقين أولي المذلة والخذلان، وأرباب الاستكانة والهوان. إن هؤلاء "الكتبة" يسخرون من صواريخ القسام ويتخذونها هزوًا.
كلما أوقدوا نارا للحرب.. – الموالي
لقد تناسوا واغفلوا ذكر هذه النصوص وهجموا على شباب التغيير، ووصفوهم انهم خارجين على وحدة الأمة بل وصل الأمر بأحد هؤلاء المتعالمين ان يصفهم بأنهم كأصحاب الفتنة أتباع ابن سبأ اليهودي ، الذين أشعلوا الفتنة على الخليفة عثمان بن عفان.! كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله. لقد وصلت الوقاحة والإسفاف بهؤلاء المتعالمين الذين أنتجتهم معامل السلطة لتجنيدهم لتخذيل الشعوب وتطويعها وليكونوا أداة لقمع إرادة وحرية الشعوب وإذلالها للحكام ان يصفوا المطالبين بالتغيير والإصلاح بأنهم خارجين على وحدة الأمة وأنهم أصحاب فتنة. 2- استضافة بعض أدعياء الثورة والتغيير في وسائل الإعلام الرسمية ليمثلوا أنهم كانوا مغرر بهم ، وإنهم ثابوا إلى رشدهم ، والذين ظهر منهم التناقض والتصنع والكذب من خلال كلامهم ففضحتهم ألسنتهم قبل ان يفضحهم شباب التغيير، ثم ظهر كذبهم من خلال المحللين ومن خلال شباب التغيير الذين أنكروا صلتهم بهؤلاء الأدعياء الذين صنعتهم السلطة وأظهرتهم في وسائل الإعلام الرسمية كمحاولة للتخذيل. 3- استمرار وسائل الإعلام الرسمية في ترويج الكذب والخداع والتحريض وتزييف الحقائق بالرغم من أنها ملك الشعب وقيامها باستضافة بعض الشباب المطالبين بالتغيير لامتصاص غضبهم وتفريغ طاقاتهم واتهام شباب التغيير بالعمالة والتخريب واستمرار مؤسسة الاتصالات في التلاعب بخطوط الانترنت بالتعطيل والتبطيئ أحيانا.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 64
و يتذكر الجميع ما قاله نيافة الأنبا يوحنا قلته الكاثوليكي: "كلنا مسلمون حضارة وثقافة، وإنه ليشرفني وأفخر أنني مسيحي عربي, أعيش في حضارة إسلامية, وفي بلد إسلامي, وأساهم وأبني مع جميع المواطنين هذه الحضارة الرائعة"، وغير هذا كثير.. لقد كشفت الثورة الكريمة في 25 يناير الحقيقة التي ظنَّ الصهاينة والمتصهينون أنهم نسفوها، وهي أن المصريين جميعًا نسيج وطني واحد، وعرق واحد، يجري فيهم دم واحد، وأن من الصعب على أي إنسان أن يفرق في بين مصري مسلم ومصري مسيحي؛ لأن العادات الاجتماعية واحدة، والتعبيرات المستخدمة في التعاملات اليومية واحدة، والقبول المشترك من كل طرف للآخر علامة مميزة للحالة المصرية. كشفت بعض الوثائق التي ظهرت أثناء الثورة الكريمة أن النظام المخلوع وأجهزة أمنه كانت تعمل لحساب أجندة خاصة ضيقة النظرة، تلاقت مع الأجندة الصهيونية، وأن تلك الأجهزة هي من كان يدبِّر ما يسمى بالحوادث الطائفية، أو على الأقل تغضُّ الطرف عنها، أو تتعمَّد تقديم العلاج الخاطئ لها، وهي إذ تفعل ذلك تغفل عن أنها تلعب بالنار التي ستحرقها، أو لعلها ظنت أنها بذلك تتحكَّم في الوطن، وتتمكَّن من ابتزاز المواطنين، وابتزاز المجتمع الدولي إذا فكَّر أحد في الدعوة للإصلاح أو التغيير، ودائمًا ما كان الرئيس المخلوع يقول: أنا أو الفوضى!!.
فهاهم يهود اليوم -كيهود الأمس- ينفثون سموم حقدهم الأسود الغليل على العرب والمسلمين ويوقدون نيران الحرب كل حين فيطفئها الله عزو جل وهو سبحانه على كل شيء قدير كما دلَّت الأحداث على ذلك عدة مرات منذ، اغتصبوا أرض فلسطين منذ ستين عامًا أو تزيد؛ وفي الأخبار الأخيرة برهانٌ مبين. لقد استيأست إسرائيل من تراجع أبطال غزة عن ضرباتهم المفزعة المؤرقة لهم في مضاجعهم وأسواقهم ومزارعهم ومصانعهم؛ فأوقدت نار الحرب على المدينة الباسلة الصابرة الصامدة ووجهت لغايتها الوحشية الدنيئة أفتك ما في خزائن السلاح الأمريكية والإسرائيلية من أسلحة البطش والقتل والتدمير. فدمَّرت ما دمَّرت من المباني، وأخربت ما أخربت من المزارع والمصانع وقتلت ما قتلت من الشيوخ والنساء والأطفال. فعلت ذلك كله والعرب أجمعون من حولهم في خزيهم الذليل صامتون، وفي مهانتهم الكسيرة قابعون، بل أكثرهم بما يجري فرحون شامتون. فتخرج علينا طائفة من حملة الأقلام في أبصارهم عمىً، وفي بصائرهم عمهٌ، انقلبت موازينهم، وتهاوت قيمهم فانعكست أحكامهم إذ وجهتهم إلى الاتجاه المعاكس وسارت بهم في الطريق المضاد، وهكذا أنحوا باللائمة على رجال غزة البواسل وحملوهم مسئولية ما حدث بدلًا من أن يحنوا رءوسهم تقديرًا لهم وإكبارًا لبطولتهم في مقاومة عدو باغ فاجر سوف يتقلب بيننا واحدًا في أثر آخر.
فتحي جمعة
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
15
2
202, 088
إنَّ الإيمانَ بالغيبِ يُقوِّي مبدأَ الاحتسابِ وطلبِ الثوابِ، فالمؤمنُ بالغيبِ لَا يرتجِي منْ عملِهِ منفعةً دنيويةً؛ لأنَّهُ يَعْلَمُ يقينًا أنَّ الدُّنيَا حطامٌ زائلٌ، وأنَّ مَا عندَ اللهِ خَيْرٌ وأبْقَى. إِنَّ الإيمانَ بالغيبِ يُعطِي المؤمنَ شعورًا بالقوَّةِ والمهابَةِ، فلَا يخافُ ولَا يخشَى إلَّا اللهَ، فهوَ يحبُّ ربَّهُ ويخافُ منْهُ ويرجُوهُ ويخشَاهُ؛ رغمَ أنَّهُ لَمْ يَرَهُ وَلَمْ يَهْتَدِ إليهِ إلَّا بقولِ الصادقِ المصدوقِ؛ هذِهِ الخشيةُ تدفعُهُ لأنْ يُضَحِّيَ برُوحِهِ فِي سبيلِ اللهِ، هذِهِ الخشيةُ تجعلُهُ ينطِقُ بالحقِّ لَا يخافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائمٍ. الإيمانُ بالغيبِ ضرورةٌ حتميَّةٌ لاستقرارِ المجتمعاتِ؛ فقيامُ الرَّاعِي بمسؤوليَّةِ رعيَّتِهِ إنَّمَا هوَ خشيةٌ للهِ -تعالَى-، وقيامُ الولدِ بحقِّ والدِهِ طلبًا لمرضاةِ رَبِّهِ، وقيامُ الزوجةِ بطاعةِ زوجهَا طمعًا بِمَا عندَ اللهِ -تعالَى-. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة. باركَ اللهُ لِي ولكمْ فِي القرآنِ الكريمِ. الخطبةُ الثانيةُ:
عبادَ اللهِ: إنَّ الإيمانَ بالغيبِ منْ أعظمِ مُحْكَمَاتِ الشريعةِ التِي يَجِبُ علَى العبدِ، أنْ يُرَبِّي نفسَهُ، ويُرَبِّي أبناءَهُ عليهَا.
يؤمنون بالغيب - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
وقال سفيان الثوري، عن عاصم، عن زِرّ، قال: "الْغَيْب القرآن". وقال عطاء بن أبي رباح: "من آمن بالله فقد آمن بالغيب". وقال إسماعيل بن أبي خالد: { يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} قال: "بغيب الإسلام". وقال زيد بن أسلم: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} قال: "بالقدر". فكل هذه متقاربة في معنى واحد؛ لأن جميع هذه المذكورات من الغيب الذي يجب الإيمان به. وقال سعيد بن منصور: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسًا، فذكرنا أصحَاب النبي صلى الله عليه وسلم وما سبقوا به، قال: فقال عبد الله: "إن أمر محمد صلى الله عليه وسلم كان بينًا لمن رآه، والذي لا إله غيره ما آمن أحد قط إيمانًا أفضل من إيمان بغيب، ثم قرأ: { الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ. يؤمنون بالغيب - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} إلى قوله: { الْمُفْلِحُونَ} [البقرة:1-5]"، وهكذا رواه ابن أبي حاتم، وابن مَرْدُويه، والحاكم في مستدركه، من طرق، عن الأعمش، به، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
0
1, 897
إنَّ مِنْ أُسُسِ تزكيةِ النفسِ وسُبُلِ إصلاحهَا تعميقَ الإيمانِ بالغيبِ الذِي يبدأُ منْ وقوعِ اليقينِ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ نبيًّا ورسولاً. إنِ استمكنَ الإيمانُ بالغيبِ منَ العبدِ؛ فإنَّهُ يبعثُهُ إلَى التوحيدِ، فيُخَلِّصُ العبادةَ للهِ، ويبعثُهُ إيمانَهُ بالغيبِ إلَى الصلاةِ، وإخراجِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ. الذين يؤمنون بالغيب ومما رزقناهم ينفقون. إنَّ الإيمانَ بالغيبِ إذَا تعاظَمَ فِي نفوسِ الناسِ، تحقَّقَ الأمنُ والاستقرارُ؛ فالناسُ لَا يحتاجونَ لأَمْنهِمْ إلَى مَن يَضْبُطُهُ، فَهُمْ مُستغْنُونَ بخشيتهِمْ مَا عندَ اللهِ. عبادَ اللهِ: ومنَ المُحْكَمَاتِ المُتَعَلِّقَةُ بالغَيْبِ: أنَّ الغيبَ مِنْ خصائصِ رُبُوبيَّةِ اللهِ؛ فلَا يعلمُهُ إلَّا اللهُ، حتَّى الرسلُ -عليهمِ الصلاةُ والسلامُ- لَا يعلمونَ الغَيْبَ؛ قالَ -تعالَى-: ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)[النَّمْل: 65]. ( مَا كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)[آل عمران: 179].