(اذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعةً ولا يستأخرون) سبحان الله ☹️ لحظات يتوقف فيه الأنفس 🤍 - YouTube
اذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة
ثم أورد القرآن بعد ذلك النداء الرابع والأخير لبنى آدم، وحضهم فيه على اتباع الرسل، والسير على الطريق المستقيم فقال:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
يقول تعالى: ( ولكل أمة) أي: قرن وجيل ( أجل فإذا جاء أجلهم) أي: ميقاتهم المقدر لهم ( لا يستأخرون ساعة) عن ذلك ( ولا يستقدمون). ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فيه مسألة واحدة:قوله تعالى ولكل أمة أجل أي وقت مؤقت. فإذا جاء أجلهم أي الوقت المعلوم عند الله عز وجل. وقرأ ابن سيرين ( جاء آجالهم) بالجمعلا يستأخرون عنه ساعة ولا أقل من ساعة; إلا أن الساعة خصت بالذكر لأنها أقل أسماء الأوقات ، وهي ظرف زمان. ولا يستقدمون فدل بهذا على أن المقتول إنما يقتل بأجله. وأجل الموت هو وقت الموت; كما أن أجل الدين هو وقت حلوله. وكل شيء وقت به شيء فهو أجل له. وأجل الإنسان هو الوقت الذي يعلم الله أنه يموت الحي فيه لا محالة. وهو وقت لا يجوز تأخير موته عنه ، لا من حيث إنه ليس مقدورا تأخيره. وقال كثير من المعتزلة إلا من شذ منهم: إن المقتول مات بغير أجله الذي ضرب له ، وإنه لو لم يقتل لحيي. وهذا غلط; لأن المقتول لم يمت من أجل قتل غيره له ، بل من أجل ما فعله الله من إزهاق نفسه عند الضرب له.
اذا جاء اجلهم لا يستأخرون
امثلة على "إذا " في القرأن الكريم
– قال الله تعالى (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ (90) يونس). – قال تعالى:(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ (86) الكهف)
– (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا (11) الجمعة)
– ما في قوله تعالى: " إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴿1﴾ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴿2﴾" [الواقعة 1،2]
وقال تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ الله قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون)( التوبة: ١٢٧). (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُم تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ)(التوبة: ٩٢). (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْن من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَيَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ) (البقرة: ٢٨٢). (.. لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ.
وإما زيادة محسوسة على ما هو معلوم عند الملََك، وما هو مكتوب في اللوح المحفوظ، وأما العمر الذي هو في علم الله تعالى فلا يزاد فيه، ولا ينقص، وهو المقصود بالآية المشار إليها. والتوجيه الأول أوجه وأليق، والتوجيهان معا هما أشهر التوجيهات، لما دلت عليه الآية والأحاديث، وقد ذكرهما الشيخان الحافظ ابن حجر، والإمام النووي عند شرحهما لحديث الصحيحين المتقدم. فقد قال الحافظ في الفتح: (قال ابن التين: ظاهر الحديث يعارض قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [لأعراف:34]. والجمع بينهما من وجهين: أحدهما: أن هذه الزيادة كناية عن البركة في العمر بسبب التوفيق إلى الطاعة، وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة، وصيانته عن تضييعه في غيره ذلك. ومثل هذا ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار من مضى من الأمم، فأعطاه الله ليلة القدر. وحاصله أن صلة الرحم تكون سبباً للتوفيق للطاعة والصيانة عن المعصية، فيبقى بعده الذكر الجميل، فكأنه لم يمت. ومن جملة ما يحصل له من التوفيق العلم الذي ينتفع به من بعده، والصدقة الجارية عليه، والخلف الصالح، وسيأتي مزيد لذلك في كتاب القدر إن شاء الله تعالى.
أما التخيير فذلك لأن الله أنعم على الإنسان بالعقل والإرادة التي تُمكنه من التمييز بين الخير والشر والخيار بينهم، فيُثاب على الخيار الصحيح ويجازى على الخيار الخطأ، وطالما أن الإنسان ملتزم بحدود الله عز وجل ولم يخرج عن أوامره فهو حر وهذا من منطلق الدين. أما من منطلق الفكر فالإنسان حر حرية كاملة طالما لم يتعدى على حدود غيره أو لم يؤذيه، كُل إنسان يختار شكل معيشته ومكان سكنه، وأجاب الشيخ عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على ذلك قائلًا:
"إن الإنسان مخيّر ومسير والثالثة إرادة جعلها الله له، فالإنسان وهو ذاهب ليصلى لديه إرادة وهو ذاهب لبيت الله لا يجبره الله على فعل أمر معين، كذلك الذي لا يصلى لم ينزل الله له ملكًا يمنعه من الصلاة وإنما بيًن له الفريضة وأهميتها وترك له الاختيار". هل الإنسان في هذه الحياة مسير أم مخير؟. إن الأمور المسيرة هي الأقدار والأرزاق، ويجب على الإنسان أن يؤمن بالقدر بشكل مجمل حتى وإن لم يفهمه، فبعض أحكام القدر لا تندرج أسفل فهم الإنسان، ولكن يجب الإيمان بها وأن يثق في حكمة الله عز وجل ولا يعترض على أي شيء مُقدر له، فبالتأكيد يوجد خلفه حكمة. استدلالًا على ذلك من السنة النبوية الشريفة ما ورد عن أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا مكذب بقدر).
هل الإنسان في هذه الحياة مسير أم مخير؟
وقال تعالى: فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا {آل عمران:97}. وقال تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا [آل عمران:145]. وقال تعالى: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً [الإنسان:29]. وفي الحديث: إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده. رواه البخاري. هل الإنسان مخير أم مسير - أجيب. وقد كلف الله الإنسان وألزمه الأحكام باعتبار ما أعطاه من العقل والطاقات والإرادة، فإذا فقد هذه الأشياء فعجز أو أكره أو حبس لم يعد مكلفا. ولا يقال إن الإنسان مسير أو مخير بالإطلاق بل الحق أن الإنسان مخير ومسير، فهو ميسر لما خلق له، أما كونه مخيراً فلأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا {الإنسان: 2،3}
وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بشيء من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، قال عز من قائل: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ {التَّكوير:29} وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة " رواه الترمذي وصححه، وأبو داوود.
ملتقى الشفاء الإسلامي - هل الانسان مخير ام مسير؟
تاريخ النشر: 2008-05-28 13:34:15
المجيب: الشيخ / موافي عزب
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم. الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه. ملتقى الشفاء الإسلامي - هل الانسان مخير ام مسير؟. فضيلة الشيخ أنا - والحمد لله - مؤمنة يقيناً بقضاء الله وقدره، وأن قضاءه سبحانه سبق خلقه، ولا راد لقضائه، وأنه سبحانه ذو العدل المطلق، لا يظلم عنده أحد، ولا يجازى الإنسان إلا بما كسب. أما سؤالي: إذا كانت أفعالا وقرارات كل إنسان مسطورة في كتاب قبل أن يخلق فما هو مدى حريته في اتخاذ قراراته وأفعاله؟ وهل إيمانه وكفره وصلاحه وفسقه من القضاء؟ وهل جزاؤه - الجنة أو النار - من القضاء؟
أرجو أن لا يغضب سؤالي ربي لأني راضية بما قدره لي ربي - والحمد لله - لكن ليطمئن قلبي. أسأل الله الرحيم أن يثبت قلوبنا على دينه، وجزاكم الله خيراً (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ))[الرحمن:60]^. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فايزة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن يملأ قلبك باليقين والتقى، وأن يرزقك الرضى عن الله تبارك وتعالى، وأن يرزقكِ رضاه عنك، إنه جواد كريم.
هل الإنسان مخير أم مسير - أجيب
[20]
القدرية
يرى هذا المذهب أن أفعال العباد وطاعاتهم ومعاصيهم لم تدخل تحت قضاء الله وقدره، فأثبتوا قدرة الله على أعيان المخلوقين وأوصافهم، ونفوا قدرته على أفعال المكلفين، بل نفوا علمه بها قبل أن تقع، وقالوا: إن الله لم يردها ولم يشأها منهم، وهم الذين أرادوها وشاءوها وفعلوها استقلالًا، وأنكروا أن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فأثبتوا خالقًا مع الله، وهو كل مكلف من البشر، وأنكروا تعلق قدرة الله وإرادته بأفعال الناس، فهم على النقيض تمامًا من الجبرية، ولا شك أن هذا غلو في إثبات الاستقلال للقدرة البشرية. [20]
المعتزلة
يرى هذا المذهب أن العبد يفعل فعله بقدرته التي أودعها الله تعالى فيه باختياره، ومعنى فعل العبد هو أنه يخلق فعله ويوجده من العدم بإرادته الحرة، فالفعل ناتج فقط عن قدرة العبد وبلا تدخل من قدرة الله تعالى، وهذا مع إقرارهم أن الله تعالى يعلم ما سوف يكون منذ الأزل، ومع هذا فإن أفعال العباد ليست مخلوقة لله تعالى بل هي مخلوقة للناس، وهم يعللون هذا بأن الأفعال لو كانت مخلوقة لله تعالى للزم على هذا أن يكون العبد مجبورًا، لأنهم لم يتصوروا أمرًا بين الخلق والجبر، فقرروا أنه إن لم يكن مخلوقاً للعبد فإن العبد يكون لا محالة مجبوراً عليه، وكل مقصدهم هو أن يفروا من كون العبد مجبورًا.
فهل الإنسان فعلًا مُسيَّر أَمْ أنك تعتقد هذا فقط؟ نعم.. فقط تعتقد هذا، أنت مُخيَّر وستتحمل مسؤلية الاختيار التي أعطاها الله لك. ولا تعارُض أيضًا بين كَوْنِك مُخيَّرًا وبين قدر الله لك، وسأُبْرِهن لك في باقي المقال أنه لا تعارُض أبدًا. والسبب الأوحد في هذا الالتباس عند البعض: هو الخلط بين مفهوم الإيمان بالقدر وما قدَّره الله للبشر أجمع، وبين اختيار الإنسان بين هذه المقادير. يظُنّ البعض إذا حدث له شيء ما، أن هذا قدره فقط، ولا يضع اعتبارًا لكونه أخذ بأسباب هذا القدر. لنٌوضّح أوَّلًا الفرق بين القدر وبين اختيار الإنسان حتى تتضح الفكرة: القَدَر هو مجموعة من الطرق وضعها الله ووضع لها أسبابًا. فمثلًا وضع الله طريقًا للجنة وطريقًا للنار، ووضع أسبابًا نَصِل بها إلى الجنة وأسبابًا نصل بها إلى النار. وضع الطريقين ووضع أسبابهما، لكن أنت من يختار يأخذ بأسباب أيّ طريقٍ منهما، ولهذا ستستحق أحدهما باختيارك الحرّ. وكلا الطريقين في النهاية قَدَر الله، فالله قدّر الجنة وقدّر النار وقدّر أسبابهما. ولنتحدث بالمنطق أيضًا على نفس المثال: كيف يَخلُق الله الجنة والنار؛ ويَخلُقك مُسيّرًا مُجْبَرًا على دخول أحدهما، كيف يكون هناك ثواب وعقاب؛ وأنت لم تفعل شيئًا بإرادتك لتستحقهما، أهذا شيءٌ يُصدَّق؟ وكيف نُصدِّق ذلك وفي نفس الوقت نؤمن بأن الله مُقْسِط ويضع الموازين القسط ليوم القيامة؟ سأذكر لك آيتين من القرآن العظيم عمّن يظن أنه مُسيَّر: (وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا).