قال محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله: هو عمران بن ياشم بن أمون ميشا بن حزقيا بن أحريق بن يويم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن أجريهو بن يازم بن يهفاشاط بن إنشا بن أبيان بن رخيعم بن سليمان بن داود عليهما السلام, فعيسى عليه السلام من ذرية إبراهيم كما سيأتي بيانه في سورة الأنعام, إن شاء الله تعالى, وبه الثقة. قوله: 34- "ذرية بعضها من بعض" نصب ذرية على البدلية مما قبله قاله الزجاج، أو على الحالية قاله الأخفش، وقد تقدم تفسير الذرية، وبعضها من بعض في محل نصب على صفة الذرية، ومعناه متناسلة متشعبة أو متناصرة متعاضدة في الدين. وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن من طرق قال: قال أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله يا محمد إنا لنحب ربنا، فأنزل الله "قل إن كنتم تحبون الله" الآية. ذرية بعضها من بعض.. والد جلال أمين الذى أراد أن يغير الدنيا من حوله - اليوم السابع. وأخرج الحكيم الترمذي عن يحيى بن كثير نحوه. وأخرج أيضاً ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج نحوه. وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير في قوله "قل إن كنتم تحبون الله" أي: إن كان هذا من قولكم في عيسى حباً لله وتعظيماً له "فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" أي: ما مضى من كفركم "والله غفور رحيم".
تفسير قوله تعالى: ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم
لست أدري كيف حييته وأنا في دهشة وابتهاج من تلك المفاجأة الكبيرة، ولكني أذكر أنه حياني باسماً بالسلام عليكم وظل قابضاً على يدي حتى دخلنا الخيمة... مهما قيل في ابن سعود، فهو رجل قبل كل شيء.. رجل كبير القلب والنفس والوجدان. عربي تجسمت فيه فضائل العرب إلى حد يندر في غير الملوك الذين زينت آثارهم شعرنا وتاريخنا). أما كرم عبد العزيز، فالأحاديث فيه لا تعد ولا تحصى، غير أنني أكتفي هنا بالقصة التالية التي أوردها محمد المانع في كتابه الذي أشير إليه آنفاً: (كان الملك عبد العزيز مسافراً ذات مرة، فغرز عدد من سيارات حاشيته، ورفض، كعادته، أن يترك مكانه حتى يتأكد أن جميع السيارات قد خرجت من الرمل. وفي أثناء ذلك نزل من سيارته وجلس في ظل شجرة. وفجأة وقف أمامه بدويّ لم يعرف أنه الملك، لأنه كان يلبس ثوباً بسيطاً وغترة. ثم جلس بجانب جلالته وقال له: أين الشيوخ ؟ فأجابه مبتسماً: لابد أنه مع الرجال الذين تراهم. وانتظر البدويّ أن تسنح له فرصة لرؤية الملك. وحين أخرجت جميع السيارات من الرمل استعد جلالته لترك المكان، وأخذ حفنة من الريالات وأعطاها إياه. تفسير قوله تعالى: ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. وحينئذٍ مدّ البدويّ يده وقال: السلام عليك يا عبد العزيز. فسأله الملك: كيف عرفت أني عبد العزيز ؟ فقال: لا أحد يعطي بكرم مثلك).
ذرية بعضها من بعض.. والد جلال أمين الذى أراد أن يغير الدنيا من حوله - اليوم السابع
والمعنى: أن أولئك المصطفين الأخيار بعضهم من نسل بعض، فهم متصلو النسب، فنوح من ذرية آدم، وآل إبراهيم من ذرية نوح، وآل عمران من ذرية آل إبراهيم، فهم جميعا سلسلة متصلة الحلقات في النسب، والخصال الحميدة. وقوله ذُرِّيَّةً منصوب على الحال من آل إبراهيم وآل عمران. ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. ثم ختم- سبحانه- الآية بقوله: وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ أى هو- سبحانه- سميع لأقوال عباده في شأن هؤلاء المصطفين الأخيار وفي شأن غيرهم عليم بأحوال خلقه علما تاما بحيث لا تخفى عليه خافية تصدر عنهم. والجملة الكريمة تذييل مقرر لمضمون ما قبلها، ومؤكد له. البغوى: ( على العالمين ذرية) اشتقاقها من ذرأ بمعنى خلق ، وقيل: من الذر لأنه استخراجهم من صلب آدم كالذر ، ويسمى الأولاد والآباء ذرية ، فالأبناء ذرية لأنه ذرأهم ، والآباء ذرية لأنه ذرأ الأبناء منهم ، قال الله تعالى: " وآية لهم أنا حملنا ذريتهم " ( 41 - يس) أي آباءهم ( ذرية) نصب على معنى واصطفى ذرية ( بعضها من بعض) أي بعضها من ولد بعض ، [ وقيل بعضها من بعض في التناصر] وقيل: بعضها على دين بعض ( والله سميع عليم). ابن كثير: قال محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله: هو عمران بن ياشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أحزيق بن يوثم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن أجريهو بن يازم بن يهفاشاط بن إنشا بن أبيان بن رخيعم بن سليمان بن داود ، عليهما السلام.
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ، يعني: اختار هؤلاء، وجعلهم أصفياء على الخلق، اصطفاهم على العالمين، بعض العلماء يقولون: اصطفاهم على أهل زمانهم من أجل أن لا يكون ذلك، أو لا يُفهم منه أنهم أفضل من النبي ﷺ، وبعضهم يقول هذا على إطلاقه إلا أن النبي ﷺ بلا شك أكمل، وأفضل لكنه لم يُذكر؛ لشهرته، وأنه خليل الرحمن؛ ولأن الحديث موجه إلى النصارى ليكون ذلك مدخلاً لبيان الاعتقاد في المسيح ، إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى فالاصطفاء هو الاجتباء، وآدم نبي كما هو معلوم، ونوح هو أول رسول إلى أهل الأرض أول الأنبياء آدم، وأول الرسل نوح .
لقد خص الله تعالى ذاته العليا ببعض الأسماء والصفات ، وقد أعد سبحانه عظيم الثواب لكل مسلم يحصي أسماء الله تعالى ويعرف معانيها ، وقد خص الله تعالى ذاته أيضًا ببعض الصفات التي لا يشترك معه بها أي شيء ومن أهمها صفة الربوبية والوحدانية وغيرها من الصفات ، وهناك خلط عند بعض المسلمين بين أسماء الله تعالى وصفاته. الفرق بين صفات الله تعالى وأسمائه لقد ذكر كبار علماء الأمة الأسلامية أن الفرق بين صفات الله عز وجل وأسمائه يعود إلى أمرين رئيسيين ، هما: -أولًا: أن أسماء الله تبارك وتعالى هي كل اسم يدل على الذات الإلهية إلى جانب صفة الكمال القائمة مع كل اسم ، ومن الأمثلة على ذلك: اسم الله العليم ، واسم الله السميع ، واسم الله الحكيم ، وغيرهم ، وهي أسماء تدل على الذات الإلهية إلى جانب قدرته سبحانه وتعالى على العلم والسمع وغيرهم من الصفات المُطْلَقَة. الفرق بين الأسماء والصفات - موضوع. بينما الصفات هي التي تعني وصف كمال الخالق عز وجل من خلال مجموعة من الصفات القائمة بذاته تعالى قيام مُطلق مثل العلم والسمع والحكمة وغيرهم. وبالتالي يُمكننا القول بأن الاسم يشير إلى شيئين لأنه يجمع بين الاسم والصفة الملحقة به ، بينما الصفة تشير إلى أمر واحد فقط ، وهكذا.
الفرق بين الأسماء والصفات - موضوع
سؤال: ما الفرق بين أسماء الله تعالى وصفاته؟
الجواب: لو لم يُسمِّنا آباؤنا وأمّهاتنا وسُمّينا حسب ما سنكتسبه من مهارات لاحقًا، لَكان اسم هذا خَبّازًا، وذاك نجّارًا… إلخ؛ أي لدلَّت الأسماء على مهارات ذويها؛ وقد تكون هذه الأسماء بصيغ المبالغة، فمن يستر سترًا معتادًا اسمه "ساتر"، ومن يستر سترًا كاملًا اسمه "ستّار"، ومن يحمد اسمه "حامد"، ومن يحمد حقَّ الحمد اسمه "حمّاد". الفرق بين أسماء الله وصفاته - عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف - طريق الإسلام. الله تعالى أظهر آثار أسمائه الحسنى لنا ثم علمنا أنه سمّى نفسه بها لكي لا نخطئ في تسميته، وأسماؤه سبحانه توقيفية، أي لا نستطيع تسميته بأسماء لم تثبت بنصّ. بيد أننا لا نسمّى بأسمائنا وفق مهاراتنا المستقبلية، بل هي رغبات آبائنا وأمهاتنا، حتى إننا قد نُسمّى بأسماء لا تناسبنا ولا تلائمنا. قد يبدو هذا التشبيه سمجًا مبتذلًا، لكن هذا منهج يُستخدم في التعبير الميسَّر لتوضيح الحقائق المجردة وتيسير فهمها. أما أسماء الله الحسنى فإنها أسماء تَعلَّمناها من رُسُلِ صاحب هذه الأسماء الذي تُشاهَد آثارُه في الكون، فمثلًا جمال الكون بيّن جليّ يحيط بالكون كله، ويعانق بعضه بعضًا عناق ألوان قوس الله، ونشاهده في السهول والبساتين والجبال والأزهار والعيون والحواجب؛ والشعراء إنما ترنَّموا ولا يزالون بصورة هذا الجمال منذ آلاف السنين، لكنهم لم يعبّروا إلا عن جزء صغير مما يمكن أن يُذكَر ويقال عن الجمال؛ فهذا الجمال الذي أسرنا وعجزنا عن التعبير عنه حق التعبير يستند إلى اسم الله تعالى "الجميل".
الفرق بين أسماء الله وصفاته - عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف - طريق الإسلام
-ثانيًا: وقد أشار علماء الأمة أيضًا إلى أنه يوجد فرق ثاني بين أسماء الله تعالى وصفاته ؛ ويرجع ذلك إلى أن الصفات تكون أوسع وأشمل في المعنى أكثر من الأسماء ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ؛ بعض صفات الله عز وجل مثل: النزول والإتيان ؛ نحن لا يُمكننا هنا أن نشتق من هذه الصفات أسماء لله تعالى حيث أنه ليس من الممكن مثلًا أن نُردد أن اسم النازل أو الاتي مثلًا من أسماء الله تعالى. بينما اسماء الله الحسنى ؛ يدل كل اسم منها على صفة من صفات الله تعالى ؛ وعلى سبيل المثال أسماء الله تعالى مثل الرحمن والرحيم والملك والسميع والبصير ؛ يُمكننا أن نحولها إلى صفات خاصة بالذات الإلهية مثل الرحمة والمُلك والسمع والبصر وهكذا. الصفة الذاتية والصفة الفعلية كما قد أشار بعض العلماء أيضًا إلى أن صفات الله تعالى منها الذاتية ومنها الفعلية ، وقد فسر العلماء الفرق بينهما على النحو التالي: الصفات الذاتية هي غير المتعلقة بمشيئة وهي مستمرة ، بينما صفات الله الفعلية هي التي تتعلق بمشيئة الله عز وجل ، ويُمكننا توضيح هذا الأمر أيضًا بطريقة أخرى ، فمثلًا ، صفة النزول وصفة الإتيان يوم الحساب وبعض الصفات الأخرى الخاص بذات الله تعالى العليا مثل الاستواء على العرش وغيرها هي ليس صفات قديمة ؛ حيث أن الله تبارك وتعالى قد فعلها حين لم يكن هناك فاعلًا لها ويُعتبر ذلك من آحاد الأفعال وبالتالي هي صفات فعلية.
الفرق بين اسماء الله وصفاته – Sehaa
ولكن الأسماء يعتبر كل اسم منها دليل على صفة كما سبق وأوضحنا، فالسميع والبصير تدل على السمع والبصر. وفي هذا الصدد قال ابن القيم في (النونية): أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعان. المشترك بين أسماء الله وصفاته
في هذا الشأن يمكن التوضيح أن أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها، إلا أنها تختلـف في التعــبد والدعاء، فيتعبد الله بأسمائـه، حيث يمكن القول: عبد الرحيم، عبدالكريم، وعبد الرحـمن، وعبد العزيز، لكن لا يمكن التعبد بصفاته؛ فلا نقول: عبد الكرم، وعبد الرحمـة، وعبد العزة. وأيضًا يمكن للمسلم أن يُدعو الله سبحانه وتعالى أسمائه، فنقول: يا غفور.. أغفر لنا، يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! ألطف بنا، وفي نفس الوقت لا يمكن ندعو الله سبحانه وتعالى بصفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو: يا لطف الله!. حيث أن الصفة تكون هي الموصوف؛ فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفةٌ من صفات الله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليســـت هي الله نفسه كما هو الحال في الأسماء، ولا يصح التعبد إلا للمولى سبحانه وتعالى، كما أيضًا لا يجوز الدعاء إلا لله سبحانه.
تاريخ النشر: الأربعاء 5 شعبان 1432 هـ - 6-7-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 160417
13299
0
457
السؤال
ما مغزى التفريق بين أسماء الله وصفاته؟ وهل يجب مراعاة ذلك عند الترجمة؟ وجزاكم الله خيرا.