الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الرياء الذي يكون شركا أكبر هو الرياء في أصل الإيمان، كرياء المنافقين، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا {النساء:142}. وأما الرياء الصادر من المسلم في الأعمال، فالأصل فيه أنه شرك أصغر غير مخرج من الملة، كما جاء في الحديث عن محمود بن لبيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: " الرياء " إن الله يقول: " يوم تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء " أخرجه أحمد ، وصححه الألباني. حكم الرياء شرك أكبر أو أصغر - دروب تايمز. وجاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال: قد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال: اتقوا الرياء، فإنه الشرك الأصغر -. والرياء ينقسم قسمين:
فإن كان الرياء في عقد الإيمان، فهو كفر ونفاق، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار، فلا يصح أن يخاطب بهذا الحديث. وإن كان الرياء لمن سلم له عقد الإيمان من الشرك، ولحقه شيء من الرياء في بعض أعماله، فليس ذلك بمخرج من الإيمان إلا أنه مذموم فاعله، لأنه أشرك في بعض أعماله حمد المخلوقين مع حمد ربه، فحرم ثواب عمله ذلك.
حكم الرياء شرك أكبر أو أصغر - دروب تايمز
وقد نقل عن جماعة من السلف أنهم قالوا إن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر ؛ محتجين بقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً). أخرجه أحمد (27742) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (1555). وكذلك بقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( لأن أحلف بالله كاذبًا أحب إلي من أحلف بغيره وأنا صادق). أخرجه المنذري في " الترهيب والترغيب "(4/58) ، وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (2562). فهذا قد يستدل به على ترجيح هذا النوع بخصوصه من الشرك الأصغر: الحلف بغير الله ، على خصوص الذنب المذكور معه: الحلف كاذبا ، لا أن ذلك يدل على أن كل ما قيل إنه من الشرك الأصغر ، شر من كل ما قيل إنه من الكبائر ؛ بل هذا كما قلنا من حيث الجنس والعموم ، لا من حيث الآحاد ؛ فمن الكبائر العظيمة ، ما هو أشنع من سواه من الشرك الأصغر.
الإجابة: الرياء من الشرك الأصغر، لأن الإنسان أشرك في عبادته أحداً غير الله،
وقد يصل إلى الشرك الأكبر، وقد مثَّل ابن القيم رحمه الله للشرك
الأصغر بـ: "يسير الرياء"، وهذا يدل على أن كثير الرياء قد يصل إلى
الشرك الأكبر. قال الله تعالى: { قل إنما أنا بشر مثلكم
يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً
صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}، والعمل الصالح ما كان
صواباً خالصاً، والخالص ما قصد به وجه الله، والصواب: ما كان على
شريعة الله، فما قصد به غير الله فليس بصالح، وما خرج عن شريعة الله
فليس بصالح ويكون مردوداً على فاعله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو
رد "، وقال: " إنما الأعمال بالنيات
وإنما لكل امرئ ما نوى " الحديث. قال بعض العلماء: هذان الحديثان ميزان الأعمال، فحديث النية ميزان
الأعمال الباطنة، والحديث الآخر ميزان الأعمال الظاهرة
" مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني -
الطاغوت والشرك "
محمد بن صالح العثيمين
كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية
81
34
254, 787
وعن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا استعطرت المرأة فمرتْ على القوم ليجدوا ريحها، فهي كذا وكذا))، قال: قولًا شديدًا؛ أخرجه أبو داود، قال الإمام القرطبي - رحمه الله -: "والشريعة طافِحةٌ بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورةٍ.... فإن مست الحاجة إلى الخروج فليكن على احتشامٍ وتستُّرٍ تام". هذا، وقد ذكر أهلُ العلم ضوابط وشروطًا للحجاب المراد، وهي: أن يكون ساترًا لجميع البَدَن، وأن يكونَ كثيفًا غير رقيق ولا شفاف، وأن يكون واسعًا غير ضيقٍ، لا يُجَسِّم العورة، ولا يظهر مفاتِن المرأة، وألا يكون زينةً في نفسه أو ذا ألوانٍ جذابةٍ يلفت الأنظار، وألا يكون معطرًا، وألا يشبه لباس الرجال، أو لباس الكافرات والفاجرات. ما هو الحجاب الحاجز. بارك الله لي ولكم في القُرآن والسُّنَّة, ونفعني وإياكم بما فيهما من الهدى والحكمة. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
حكم الحجاب في حق المرأة المسلمة - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام
يعتبر الحجاب دليلا على استقلالية شخصية الفتاة المسلمة إذ أنها عندما تطبق ما فرضه الله عليها في عصر مليء بالفتن، تثبت لنفسها وللناس من حولها أنها ذات إرادة وحرية كافيتين لاختيار ما يفيدها والبعد عن ما يضرها. إن الفتاة بارتدائها لحجابها تقتدي بزوجات النبي أمهات المؤمنين وبالسابقات من الصحابيات رضوان الله عليهن، فترفع بذلك درجات عند رب العالمين فيشملها من الله نور ورضوان. لقد فطر الله عز وجل الرجال والنساء على الفطرة القويمة، فجعل في الرجل الغيرة والمروءة والحرص على الشرف والعرض وجعل في المرأة الحياء وحب التعفف فكان الحجاب تأكيدا لتلك المعاني الطاهرة. ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: لف الحجاب بطريقة عصرية
تعريف الحجاب
لعرض مقدمة عن أهمية الحجاب متكاملة لابد من معرفة معنى الحجاب، فالحجاب في اللغة هو الستر أو الغطاء وقد وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على هذا المعنى. والحجاب هو كل ما يحول بين شيئين، مثل قوله تعالى "ومن بيننا وبينك حجاب"، ومن معانيه أن يحجب أحد الورثة الآخر فيمنعه من أن يرث أو يجعله يأخذ نصيبا أقل. حكم الحجاب في حق المرأة المسلمة - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام. أما عن الحجاب عند اصطلاح الفقهاء فله عدة تعريفات منها،
كل لباس يستر المطلوب ستره من جسد المرأة،
ومنه أن تقوم المرأة بستر كل جسدها عن غير محارمها من الرجال الأجانب عنها.
أن يكون الحجاب فضفاض: فلا يجوز أن يكون [[كيف يكون لباس المراة المسلمة|اللباس] ضيّقاً يصف تقاسيم الجسم ويكشفها، ويشمل ذلك الجسم كله فليس الحجاب محصوراً على تغطية وستر الرأس فحسب؛ بل هو ستر جميع البدن والرأس وتغطيتهما بما يلائم أحكام الشريعة. ألّا يكون رقيقاً؛ فلا يكشف ما تحته من الجسد أو الثياب؛ ممّا يثير الفتنة لدى الطرف الآخر، وقد نبَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسماء بنت أبي بكر عندما دخلت عليه وهي تلبس ثياباً رقيقة؛ حيثُ قال لها: (يا أسماءُ إن المرأةَ إذا بلغتِ المَحِيضَ لم يَصْلُحْ أن يُرَى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهِه وكَفَّيْهِ) ، [٥] فلم يعتبر رسول الله -صلى الله عليه- وسلم ما كانت تلبسه أسماء حجاباً؛ لأنه كان يُظهر ما تلبسه تحته؛ ممّا يُثير الفتنة وينزع الدور الرئيس للحجاب وهو السّتر والتغطية. ألّا يكون في الحجاب صفاتٌ من لباس الرجال؛ حيثُ إن التشبّه بالرجال منهيٌ عنه، لما في ذلك من تغيير لخلق الله، ولبس ما لا يوافق الحجاب الشرعي، وقد جاء في ذلك: ( لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ؛ المتشبِّهاتِ بالرِّجالِ منَ النِّساءِ والمتشبِّهينَ بالنِّساءِ منَ الرِّجالِ) ؛ [٦] فلا يجوز للنساء التشبه بالرجال من ناحية اللبس أو غير ذلك، كما لا يجوز للرجال التشبّه بالنساء.