وهذا يَقتضي مداومتَه عليهما وتوكيدهما، وأنه لم يدَعْهما في السهو المقتضي لها قطُّ، وهذه دلائل بيِّنة واضحةٌ على وجوبِهما، وهو قولُ جمهور العلماء، وهو مذهبُ مالك، وأحمد، وأبي حنيفة، وليس مع مَن لم يوجبهما حُجَّةٌ تقارب ذلك) ((مجموع الفتاوى)) (23/28). وابنُ باز قال ابنُ باز: (سجود السهوِ واجبٌ؛ لأنَّ الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَرَ بذلك) ((فتاوى نور على الدرب)) (9/365)., وابنُ عُثَيمين [2913] - قال ابن عثيمين: (فسجود السهو واجبٌ لكلِّ فِعلٍ أو تَرْك إذا تعمَّده الإنسانُ بطَلَتْ صلاتُه، لكن يجب أن تُقيَّد هذه القاعدة بما إذا كان من جِنس الصلاة كالركوع، والسجود، والقيام، والقعود، فيخرج كلامُ الآدميِّين مثلًا، فإنَّ عَمْدَه يُبطل الصلاة، وسهوَه لا يُبطِلها على الصَّحيح) ((الشرح الممتع)) (3/393). ، وبه أفتتِ اللجنةُ الدَّائمةُ [2914] - قالت اللجنة الدائمة: (سجودُ السهو واجب على الإمامِ وغيرِه، إذا سها في صلاتِه في ترْك واجب أو فِعل محظورٍ) ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (7/126). حكم سجود السهو في الصلاة. الأدلَّة من السُّنَّة: 1- عنِ ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةً زاد فيها، أو نقَصَ منها، فلمَّا أتَمَّ قُلْنا: يا رسولَ الله، أحَدَثَ في الصَّلاةِ شيءٌ؟ قال: فثَنَى رِجْلَه فسَجَدَ سَجدتَينِ، ثم قال: ((لو حَدَثَ في الصَّلاةِ شيءٌ لأخبرتُكم به، ولكِنْ إنَّما أنا بَشَرٌ، أَنْسَى كَما تَنْسَونَ، فإذا نَسيتُ فذَكِّروني، وإذا أَحَدُكم شكَّ في صَلاتِه فلْيتَحرَّ الصوابَ ولْيَبنِ عليه، ثمَّ لْيَسجُدْ سَجدتينِ)) [2915] رواه البخاري (401)، ومسلم (572).
- حكم سجود السهو في الصلاة
حكم سجود السهو في الصلاة
القول الثاني: المالكية والشافعية
ذهب المالكية والشافعية إلى القول بسنية سجود السهو، في حق الإمام والمنفرد، ولا يجب عليهما، سواء قبل السلام أو بعده، وأما المأموم فلا يُشرع في حقه سجود السهو، لأن الإمام يتحمّل عنه سهوه ونسيانه، ويجب عليه أن يسجد للسهو عند سجود إمامه للسهو، حيث يجب عليه متابعة إمامه، فإذا سجد الإمام للسهو وجب عليه أن يسجد، إذ إنه تبطل صلاته إن لم يتابع إمامه، وعليه إعادتها، حتى تقبل صلاته منه. احكام سجود السهو - ووردز. القول الثالث: الحنابلة
ذهب الحنابلة إلى القول أن سجود السهو تارة يكون واجباً، وتارة يكون سنة، وتارة يكون مباحاً، وذلك في حق الإمام والمنفرد، أما المأموم فيجب عليه متابعة إمامه، فإن سجد إمامه للسهو وجب عليه السجود، وإلا فلا، فإن لم يُتابع إمامه في سجود السهو فصلاته باطلة، وفيما يأتي بيان أحكامه بالنسبة للإمام والمنفرد:
الوجوب: يكون سجود السهو واجباً في حق الإمام والمنفرد في عدة حالات، وهي:
كل ما تبطل الصلاة بتعمّد فعله، من زيادة أو ترك ركن من أركانها. ترك واجب من واجبات الصلاة، كترك التسبيح في الركوع أو السجود. الشكّ في الصلاة، كالشكّ في عدد الركعات التي أداها، أو الشك بترك ركن من أركان الصلاة.
ذات صلة أحكام السهو في الصلاة كيفية سجود السهو
سجود السهو هو السجود الذي يؤدّيه المصلي قبل السلام أو بعده إذا حصل سببه واختلت صلاته بغير قصد منه، وذلك إمّا بسبب زيادة فيها؛ كزيادة ركوعٍ، أو سجودٍ، أو قيامٍ، أو جلوسٍ، أو بسبب نقص من الصلاة؛ كترك واجب من واجباتها كالتشهد الأول، أو بسبب الشك فيها؛ كالشك في عدد الركعات التي أدّاها.