ثم حجة ثالثة: لماذا لم ينتقل من وثن الى وثن ؟ ولماذا انتقل من الشرك الى التوحيد ولم يستمر ، فقد يترك الشيوعي مذهبه ليتحول الى ليبرالي او وجودي او غيره.. فهو انتقل من باطل الى باطل. ونقلة ابراهيم كانت الى حق ابلج واضح على انسان "حدث " في الايمان مستجد فيه.. بل على مؤمن عريق متشبع بالإيمان. اشتركوا مع صفحة فضيلة الدكتور احمد نوفل على الفيس بوك ليصلكم كل جديد
واذ قال ابراهيم لابيه از حقوق
أضف اليه ان في الآية السابقة ذكر السماوات والارض ، وفي طليعة قصة ابراهيم: " وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض " والروابط لا تنتهي. وهذه عينة. المعنى:
" واذا " الواو للاستئناف. و " اذ " الاداة الاكثر استعمالا في القران لبدء المشاهد القصصية. وهي كما سلف مرارا ظرف لما مضى من الزمان. وتكرر القول انها متعلقة بمحذوف: واذكر اذ.. وانها لتركيز الانظار على لقطة معينة او مشهد معين.. " قال ابراهيم لأبيه آزر.. " ما قال. وقبل أن نتبين ما قال ، احب ان اقف هنيهة عند " آزر " فقد روى عدد من المفسرين من بينهم امام التفسير في الثلث الاخير من القرن العشرين: الشيخ الامام الشعراوي رحمه الله ، حيث قال وقالوا: ان آزر هو عم ابراهيم وليس اباه. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ | تفسير القرطبي | الأنعام 74. ودللوا لذلك بأن القران اطلق على العم اب في مثل قوله تعالى:"قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب.. " البقرة 133 واعلم ان من يكتب هذه الكلمات وهذه الاسطر في تفسيره هذه الآية لا يبلغ من الشيخ الشعراوي ولا نصيفه ، ولا يبلغ قطرة في بحر ، ولا كلمة في مجلد علمه. ولكن من حق كل احد مهما بلغ به الضعف ان يقول ما يعتقد ، ويدلي بدلوه ، ويقول حجة ، والحق فوق الجميع ، والقران غالب وهو المرجع واليه المحتكم.
واذ قال ابراهيم لابيه ازر
وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين. عطف على الجمل السابقة التي أولاها وكذب به قومك وهو الحق المشتملة على الحجج والمجادلة في شأن إثبات التوحيد وإبطال الشرك ، فعقبت تلك الحجج بشاهد من أحوال الأنبياء بذكر مجادلة أول رسول أعلن التوحيد وناظر في إبطال الشرك بالحجة الدامغة والمناظرة الساطعة ، ولأنها أعدل حجة في تاريخ الدين إذ كانت مجادلة رسول لأبيه ولقومه ، وكانت أكبر حجة على المشركين من العرب بأن أباهم لم يكن مشركا ولا مقرا للشرك في قومه ، وأعظم حجة للرسول صلى الله عليه وسلم إذ جاءهم بالإقلاع عن الشرك. والكلام في افتتاح القصة بـ " إذ " بتقدير اذكر تقدم عند قوله تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة في سورة البقرة. وآزر ظاهر الآية أنه أبو إبراهيم. ولا شك أنه عرف عند العرب أن أبا إبراهيم اسمه آزر فإن العرب كانوا معتنين بذكر إبراهيم عليه السلام ونسبه وأبنائه. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأنعام - قوله تعالى وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين- الجزء رقم7. وليس من عادة القرآن التعرض لذكر أسماء غير الأنبياء فما ذكر اسمه في هذه الآية إلا لقصد سنذكره. ولم يذكر هذا الاسم في غير هذه الآية. والذي في كتب الإسرائيليين أن اسم أبي إبراهيم ( تارح) بمثناة فوقية فألف فراء مفتوحة فحاء مهملة.
واذ قال ابراهيم لابيه قوق
نَصَّ القرآن الكريم على أنَّ أبا سيدنا إبراهيم عليه السلام اسمه آزر، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ِلأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ ُمبِينٍ) (الأنعام: 74) وَنَصَّ على أنه مات كافرًا على الرغم من وَعْدِ إبراهيم أن يستغفر له ربه قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ ِلأَبِيهِ إَِّلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) (التوبة: 114).
واذ قال ابراهيم لابيه Rdpress
فأولا: هذا قياس مع الفارق. بين ما في اية الانعام واية البقرة. ففي اية البقرة قال ما قال على التغليب. فجلّهم آباؤه ( اي يعقوب). واجداده الا اسماعيل فهو عمه ، فغلب الحكم باعتباره الاكثر. لكن ما الداعي هنا وهو مذكور وحده: لأبيه آزر ؟ هذا امر. وامر ثان ان القران ذكر ابراهيم واباه مرات تزيد على السبع ، بوصف ابيه ، و يا أبت.. أفكل هذه التكرارات بصفة الاب وهو عمه ؟ وامر ثالث: الم تكن القاعدة انه لا محيد عن الحقيقة الى المجاز وعن الظاهر الى غير الظاهر الا لضرورة. وهنا ما لضرورة ؟ لم لا يكون آزر اباه ؟ وامر رابع: اعتمد بعض المفسرين تفسيرا لا أراه صحيحا لقوله تعالى: " وتقلّبك في الساجدين " تنقّلك في اصلاب الموحدين جيلا بعد جيل.. او كما قالوا. واذ قال ابراهيم لابيه از حقوق. فاعتُبر من هذا التفسير وكأنه حقيقة دينية ان آباء الانبياء موحدون وهذا – قطعا- غير ملزم ولا لازم ولا صحيح! وامر خامس: لو كانت هذه حقيقة دينية لم يتركنا القران في عماية ؟ لم لا يقوله عمه ويرفع اللبس ؟ وامر سادس: ازعم ان هذه الاقوال متأثرة لا شعوريا بفكر الشيعة وتفسيراتهم الى الامور ، فلا يرون ابا طالب الا مسلما مؤمنا من خير البرية. ولا يتصورون ان ابا علي يمكن ان يكون كافرا.
واذ قال ابراهيم لابيه از Wordpress
وذلك أن العرب لا تنصب اسمًا بفعلٍ بعد حرف الاستفهام، لا تقول:"أخاك أكلمت"؟ وهي تريد: أكلمت أخاك. قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندي، قراءةُ من قرأ بفتح " الراء" من ﴿آزَرَ﴾ ، على اتباعه إعراب"الأب"، وأنه في موضع خفض ففتح، إذ لم يكن جاريًا، لأنه اسم عجمي. وإنما اخترتُ قراءة ذلك كذلك، [[في المطبوعة: "وإنما أجيزت قراءة ذلك"، وهو كلام فاسد، والصواب ما أثبت وهو في المخطوطة غير منقوط بتمامه. ]] لإجماع الحجة من القرأة عليه. وإذْ كان ذلك هو الصواب من القراءة، وكان غير جائز أن يكون منصوبًا بالفعل الذي بعد حرف الاستفهام، صحَّ لك فتحه من أحد وجهين:
إما أن يكون اسمًا لأبي إبراهيم صلوات الله عليه وعلى جميع أنبيائه ورسله، فيكون في موضع خفض ردًّا على"الأب"، ولكنه فتح لما ذكرت من أنه لمّا كان اسمًا أعجميًّا ترك إجراؤه ففتح، كما تفعل العرب في أسماء العجم. واذ قال ابراهيم لابيه rdpress. [[في المطبوعة: "كما فتح العرب"، والصواب من المخطوطة. ]] = أو يكون نعتًا له، فيكون أيضًا خفضًا بمعنى تكرير اللام عليه، [[في المخطوطة: "تكرير الأمر عليه"، والصواب ما في المطبوعة. ]] ولكنه لما خرج مخرج"أحمر" و"أسود" ترك إجراؤه، وفعل به كما يفعل بأشكاله.
فَيَكُونُ لَهُ اسْمَانِ كما تقدم. وقال مقاتل: آزر لقب، وتارخ اسْمٌ: وَحَكَاهُ الثَّعْلَبِيُّ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ الْقُشَيْرِيِّ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى الْعَكْسِ. قَالَ الْحَسَنُ: كَانَ اسْمُ أَبِيهِ آزَرَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: هُوَ سَبٌّ وَعَيْبٌ، وَمَعْنَاهُ فِي كَلَامِهِمْ: الْمُعْوَجُّ. واذ قال ابراهيم لابيه از wordpress. وَرَوَى الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهَا أَعْوَجُ، وَهِيَ أَشَدُّ كَلِمَةٍ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: مَعْنَى آزَرَ الشَّيْخُ الْهِمِّ [[الهم (بكسر الهاء): الشيخ الفاني. وفي ك: الهرم، وكذا قال الفراء. ]] بِالْفَارِسِيَّةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ صِفَةُ ذَمٍّ بلغتهم، كأن قَالَ يَا مُخْطِئُ، فِيمَنْ رَفَعَهُ. أَوْ كَأَنَّهُ قَالَ: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ الْمُخْطِئِ، فِيمَنْ خفض. ولا ينصرف لأنه على أفعل، قال النَّحَّاسُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: آزَرَ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ آزَرَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا عَاوَنَهُ، فَهُوَ مُؤَازِرٌ قَوْمَهُ عَلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَقِيلَ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْقُوَّةِ، وَالْأَزْرُ الْقُوَّةُ، عَنِ ابْنِ فَارِسٍ.