(وجملة قولنا " أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاءوا به من عند الله وبما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا؛ وأن الله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً ؛ وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية وأن الله يبعث من في القبور.
الدرس(35) قوله تعالى{ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وحقيقة ذلك يرجع إلى تمثيل الشيءبنظيره وإدراج الجزئي تحت الكلي وذاك يسمى "قياس التمثيل" ؛ وهذا يسمى "قياس الشمول" وهما متلازمان فإن القدر المشترك بين الأفراد في قياس الشمول الذي يسميه المنطقيون الحد الأوسط هو القدر المشترك في قياس التمثيل الذي يسميه الأصوليون الجامع ؛ والمناط ؛ والعلة؛ والأمارة ؛ والداعي؛ والباعث؛ والمقتضي ؛ والموجب ؛ والمشترك ؛ وغير ذلك من العبارات.
" مجموع الفتاوى" (19/17).
امتناع التسلسل في المؤثرين
وأصر سارتر على أن العلاقات بين البشر ليست سوى علاقة تصادمية المضمون. لقد أعطت فلسفة سارتر الوجودية الأولوية للوجود الفردي، وضرورة أن يشق الإنسان طريقه في الحياة بمعزل عن واقع المجتمع وطبيعة المعطيات والظروف الحاكمة له. فالإنسان الوجودي هو إنسان فردي أو فرداني النزعة بالدرجة الأولى. إنه شخص غير امتثالي، أي غير حريص على التأقلم مع المجتمع. وبالطبع، هذه رؤية غير بناءة، ولا تخدم فكرة قيام مجتمع العيش المشترك. في مقابل سارتر، بدا هناك طرح مثالي قدمة ايمانويل لوفيناس، ركّز حول معنى الذات الإنسانية في علاقتها مع الآخر. لكن كثيرين رفضوا المعضلات التي طرحتها مثالية لوفيناس وتشاؤم سارتر، الذي أصر على أن العلاقات بين البشر لايمكن أن تكون إلا تصادمية، أو تنازعية. الدرس(35) قوله تعالى{ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات}. ويرتبط مفهوم العلاقة بين البشر بمفهوم أكثر مركزية هو الحرية الفردية. وعلى صعيد الغرب، اعتُبر فلاسفة فرنسا وبريطانيا هم رواد مفهوم الحرية الفردية، في الوقت الذي ركز فيه الفلاسفة الألمان على حرية الأمة في الإطار الكلي. وهكذا، كان فيخته يتحدث عن حرية الأمة الألمانية وعظمتها دون اكتراث بالحرية الفردية. أما هيغل فرأى أن كل ما يحدث في التاريخ يعد أمراً عقلانياً، لأنه "حتمي" وضروري للتطور، حتى وإن كانت تلك الأحداث ليست سوى مجازر وحروب.
وهذه الانحرافات تشمل كل ما يُبث ويُنشر لزعزعة فكر الأمة وعقيدتها، سواء كان من قِبَل أهل البدع والأهواء، أو أصحاب المبادئ الإلحادية، والأفكار التغريبية، والمناهج الإباحية، أو من خلال حملات التشويه بأنواعها، عبر وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التثقيف المتنوعة من التلفاز والكتاب، والمجلة والجريدة، والمقاطع الصوتية والمرئية. امتناع التسلسل في المؤثرين. وزاد الطين بلة ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الأجهزة المسماة بالذكية، حيث صار كل من شاء يقول ما شاء وينتشر كلامه في الآفاق بضغطة زر، ولهذا فإن الخطر يتعاظم، والشر ما لم يواجه بحزم وحسم فسوف ينتشر. وسائل محاربة الأفكار المنحرفة:
إن أنجع وأنجح وسيلة لمحاربة هذا الطوفان من العقائد الباطلة والمذاهب الهدَّامة، تتكون من شقي:
الأول- تحصين أبناء المسلمين من هذه المذاهب؛ وذلك ببث العقيدة الصحيحة والفكر السليم، وتثبيتهما في القلوب والعقول، وهذه مهمة جليلة ينبغي أن تشارك فيها الأجهزة الرسمية في الدول الإسلامية، والعلماء والمشايخ والدعاة وأرباب الفكر السليم. الثاني- أن تنفر طائفة من المسلمين للقيام بواجب الاحتساب الفكري؛ وذلك ببيان بطلان هذه المذاهب والأفكار وانحرافها، وإظهار قُبح حقيقتها للمنبهرين بزخرفها، ومحاورة أربابها وتزييف ما لديهم من بهارج لا حقيقة لها، كل ذلك بالأدلة النقلية الصحيحة، والحجج والبراهين العقلية الصريحة.