[١١] فجميع ما نحن عليه من نعم حيزت من غير تعب أو مشقة، ووجب علينا تأدُّباً مع الله أن نشكره عليها. رؤية الله تعالى لأثر النعمة على العبد
أنعم الله -تعالى- على عباده بنعمٍ كثيرة، وهو يُحبُّ أن يرى أثر نعمته على عبده، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ يُحبَّ أن يَرى أثرَ نعمتِه علَى عبدِه). [١٢] وذلك بأن يكون العبد على أحسن حال وأحسن مظهر، وأن يأكل أفضل الطعام، وإذا كانت هذه النعمة علماً علّمه الله إياه؛ فيكون شكره لله بأن يعلمها للآخرين، وينشر العلم بين الناس؛ بالدعوة الى الله. [١٣]
المراجع ↑ سورة إبراهيم، آية:7
↑ ابن عثيمين، كتاب شرح رياض الصالحين ، صفحة 463. بتصرّف. ↑ صالح آل الشيخ ، التمهيد لشرح كتاب التوحيد ، صفحة 353. ↑ سورة الواقعة، آية:82
↑ التويجري، محمد بن إبراهيم، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة ، صفحة 558. ↑ التويجري، محمد بن إبراهيم، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة ، صفحة 558. بتصرّف. ↑ سورة الضحى، آية:11
^ أ ب ابن رجب الحنبلي، كتاب مجموع رسائل ابن رجب ، صفحة 350. بتصرّف. كيف أشكر نعم الله - طريق الإسلام. ↑ سورة البقرة، آية:172
↑ التويجري، محمد بن إبراهيم، موسوعة فقه القلوب ، صفحة 1970.
كيف أشكر نعم الله - طريق الإسلام
[٣] [٤]
سجود الشكر
شرع الإسلام سجود الشكر عند حصول النّعمة أو دفع ضرر أصاب المسلم، أو دفعه الله قبل أن يصيبه، فيقوم المسلم بالسجود من غير تكبيرة ولا تسليم، ويؤديه المسلم على حاله إن كان قائماً أو قاعداً، طاهراً أم محدثاً والطهارة أفضل. [٥] ويقول فيه ما يقوله في سجود الصّلاة من التسبيح والدعاء والذكر، فقد روى أبو بكرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (كانَ إذا أتاهُ أمرٌ يسرُّهُ أو بشِّرَ بِه خرَّ ساجدًا شُكرًا للَّهِ تبارَك وتعالى). [٦] [٥]
عدم استعمال النعم في المعاصي
إنّ ممّا يُظهر نعمة الله على عبده أن يحرص المسلم على ألّا يستخدم نعمة الله فيما لا يرضيه، فمن شُكر النّعمة توظيفها في طاعة الله وما يرضيه من الأعمال، وإنّ الله -تعالى- يحبّ أن يرى أثر نعمته على عباده. [٧] عن مالك بن نضلة -رضي الله عنه-: ( أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في ثَوبٍ دونٍ، فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ألَكَ مالٌ؟ قالَ: نعَم، مِن كلِّ المالِ، قالَ: مِن أيِّ المالِ؟ قالَ: قَد آتاني اللَّهُ منَ الإبلِ، والغنَمِ، والخيلِ، والرَّقيقِ، قالَ: فإذا آتاكَ اللَّهُ مالًا، فليُرَ عليكَ أثرُ نعمةِ اللَّهِ وَكَرامتِهِ).
ومن الأسباب المعينة على شكر النعم:
أولًا: التأمل في نعم الله، واستحضارها في كل لحظة وحين، وعدم الغفلة عنها، فإن كثيرًا من الناس يتنعمون بشتى أنواع النعم من مآكل، ومشارب، ومراكب، ومساكن، ومع ذلك لا يستشعرون هذه النعم، لأنهم لم يفقدوها يومًا من الأيام، واعتادوا عليها، لذلك فإن الله يريد منا التأمل في هذه النعم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [فاطر: 3]. ثانيًا: أن ينظر كل واحد منا إلى من هو أسفل منه، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم". وفي رواية: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال، والخَلْق، فلينظر إلى من هو أسفل منه، ممن فضل عليه". قال ابن جرير في شرح هذا الحديث: "هذا حديث جامع لأنواع من الخير، لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه فشكرها وتواضع وفعل فيه الخير".
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 2/9/2015 ميلادي - 19/11/1436 هجري
الزيارات: 394592
أهمية حديث
((بلغوا عني ولو آية))
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بلِّغوا عني ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرَج، ومَن كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأْ مقعدَه من النار))؛ رواه البخاري. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكذبوا عليَّ؛ فإنه من كذب عليَّ يَلِج النار))؛ أخرجه البخاري ومسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن حدَّث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبَيْنِ))؛ "الكاذبينِ": الأول: الذي افتراه، والآخر: هذا الذي نشره أو بلَّغه لغيره، فظاهر هذا الخبر دالٌّ على أن كلَّ مَن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا وهو شاكٌّ فيه أصحيحٌ أو غير صحيح، يكون كأحد الكاذبين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن حدَّث عني بحديث يرى أنه كذب)) ولم يقل: يستيقن أنه كذب. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إنه ليَمنعُني أن أُحدِّثَكم حديثًا كثيرًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن تعمَّد عليَّ كذبًا، فليتبوَّأْ مقعده من النار))؛ أخرجه البخاري ومسلم. بلغوا عني ولو آية english. شبهة: قد يقول قائل: إني عندما نشرتُ هذه الأحاديث الضعيفة لم أكن متعمِّدًا، فلا يلحقُني إثم.
بلغوا عني ولو آية English
أخرجه أحمد (3/203 ، رقم 13134) ، وعبد بن حميد (ص 391 ، رقم 1313) ، ومسلم (4/2162 رقم 2807) وابن ماجه (2/1445 ، رقم 4321) ، وأبو يعلى (6/231 ، رقم 3521). قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَيُصْبَغ فِي النَّار صَبْغَة) أَيْ: يُغْمَس غَمْسَة. انتهى كلامه رحمه الله، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار.
بلغوا عني ولو آية اسلام ويب
والأَمرُ الثانِي: أَنَّه إذا أَرَدْتَ أَنْ تَأمُرَ فَأْمُرْ بِالعُرْفِ أيِ: الشَّيْءِ المَعروفِ مِنَ الخِصالِ الحَسَنَةِ الَّتِي تَطمَئِنُّ إِلَيْها النُّفوسُ ويَأْمُرُ بِها الشَّرْعُ.
بلغوا عني ولو ايه ماذا نبلغ
ويَردُّ على هذه الشبهة محدث العصر الألبانيُّ فيقول: فإنهم - أي: ناشري الأحاديث الضعيفة - وإن لم يتعمَّدوا الكذب مباشرة، فقد ارتكبوه تَبَعًا؛ لنقلهم الأحاديث التي يقفون عليها جميعها، وهم يعلمون أن فيها ما هو ضعيف وما هو مكذوب قطعًا. وقد أشار إلى هذا المعنى قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّثَ بكل ما سمع)). في هذا الحديث زَجْرٌ للمرء أن يُحدِّثَ بكل ما سمع حتى يعلمَ علمَ اليقين صحتَه. فهذا الحديث " بلغوا " أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو تبليغ منهج الله للعالم، وأن يكون التبليغُ وَفْقَ منهج الله. "بلغوا" فعل أمر:
و" بلغوا ": فعل أمر؛ أي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نُبلِّغَ ولو آيةً واحدة، فعندما تُبلِّغُ ولو آية واحدة تصبح لديك الهمة العالية والطموح للفعل وللتعلُّم، فاستغل هذه البَذْرة لتكوين الطموح والهمة العالية في التعلُّم، فكلما فعلت أكثر تعلمت أكثر، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وكلما علَّمت غيرَك أكثر تعلمت أكثر. بلغوا عني ولو آية اسلام ويب. ولتعليم غيرك، وتطبيق كلمة "بلغوا" فوائد عديدة:
1- هي البَذْرة الأولى لتتعلم أن الأحدية لله، فعندما تبلِّغُ منهج الله تُبلِّغُه بصدق لتصديقك له، وبأنه فعلٌ يُحبُّه الله الأحد ورسوله لتصل بها إلى الطمأنينة؛ أي: إلى النفس المطمئنة، وتحقق بها كلمة لا إله إلا الله، وهي أفضل شيء تُبلِّغُه.
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 224) ، وأبو داود ( 4878) ، وأخرجه أيضًا: ابن أبى الدنيا فى الصمت (1/119 ، رقم 165). وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 2 / 59). قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود": (يَخْمِشُونَ): أَيْ يَخْدِشُونَ فَفِي الْمِصْبَاح: خَمَشْتِ الْمَرْأَةُ كَضَربَ وَجْههَا بِظُفْرٍ جَرَحت ظَاهِر الْبَشَرَة. بلغوا عني ولو ايه ماذا نبلغ. (يَأْكُلُونَ لُحُوم النَّاس): أَيْ يَغْتَابُونَ الْمُسْلِمِينَ.
وقال سفيان الثوري: تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحاً، وقال مجاهد: ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحاً، فقلت له: أتبكي الأرض؟
فقال: أتعجب؟ وما للأرض لا تبكي
على عبد كان يعمرها بالركوع
والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على
عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دوي
كدوي النحل، وقال قتادة: كانوا
أهون على اللّه عزَّ وجلَّ من أن
تبكي عليهم السماء والأرض