إجابه السؤال (7) من فعالية إنك لعلى خلق عظيم اليوم السابع من فعالية إنك لعلى خلق عظيم. الصفه البارزه في الحديث هي /
العفو والأعراض عن الجاهلين. ويدخل مع العفو في الحديثين الرحمه والحلم والرفق
الاستشهاد /
في غزوة أحد، مرَّ جيش المسلمين في أثناء سيره ببستان رجل كافر أعمى يُدعى: مربع بن قيظي، فلما سمع حِسَّ الجيش، قال: لا أُحِل لك إن كنت نبيًّا أن تَمرَّ في حائطي، وأخذ في يده حفنة من تراب، ثم قال: لو أعلم ألا أصيب بها غيرَك لرميتُ بها وجهَك، وأساء الأدب مع النبي - صلى الله عليه وسلم. فابتدره القوم ليقتلوه ويؤدِّبوه؛ عقابًا له على سوء أدبه مع خير الخلق - صلى الله عليه وسلم - لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحِلم وعفو ورحمة أمرهم أن يتركوه، ولا يمسُّوه بسوء قائلاً لهم: ((دعوه؛ فإنه أعمى القلب أعمى البصر))[4]. وإنك لعلى خلق عظيم. وايضا /
عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "ما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه في شيء قط، إلا أن تُنتهك حُرمة الله، فيَنتقِم بها لله".....
لـتكن لنا أرواحاً راقـيـة,, نتسـامى عن سفـاسف الأمـور
وعـن كـل مـايخدش نـقائنـا,, نحترم ذاتنا ونـحتـرم الغـير..
عنـدمـا نتحدث.. نتحـدث بِعمـق
ونـطلب بـأدب.. ونشكر بـذوق.. ونـعتذر بِـصدق..
نتـرفـع عـن التفاهـات والقيـل والقـال
نحب بـصمت.. ونغضب بـصمت
وإن أردنا الـرحيل.. نرحـل بـصمت....
انك لعلي خلق عظيم درس عن الاخلاق
عنوان الكتاب: وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المؤلف: صفي الدين المباركفوري حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: شركة كندة للإعلام والنشر سنة النشر: 2006 عدد المجلدات: 3 عدد الصفحات: 1704 الحجم (بالميجا): 28 تاريخ إضافته: 22 / 12 / 2008 شوهد: 19841 مرة رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: الواجهة مجلد 1 مجلد 2 مجلد 3
أي: (لعلى أدبٍ عظيم، وذلك أدبُ القرآن الذي أدَّبه الله به، وهو الإسلام وشرائعه) [1]. ( وتفصيل ذلك: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جَمَع كلَّ فضيلة، وحاز كلَّ خصلة جميلة، فمن ذلك: شرف النسب، ووفور العقل، وصحة الفهم، وكثرة العلم، وشدة الحياء، وكثرة العبادة، والسخاء، والصدق، والشجاعة، والصبر، والشكر، والمروءة، والتودد، والاقتصاد، والزهد، والتواضع، والشفقة، والعدل، والعفو، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، وحسن المعاشرة، وحسن التدبير، وفصاحة اللسان، وقوة الحواس، وحسن الصورة، وغير ذلك حسبما ورد في أخباره، وسِيَرِه صلى الله عليه وسلم) [2]. قال ابن عاشور - رحمه الله: (واعلم أنَّ جماع الخُلُق العظيم - الذي هو أعلى الخُلق الحسن - هو التدين، ومعرفة الحقائق، وحلم النفس، والعدل، والصبر على المتاعب، والاعتراف للمحسن، والتواضع، والزهد، والعفةُ، والعفو، والجود، والحياء، والشجاعة، وحسن الصمت، والتؤدة، والوقار، والرحمة، وحسنُ المعاملة والمعاشرة. انك لعلي خلق عظيم صور. والأخلاق كامنةٌ في النفس، ومظاهِرُها تصرُّفات صاحبِها في كلامِه، وطلاقةِ وجهه، وثباتِه، وحُكمِه، وحركتِه وسكونِه، وطعامِه وشرابِه، وتأديبِ أهلِه ومَن لنظره، وما يترتب على ذلك من حرمته عند الناس، وحسن الثناء عليه والسُّمعة.
انك لعلي خلق عظيم دينا عادل مكتوبه
MahboobaTV | Dena Adel | وانك لعلى خلق عظيم | دينا عادل - YouTube
مدح القرآن الكريم أخلاق نبينا محمد (ص) بقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ 1، ويقول تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ 2، فقد كان نبينا (ص) مدرسة متكاملة للأخلاق، فقد شهد بعظمة أخلاقه (ص) الأعداء قبل الأصدقاء، وغير المسلمين قبل المسلمين. إجابه السؤال (7) من فعالية إنك لعلى خلق عظيم - منتديات قبائل ال تليد. لقد كان (ص) المثل الأعلى في الالتزام بالأخلاق قولاً وفعلاً، وقد كان لأخلاقه (ص) الدور الأكبر للتأثير على الكثير من الناس وجلبهم نحو الإسلام (فقد قام الإسلام على ثلاثة: أخلاق محمد، وسيف علي، ومال خديجة). وفي هذا العصر حيث طغت المادية على كل شيء أحوج ما نكون إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة والسلوك القويم. ومن المؤسف أن نرى البعض من الناس لا يلتزمون بأي أخلاق، ولا يتحلون بأية فضائل، ولا يتصفون بأي مثل إنسانية؛ ومع ذلك يعتبرون أنفسهم من أتباع منهج الرسول ـ ص ـ. والأنكى من ذلك أن يعتبر البعض سوء الأخلاق دليل على قوة الشخصية، والصحيح أن ذلك دليلا على ضعفها؛ لأن الرجال العظام على طول التاريخ كانوا يتميزون بحسن الأخلاق، وحميد الأفعال، وجميل الصفات.
انك لعلي خلق عظيم صور
و منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعت فيه مكارِمُ الأخلاق وصالِحُها، ويدل عليه ما جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ) [5]. وفي رواية: ( صَالِحَ الأَخْلاَقِ) [6] ، بل لم يُذكر خُلُقٌ محمودٌ إلاَّ وكان للنبي صلى الله عليه وسلم منه الحظ الأوفر [7]. و منها: أنه امتثل تأديبَ الله إياه بقوله تعالى: ﴿ خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]. و منها: أنه تأدَّب بآداب الإسلام وشرائعه، ويدل عليه: ما جاء أن قتادةَ سأل أُمَّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها - فقال لها: (يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْبِئِينِي عن خُلُقِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالت: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قلتُ: بَلَى. انك لعلي خلق عظيم دينا عادل مكتوبه. قالتْ: فإنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان الْقُرْآنَ) [8]. والمعنى: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمتثل أوامر القرآن ونواهيه، ويعمل به، ويقف عند حدوده، ويتأدب بآدابه، ويعتبر بأمثاله وقصصه، ويتدبره حق التدبر [9].
الحاجة إلى الأخلاق
تنبع الحاجة إلى تحلي الإنسان بالأخلاق من أن تحقق إنسانية الإنسان إنما تتم بالتزامه بفضائل ومكارم الأخلاق، وعندما يتخلى عن مكارم الأخلاق يفقد الإنسان إنسانيته؛ إذ لامعنى للإنسانية في ظل غياب الالتزام بالمعايير والمثل الأخلاقية. ولذلك حث الإسلام كثيراً على التحلي بالأخلاق الفاضلة، فقد قال رسول الله (ص): (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وعنه (ص) قال: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم) وقال (ص): "أقربكم مني غداً أحسنكم خلقاً وأقربكم من الناس" وقال (ص)" "مامن شيء أثقل في الميزان من خلق حسن" وسئل رسول الله (ص) عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال: "تقوى الله وحسن الخلق". وقد ضرب رسول الله (ص) أروع الأمثلة على حسن أخلاقه، وتحليه بمكارم الأخلاق مما جعل أكثر الناس عداوة لرسول الله (ص) ينجذب له، ويتأثر بخلقه؛ وقد كان لهذه السيرة العطرة أكبر الأثر في دخول الكثير من الناس للإسلام. و انك لعلى خلق عظيم - YouTube. فلنتعلم من نبينا (ص) مكارم الأخلاق، ولنقتدي بسيرته المباركة، كما قال الله تعالى:﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ 3 4
1.
فالآيات الثلاث موضوع البحث جارية على المطرد في الوعد والوعيد في القرآن، والانتقال في الوصف بـ (الكفر) و(الظلم) و(الفسق) من أخف إلى أثقل؛ فالظلم والفسق وإن وقعا على المتوغلين في الكفر، وفق ما دلت عليه القرائن، فإن الفسق أشد وأعظم، ولا يوصف به من الكفرة في كتاب الله إلا شرهم. وإن الظلم بحسب القرائن أشنع من الكفر مجرداً، فحصل بالانتقال في آيات المائدة من أخف إلى أثقل على المطرد في آيات الوعيد، وإن عكس الوارد على ما وضح لا يناسب. ثانياً: جواب الخطيب الإسكافي: بنى وجه التفرقة في ختام الآيات الثلاثة على أساس أن (من) في الآيتين الأوليين بمعنى (الذي) وليست شرطية، وأن الآيتين تتعلقان باليهود فحسب؛ فقوله في الآية الأولى: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} المراد به اليهود، الذين كانوا يبيعون حكم الله بما يشترونه من ثمن قليل يرتشونه، فيبدلون حكم الله باليسير الذي يأخذون، فهم يكفرون بذلك. وقوله في الآية الثانية: { وكتبنا عليهم فيها} إلى قوله: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} معناه: كتبنا على هؤلاء في التوراة، فَرَدَّ الذكر إلى الذين هادوا، وهم الذين كفَّرهم؛ لتركهم دين الله، والحكم بما أنزل، ثم وصفهم بعد خروجهم عن حكم الله في القصاص بين عباده في قتل النفس وقطع أعضائها، بأنهم -مع كفرهم الذي تقدم ذكره- ظالمون، وكل كافر ظالم لنفسه، إلا أنه قد يكون كافر غير ظالم لغيره، فكأنه وُصِفَ في هذه الآية بصفة زائدة على صفة الكفر بالله، وهي ظلمه لعباد الله تعالى بخروجه في القصاص عن حكم الله، ومن لم يحكم في هذه الآية، المراد بهم، الذين لا يحكمون من اليهود.
ثالثها: أن من { لم يحكم بما أنزل الله} إنكاراً له، فهو كافر. { ومن لم يحكم} بالحق مع اعتقاده حقاً، وحكم بضده، فهو ظالم. { ومن لم يحكم} بالحق جهلاً، وحكم بضده، فهو فاسق. رابعها: أن من { لم يحكم بما أنزل الله} فهو كافر بنعمة الله، ظالم في حكمه، فاسق في فعله. رابعاً: جواب الآلوسي: أرجع الآلوسي اختلاف ختام الآيات إلى اختلاف السياق؛ فقد وصف سبحانه أهل الكتاب سبحانه بالأوصاف الثلاثة باعتبارات مختلفة؛ فلإنكارهم ذلك وُصِفوا بـ (الكافرين) ولوضعهم الحكم في غير موضعه وصفوا بـ (الظالمين)، ولخروجهم عن الحق وصفوا بـ (الفاسقين)، وهو يرى أن الخطاب يشمل اليهود وغيرهم، حيث قال: "والوجه أن هذا عام لليهود وغيرهم، وهو مُخَرَّج مَخْرَج التغليظ ذاك، ولم يحسن فيه غيره هناك". خامساً: جواب ابن عاشور: أن المراد بـ (الظالمين) { الكافرون} لأن (الظلم) يطلق على (الكفر) فيكون هذا مؤكداً للذي في الآية السابقة. ويحتمل أن المراد به الجور، فيكون إثبات وصف الظلم لزيادة التشنيع عليهم في كفرهم؛ لأنهم كافرون ظالمون. والمراد بـ (الفاسقين) { الكافرون} إذ (الفسق) يطلق على (الكفر)، فتكون على نحو ما في الآية الأولى. ويحتمل أن المراد به الخروج عن أحكام شرعهم، سواء كانوا كافرين به، أم كانوا معتقدين، ولكنهم يخالفونه، فيكون ذمًّا للنصارى في التهاون بأحكام كتابهم، أضعف من ذم اليهود.
والمثقفون الذين جنوا على التنوير هنا ـ خيانة مبطنة أو عدوانا صريحا ـ نوعان:
1ـ مثقفون مزيفون، هامشيون. ولكنهم إعلانيون شعاراتيون، يأخذون بشعارات التنوير لهذا الأمر أو ذاك؛ دون أن يكون لديهم وعي بالتراث التنويري ومساراته وتحققاته، بل ودون أن يكون لديهم قناعة حقيقية بالشعارات التنويرية التي يرفعونها ويتاجرون بها ماديا ومعنويا. وهؤلاء إذ لا يفهمون التنوير ولا يعون اشتراطاته ولوازمه، وإذ لا يؤمنون بمبادئه حقا، يُصدِّرونه لعموم الناس على هذا الأساس من التفاهة ومن الاستهانة؛ فيصبح ـ في هذا الوعي العمومي المُجَهَّل ـ كلُّ شيء قابلا لأن يكون تنويرا، وبالمقابل، يصبح كلُّ تنوير مجرد شعار عابر لا يستحق الاحترام؛ فضلا عن الالتزام. 2ـ مثقفون بحق، على علم بإرث التنوير وبمساراته وبتحققاته، وهم على قناعة بمبادئه وبدورها الإيجابي الحاسم. ولكنهم يخونون التنوير ويبيعونه سريعا. ومشكلة هؤلاء أن أقدامهم تزلّ عند أول بارقة طمع، بل وربما عن أتفه بارقة طمع. الضعف النفسي عند هؤلاء يجعلهم يدخلون في دوامة المصالح الذاتية أو شبه الذاتية، فلا يرون ـ حينئذٍ ـ التنوير ذاته؛ فيما لو أرادوا رؤيته حقا، إلا من خلال هذه المصالح.
أما الآية الثالثة فإن (من) فيها شرطية، وهي آية عامة تتعلق بكل من لم يحكم بما أنزل الله، فهو فاسق؛ فكانه قيل: من لم يحكم بما أنزل لله منا تقصيراً وتهاوناً، إنه لا يبلغ منزلة الكفر، وإنما يوصف بالفسق، فلذلك قال: فأولئك هم الفاسقون؛ لأنه تقدم قوله تعالى: { وليحكم} وهو أمر، فناسب ذكر الفسق؛ لأن من يخرج عن أمر الله تعالى يكون فاسقاً كما قال تعالى: { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه} (الكهف:50) أي: خرج عن طاعة أمره تعالى. وقد وافق ابن الزبيرُ الإسكافيَّ في توجيه الآيتين الأوليين، بينما خالفه وانتقده في توجيه الآية الثالثة، حيث رأى أن الآيات الثلاثة خطابها عام كما تقدم. ثالثاً: جواب الكرماني: ذكر الكرماني أربعة أقوال في توجيه الاختلاف بين الآيات الثلاثة:
أولها: أن الآية الأولى خُتمت بقوله: { فأولئك هم الكافرون} لأنها نزلت في حكام المسلمين. وختمت الآية الثانية بقوله: { فأولئك هم الظالمون} لأنها نزلت في حكام اليهود. وخُتمت الآية الثالثة بقوله: { فأولئك هم الفاسقون} لأنها نزلت في حكام النصارى. ثانيها: أن (الكفر) و(الفسق) و(الظلم) كلها بمعنى واحد، وهو (الكفر) عبر عنه بألفاظ مختلفة؛ لزيادة الفائدة، واجتناب صورة التكرار.
والذي نقرره أولاً، أن مذهب جمع من السلف أن هذه الآيات الثلاث نزلت في أهل الكتاب، وهو اختيار الطبري في تفسيره، وهناك أقوال أخرى ذكرها المفسرون، والراجح -وإن كان السياق في أهل الكتاب- أن ظاهر هذه الآيات العموم، وإلى ذلك ذهب ابن مسعود رضي الله عنه وعدد من التابعين؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. والسؤال الوارد هنا: لِمَ افترقت ختام الآيات الثلاث مع وحدة الموصوفين بها؟ حيث وصفت الآية الأولى من لم يحكم بما أنزل الله بأنه من (الكافرين)، ووصفت الآية الثانية من لم يحكم بما أنزل الله بأنه من (الظالمين)، ووصفت الآية الثالثة من لم يحكم بما أنزل الله بأنه من (الفاسقين)، فما وجه هذا الافتراق وما توجيه؟
أجاب المفسرون بعدة أجوبة عن السؤال موضوع البحث، ونحن نذكر بعض أجوبتهم، بما يكشف وجه اختلاف ختام الآيات الثلاثة.
هل يتقدم العالم العربي حقا؟ أم لا يزال كحاله منذ قرنين؛ يواصل مسار انتكاسات الحلم التقدمي، تحت رايات رُوّاد الأحلام التقدمية بالذات؟ والمقصود بالتقدم هنا: التقدّم الحقيقي الذي يعكس تحقّقات الإرث التنويري ـ بتصوراته الكبرى/ مبادئه الأولى ـ في الواقع. أنا متشائم إلى حد بعيد، ليس بالنظر إلى "الحصاد المر" بعد قرنين من محاولات الاستزراع، وإنما ـ وهو الأخطر ـ بالنظر إلى المتوقع "تنويريا" في المستقبل القريب، حيث مجمل التحولات ـ فضلا عن المُستقرّات ـ في نظام الوعي الثقافي العربي، تشير إلى انتكاساتٍ مُتتابعة تعود بِمَعَاقِد الأحلام الكبرى إلى تراث الأسلاف بكل ما في هذا التراث من مقومات ومُحَفزّات التطرف والتخلف والانحطاط والانغلاق المرضي على الذات. لقد انبعث عصر التنوير الأوروبي من رحم العقلانية التي تستمد روحها النابضة من مُوَاضَعات العلم التجريبي المختال بإنجازاته آنذاك (ونموذجه الأمثل: علم نيوتن). ما يعني أن عصر التنوير كان عصر الإيمان بالعقل وبالعلم، في مقابل نقد وتفنيد التصورات اللاّعقلانية واللاّعلمية، و وضعها في دائرة الخيال الجامح أو الأوهام الحالمة، هذا في أحسن الأحوال. وإذ تتعمّم القوانين العلمية بناء على فرضية وحدة القوانين الطبيعية، يتعولم العقل بالضرورة، وتصبح العقلانية واحدة؛ فتتعولم الإنسانية بالتبع، بالنظر إلى وحدة العقل المُعَاين، وبالنظر أيضا إلى وحدة القوانين التي يشتغل عليها هذا العقل.
لكن، كل هذا كان موجودا وباستمرار. المحاولات موجودة، والحلم التنويري كان ملهما لأجيال، وتضحيات الرواد مرصودة، والشعارات كانت تَعِد بالكثير. فهل كان كل هذا عبثا أو أكاذيب عابرة؟ وإن كان حقائق على أرض الواقع؛ فأين ذهب كل هذا، وكيف تَقَشّعت غمائمه عن قحط عام؟
الأسباب كثيرة بلا شك، ويد التاريخ الخفية يصعب تتبع آثارها. ولكن يبقى القَدْرُ المتاح للرصد يحكي أن "مسار التنوير" انتهى إلى "خيبة أمل" لامست قاعَ الإحباط، وكان "الفاعل الثقافي" شريكا أساسيا في وصول التنوير إلى طريق مسدود، ثم إلى التردي في سلسلة انتكاسات صريحة وغير صريحة، انتكاسات تُبَاع فيها تضحيات كبار الرواد، مع آمال وتطلعات ملايين الحالمين، بأبخس وأخس الأثمان. لقد تصدر المشهد التنويري بعد جيل الرواد الكبار مثقفون أو مُدّعو ثقافة. جيل الرواد حقق انتصاره المحدود بأن جعل الشعارات التنويرية محل إغراء لمن يريد وضع نفسه في الجبهة التقدمية ضد الجبهة الأخرى: الرجعية الماضوية. ولكن، ليس كل من تصدر المشهد كان مثقفا بحق، وليس كل مثقف بحق كان مخلصا للتنوير، وليس كل مخلص للتنوير كان مخلصا على طول الطريق. في تقديري أن مسار التنوير تعرّض لما يشبه الخيانة من الوسط الثقافي بالذات.