وإذا كانت هذه الآية الكريمة تدل على أن الصلوات المفروضات والنوافل من أعظم الحسنات الماحية للسيئات، فإن السنة صرّحت بهذا ـ كما تقدم ـ بشرط اجتناب الكبائر. فليبشر الذين يحافظون على صلواتهم فرضها ونفلها بأنهم من أعظم الناس حظاً من هذه القاعدة القرآنية: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ، ويا تعاسة وخسارة من فرطوا في فريضة الصلاة!! 2 ـ ومن تطبيقات هذه القاعدة، ما رواه الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: أن رجلا أصاب من امرأة قُبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} فقال الرجل: يا رسول الله ألي هذا؟! هل السيئات يذهبن الحسنات؟. قال: "بل لجميع أمتي كلهم" (8). 3 ـ قصة توبة القاتل الذي قتل تسعةً وتسعين نفساً ـ وهي في الصحيحين ـ وهي قصة مشهورة جداً، والشاهد منها، أنه لما انطلق من أرض السوء إلى أرض الخير: "أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط، فأتاه ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة" (9).
هل السيئات يذهبن الحسنات؟
اهـ. مرحباً بالضيف
القاعدة الخامسة والأربعون: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) - الكلم الطيب
فإلى كل من أسرف على نفسه، وقنّطه الشيطان من رحمة ربه، لا تأيسنّ ولا تقنطن، فهذا رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فلما صحّت توبته، رحمه ربه ومولاه، مع أنه لم يعمل خيراً قط من أعمال الجوارح سوى هجرته من بلد السوء إلى بلد الخير.. أفلا تحرك فيك هذه القصة الرغبة في هجرة المعاصي، والإقبال على من لا سعادة ولا أنس إلا بالإقبال عليه؟! وتأمل في هذه الكلمة المعبرة، التي قال الحسن البصري رحمه الله: "استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، وإنكم لن تجدوا شيئا أذهب بسيئة قديمة من حسنة حديثة، وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب الله: {إن الحسنات يذهبن السيئات}(10). اللهم ارزقنا حسناتٍ تذهب سيئاتنا، وتوبة تجلو أنوارها ظلمة الإساءة والعصيان، والحمد لله رب العالمين. ________________
(1) ينظر: فتح القدير 2/678. (2) وفي بعض النسخ: صحيح، وقد استبعد هذا ابن رجب في تعليقه على هذا الحديث في "جامع العلوم والحكم" ح (18). (3) الترمذي (1987) وقد رجح الدارقطني إرساله، وانظر تعليق ابن رجب عليه في "الجامع" ح (18). (4) ينظر: التحرير والتنوير (7/284). (5) مسلم (121). (6) مسلم (233). (7) تفسير البغوي (4/313). القاعدة الخامسة والأربعون: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) | موقع المسلم. (8) البخاري (503)، ومسلم (2763).
القاعدة الخامسة والأربعون: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) | موقع المسلم
فهذا الحديث يدل على أن الله تعالى يمهل العبد هذه المدة بعد ما يرتكب ذنباً لعله يستعتب ويستغفر ويعمل عملاً صالحاً يمحو الله به عنه سيئاته كما قال سبحانه وتعالى في كتابه: "إن الحسنات يذهبن السيئات". سورة هود. وأما سؤالك هل الاستغفار تمحى به الذنوب فالجواب: نعم إذا صاحب ذلك توبة نصوحاً وعملاً صالحاً ورد المظالم إلى أهلها. قال تعالى: " ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً "وقال: " فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم. " فهذا شامل لكل الذنوب فمن تاب من شيء منها واستغفر وأصلح عفا الله عنه ما سلف وتاب عليه. وأما ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يمسك لسانه عمن أساء إليه فنقول له إن الأفضل لك أن تعفو عنه وتصفح. وإن كنت ستأخذ حقك فلا تحملنك إساءته إليك وظلمة لك على أن تظلمه. قال تعالى: "وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمة فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم. ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" سورة الشورى. القاعدة الخامسة والأربعون: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) - الكلم الطيب. هذا والله أعلم
فتلاها رسول الهدى على الرجل المغموم المهموم، فقام وقال وقد انتشى من الفرح وغمرته السعادة: ألي هذه يا رسول الله؟! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هي لك، ولمن عمل بها من أمتي". عباد الله: ولنا مع هذا الحدث أحاديث ووقفات:
الوقفة الأولى: أن الخطأ والتقصير لازم لكل نفس منفوسة مهما بلغت من الصلاح والتقى، فهذا الإنسان يستمليه الإغراء، ويمليه الإغواء، كل بني آدم خطاء. من الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط
إذا تقرَّر هذا فلا يعني ذلك التهوين من شأن المعصية أو تسويغها وتبريرها، بل المقصود كيف يكون التعامل معها، وكيف يكون الحال بعدها!! ومجتمع الصحابة لم يكن مجتمعًا ملائكيًّا؛ فهم بشر يعتريهم ما يعتري البشر من الجهل والخطأ والهوى، وهذا نوع من الضعف: (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً) [النساء: 28]. ان الحسنات يذهبن السيئات اعراب. لقد خاطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحابته وأسمعهم مرارًا قوله: "والَّذي نفسي بيدِه، لَو لم تُذْنِبوا، لذهَبَ اللَّه بكُم، ولجاء بقومٍ يُذْنِبون فيستغفرون الله، فيغْفر لهم" ، لكنهم -رضي الله عنهم- كانت لهم قلوب حية، ونفوس زاكية بتعظيم الله وإجلاله، فيزعجهم ألم المعصية، وتقلقهم حرارة الخطيئة. وهكذا الإيمان يفعل في أهله، وهكذا ينبغي لكل مؤمن أن تكون له نفس لوامة إن ظلم وتعدى، له قلب خفاق بطلب التوبة والأوبة، له لسان لهاج بطلب العفو والمسامحة.
إنجازات المسابقة بالأرقام 1117 متسابقا من مختلف الجنسيات 50 كويتيا بين المتسابقين 1027 متسابقا من الجنسية العربية 40 متسابقا من الناطقين بغير العربية 7 فئات مختلفة للمسابقة:إقرأ المزيد
جريدة الرياض | رئيس جمعية تحفيظ القرآن بالشماسية ل«الرياض»: هنيئاً لأهل القرآن وجماعات التحفيظ بجائزة الأمير فيصل بن بندر
بسام السلمان
إن حديثي في هذا اليوم عن تلك الفتاة العظيمة.. التي حازت على الفضل، وعن تلك الام المجدّة التي لحقت بالركب إلى أن استضاءت لها دروب الخير، وسمَتْ نفسها وعلت على الغير، وأسرعت في الخطى تحث السير، فأصبحت تُنافس في عالم حافظات القرآن، فهي بذلك تلحق بركب أهل الله وخاصته. إنـني أبعث حديثي هذا إلى صفوة الفتيات، إلى تلكم الدرة الثمينة، أبعثه إليكن بمداد الأخوة، وورق الصدق: أفخري بنفسك ولتفخر بك أمتك. نعم إن حافظة كتاب الله من المباركات، وهي أولى الناس بأن تفخر بنفسها وحق على أمتها أن تفخر بها. فقد شُرّفتِ وكُرمتِ لشرف العلم الذي تحملين. هنيئا لك حفظ كتاب الله. * يا حافظة القرآن لك يجب التوقير والاحترام…لما جاء في الحديث ( إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه) حديث حسن. بل يكفيك شرفاً وعزةً وفخراً أنك من أهل الله وخاصّته، فيكفي أهل القرآن شرفًا أن أضافهم الله إلى نفسه، واختصهم بما لم يختص به غيرهم، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ( إن لله أهلين من الناس، فقيل: مَن هم؟ قال أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته) رواه أحمد. وشخصية اليوم هي بسملة الزعبي وأمها، فلقد تفوقت البنت على أمها وأصبحت مدرستها ومعلمتها، وقد كنا نعرف أن الأم دائما تكون المعلمة والبنت هي الطالبة لكن الأمر تغير وأصبحت الأم تتعلم على يد ابنتها المعلمة وهذا ما حصل مع بسملة الزعبي عندما حصلت على سند القرآن الكريم منذ 6 سنوات وما تزال الآن على مقاعد المدرسة كطالبة توجيهي علمي.
- فريد عمادي: القرآن هو الحصن الحصين الذي يقي غوائل هذا العصر المضطرب - يوسف المرزوق: خرّجنا حتى الآن بفضل جهود المشايخ 79 حافظاً للقرآن بالسند المتصل منذ عام 2012 - يوسف عبدالرحمن: المسابقة تسدّ فراغاً كبيراً لدى الشباب ونأمل أن تكون هناك مشاركة نسائية من كل الأعمار - خالد الخراز: المسابقة حققت نتائج حميدة وعظيمة ومشهودة ونثمّن كل الأعمال التي ساهمت في إنجاحها نال 50 متسابقاً في مسابقة المغفور لهم بإذن الله تعالى وليد خالد يوسف المرزوق ونجليه خالد وعبدالله للقرآن الكريم وتجويده وتفسيره، شرف النجاح وسط مشاركة 1050 متسابقاً من مختلف الجنسيات داخل الكويت. ورغم الأوضاع الصحية في البلاد، إلا أن القائمين على المسابقة حرصوا على تنظيمها هذه المرة إلكترونياً، وكان النجاح حليفاً لهذه المسابقة المباركة في تدارس القرآن الكريم، خصوصاً أن الجهود المبذولة حريصة كل الحرص على إقامتها لما لها من فوائد تعود بالنفع على المجتمع وعلى الفرد. شارك في المسابقة 70 كويتياً نجح منهم 14، وحاز جميع المشاركين شرفاً منقطع النظير، محققين أسمى الأماني في دراسة القرآن الكريم وحفظه وتجويده، والمشاركة في مسابقاته وتحقيق النجاحات تلو النجاحات التي تحفظ ديننا الإسلامي.