وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع, حدثنا روح بن عبادة, حدثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا معذباً فقلت: أليس الله يقول " فسوف يحاسب حسابا يسيرا " قال: ذاك العرض إنه من نوقش الحساب عذب" وقال بيده على إصبعه كأن ينكت, وقد رواه أيضاً عن عمرو بن علي عن ابن أبي عدي عن أبي يونس القشيري, عن ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة فذكر الحديث, أخرجاه من طريق أبي يونس القشيري واسمه حاتم بن أبي صغيرة به. قال ابن جرير: حدثنا نصر بن علي الجهضمي, حدثنا مسلم عن الحريش بن الخريت أخي الزبير عن ابن أبي مليكة عن عائشة, قالت: من نوقش الحساب ـ أو من حوسب ـ عذب. إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ-آيات قرآنية. قال: ثم قالت: إنما الحساب اليسير عرض على الله تعالى وهو يراهم. وقال أحمد: حدثنا إسماعيل, حدثنا محمد بن إسحاق, حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير, عن عائشة, قالت: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: اللهم حاسبني حساباً يسيرا فلما انصرف قلت يا رسول الله ما الحساب اليسير ؟ قال: أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه إنه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك" صحيح على شرط مسلم.
- إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ-آيات قرآنية
- إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن – التفسير الجامع
- الباحث القرآني
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ-آيات قرآنية
قالَ أبُو حاتِمٍ: سَمِعْتُ أعْرابِيًّا فَصِيحًا في بِلادِ قَيْسٍ يَكْسِرُ هَذِهِ التّاءاتِ، وهي لُغَةٌ. الباحث القرآني. وذَلِكَ أنَّ الفَواصِلَ قَدْ تُجْرى مُجْرى القَوافِي، فَكَما أنَّ هَذِهِ التّاءَ تُكْسَرُ في القَوافِي، تُكْسَرُ في الفَواصِلِ، ومِثالُ كَسْرِها في القَوافِي قَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ:
؎وما أنا بِالدّاعِي لِعَزَّةَ بِالرَّدى ∗∗∗ ولا شامِتٍ أنَّ نَعْلَ عَزَّةَ زَلَّتِ
وكَذَلِكَ باقِي القَصِيدَةِ. وإجْراءُ الفَواصِلِ في الوَقْفِ مُجْرى القَوافِي مَهْيَعٌ مَعْرُوفٌ، كَقَوْلِهِ تَعالى: (الظُّنُونا) و(الرَّسُولا) في سُورَةِ الأحْزابِ، وحَمْلُ الوَصْفِ عَلى حالَةِ الوَقْفِ أيْضًا مَوْجُودٌ في الفَواصِلِ (وأذِنَتْ): أيِ اسْتَمَعَتْ وسَمِعَتْ أمْرَهُ ونَهْيَهُ، وفي الحَدِيثِ: (ما أذِنَ اللَّهُ بِشَيْءٍ إذْنَهُ لِنَبِيٍّ يَتَغَنّى بِالقُرْآنِ). وقالَ الشّاعِرُ:
؎صُمٌّ إذا سَمِعُوا خَيْرًا ذُكِرْتُ بِهِ ∗∗∗ وإنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهم أذِنُوا
وقالَ قَعْنَبٌ:
؎إنْ يَأْذَنُوا رِيبَةً طارُوا بِها فَرَحًا ∗∗∗ وما هم أذِنُوا مِن صالِحٍ دَفَنُوا
وقالَ الحَجّافُ بْنُ حَكِيمٍ:
؎أذِنْتُ لَكم لِما سَمِعْتُ هَرِيرَكُمْ
وإذْنُها: انْقِيادُها لِلَّهِ تَعالى حِينَ أرادَ انْشِقاقَها فِعْلَ المُطِيعِ إذا ورَدَ عَلَيْهِ أمْرُ المُطاعِ أنْصَتَ وانْقادَ، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿قالَتا أتَيْنا طائِعِينَ﴾ [فصلت: ١١].
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن – التفسير الجامع
وقوله تعالى: "وألقت ما فيها وتخلت" أي ألقت ما في بطنها من الأموات وتخلت منهم, قاله مجاهد وسعيد وقتادة "وأذنت لربها وحقت" كما تقدم. وقوله: "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً" أي إنك ساع إلى ربك سعياً وعامل عملاً "فملاقيه" ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أوشر. إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن – التفسير الجامع. ويشهد لذلك ما رواه أبو داود الطيالسي عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن جابر, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال جبريل يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب ما شئت فإنك مفارقه, واعمل ما شئت فإنك ملاقيه" ومن الناس من يعيد الضمير على قوله ربك أي فملاق ربك, ومعناه فيجازيك بعملك ويكافئك على سعيك, وعلى هذا فكلا القولين متلازم, قال العوفي عن ابن عباس "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً" يقول: تعمل عملاً تلقى الله به خيراً كان أو شراً. وقال قتادة: "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً" إن كدحك يا ابن آدم لضعيف فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ولا قوة إلا بالله ثم قال تعالى: " فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا " أي سهلاً بلا تعسير أي لا يحقق عليه جميع دقائق أعماله فإن من حوسب كذلك هلك لا محالة. وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل, أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نوقش الحساب عذب" قالت فقلت: أفليس قال الله تعالى: "فسوف يحاسب حساباً يسيراً" قال: "ليس ذاك بالحساب ولكن ذلك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب" وهكذا رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير من حديث أيوب السختياني به.
الباحث القرآني
للبيد:
ومَا المرءُ إلا كالشهاب وضوءه... يحورُ رمَاداً بعد إذ هو سَاطِعُ [[ورد البيت في: ديوانه: 88، ط. دار صادر، كما ورد تحت مادة: (حور) في: "تهذيب اللغة" 5/ 227، "لسان العرب" 4/ 217، وانظر أيضًا: "الكشف والبيان" ج 13: 59/ أ، "النكت والعيون" 6/ 236، "زاد المسير" 8/ 211، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 271، "الدر المنثور" 8/ 458: وكلها برواية "وضوئه" بدلاً من "وضوءه"، عدا "زاد المسير" براوية "وضوؤه"، وقد عزاه السيوطي في: الدر إلى ابن عباس، وانظر: "روح المعاني" 30/ 81. ومعنى البيت: الشهاب: النار، يحور: يصير، ساطع: مشتعل. يقول كل امرئ يخبو بعد توقد: حين تدركه المنية، كالنار تكون ساطعة الضوء ثم تصبح رمادا. ديوانه: 88. انظر: "الشعر والشعراء" 404 - 405، "معجم الشعراء الجاهليين والمخضرمين" 351: ت 644. ]] وأنشد أيضًا للمُنَحّل اليَشكُريّ:
إذا كنت عاذلتي [[في (أ): عاذلي. ]] فسيري... نحو العراق ولا تَحُوري [[ورد البيت في: "الأصمعيات" تحقيق أحمد شاكر، وعبد السلام هارون: 58. ]] قال الله تعالى: ﴿بَلَى﴾ [[﴿بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾. ]] ليحورن، وليبعثن. قاله مقاتل [[لم أعثر على مصدر لقوله؛ سواء في تفسيره، أو غيره من كتب التفسير التي بين يدي، وقد ورد بمثله من غير عَزو في: "الوسيط" 4/ 454.
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " أن لن يحور " قال: أن لن ينقلب: يقول: أن لن يبعث. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، " ظن أن لن يحور " قال: يرجع. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله " أن لن يحور " قال: أن لن ينقلب. قوله تعالى:" إنه ظن أن لن يحور" أي لن يرجع حياً مبعوثاً فيحاسب، ثم يثاب أو يعاقب. يقال: حار يحور إذا رجع، قال لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رماداً بعد إذا هو ساطع
وقال عكرمة وداود بن أبي هند، يحور كلمة بالحبشية، ومعناها يرجع. ويجور أن تتفق الكلمتان فإنهما كلمة اشتقاق، ومنه الخبز الحوارى، لأنه يرجع إلى البياض. وقال ابن عباس: ما كنت أدري: ما يحور؟ حتى سمعت أعرابية تدعو بنية لها: حوري، أي ارجعي إلي، فالحور في كلام العرب الرجوع، ومنه قوله عليه السلام:
(( اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور)) يعني: من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة، وكذلك الحور بالضم. وفي المثل((حور في محارة)) أي نقصان في نقصان. يضرب للرجل إذا كان أمره يدبر، قال الشاعر:
واستعجلوا عن خفيف المضغ فازدادوا والذم يبقى وزاد القوم في حور
والحور أيضاً: الاسم في قولك: طحنت الطاحنة فما أحارت شيئاً، أي ما ردت شيئاً من الدقيق.