مركز أبحاث علوم ومعارف الحديث
دعاء ابو حمزه الثمالي المقدسي
وهي إشارة إلى قوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَان﴾ [6]
ثم يشير الإمام (ع) إلى مضمون هذا الحديث القدسي المتداول على الألسن: «كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف... » [7] قال:
«بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتَنِي إِلَيْكَ، وَلَوْ لاَ أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ... دعاء أبي حمزة الثمالي - ويكيبيديا. ». وفي إشارة إلى قوله تعالى: ﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ [8] يقول (ع):
«وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي، وَإِنْ كُنـْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي... ». ثم يتطرق إلى الإقرار بأنّه تعالى الوحيد الذي لن يخيب أحداً يدعوه، فقال (ع):
«الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْعُوهُ وَلاَ أَدْعُو غَيْرَهُ، وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لِي دُعَائِي، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرْجُوهُ وَلاَ أَرْجُو غَيْرَهُ، وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأَخْلَفَ رَجَائِي، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَكَلَنِي إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي، وَلَمْ يَكِلْنِي إِلَى النَّاسِ فَيُهِينُونِي... ».
وقد ورد الدعاء في جملة أدعية أسحار شهر رمضان المبارك ، حيث يحتوي على مفاهيم كثيرة ومهمّة في التوبة والإنابة وشحذ الهمم لإصلاح النفس ، ولذا حضى هذا الدعاء بأهميّة ومكانة عاليتين. وبسبب عشق وعلاقة العالم الأخلاقي المعاصر سماحة آية اللّه الحاج الشيخ علي الأحمدي الميانجي رحمه الله بهذا الدعاء الشريف ، فقد بدأ بخطوة كبيرة في مجال شرحه وتوضيحه ، ولكنّه ـ للأسف ـ لم يتمّ هذا العمل. نعم ، إنّ الفقرات المتبقية من شرح هذا الدعاء كانت بحجم معتنى به بحيث شكّلت الكتاب الذي بين أيدينا ، ولا يخفى أنّه أحد مؤلّفاته رحمه الله العديدةً. منتدى جامع الائمة الثقافي - دعاء ابو حمزة الثمالي بصوت ميثم التمار. إنّ مركز أبحاث علوم ومعارف الحديث ، وبالالتفات إلى هذا البعد المهمّ من الأحاديث الذي بيّن على شكل دعاء ، ولإجل تكريم جهود هذا العالم الجليل المتخلّق بالأخلاق الإنسانية والذاكر للآخرة ، أقدم على تحقيق ونشر هذا الأثر. ولذا نجد لزاما على أنفسنا أن نقف إكراما لهذا العالم ، سائلين اللّه تعالى له علوّ الدرجات. كما ونتقدّم بالشكر لجهود نجله سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ مهدي الأحمدي الميانجي ، الذي زوّدنا بالنسخة المخطوطة للمؤلّف ، ونتقدّم أيضا بالشكر الجزيل للمحقّق جناب الشيخ مهدي هوشمند ، الذي أخذ على عاتقه التحقيق العلمي لهذا الكتاب.