والاستفهام للإنكار والاستبعاد ، واستعماله في الإنكار قد يكون مع جواز إرادة قصد الاستفهام فيكون كناية ، وقد يكون مع عدم جواز إرادة معنى الاستفهام فيكون مجازاً في الإنكار ويكون معناه معنى النفي ، والأظهر أنه هنا من قبيل الكناية فإن الإعراض عن ملة إبراهيم مع العلم بفضلها ووضوحها أمر منكر مستبعد. ولما كان شأن المنكر المستبعد أن يسأل عن فاعله استعمل الاستفهام في ملزومه وهو الإنكار والاستبعاد على وجه الكناية مع أنه لو سئل عن هذا المعرض لكان السؤال وجيهاً ، والاستثناء قرينة عن إرادة النفي واستعمال اللفظ في معنيين كنائيين ، أو ترشيح للمعنى الكنائي وهما الإنكار.
ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه الممنوع من الصرف - موقع المقصود
نجح نجاحاً عظيماً في كل الاختبارات، بذل ماله للضيفان، وبذل نفسه للنيران، وولده للقربان، وابتلاه الله عز وجل بالطغاة والجبابرة مثل النمرود بن كنعان الذي قال: أنا أحيي وأميت، وابتلاه بأبيه الطاغية، فقال الله عز وجل: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ}
الآية الثلاثون بعد المائة: قول الله عز وجل: { وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة:130].
(ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) الممنوع من الصرف - مشاعل العلم
وختاماً نقول إن بعض هؤلاء المدعين بنوة إبراهيم قد يكون نسبهم، بحكم التسلسل الوراثي، متصلاً مع أبي الأنبياء إبراهيم أو أحد أبنائه وأحفاده، ولكنهم في واقعهم السلوكي يمثلون نموذجاً صارخاً للعقوق وشكلاً واضحاً من أشكال الحلق الفاسد المنحرف، وما هم في الحقيقة إلا نفر مارق فاسق يحاول تسويق هرطقات وترهات على شعوبهم المغلوبة على أمرها ليحققوا من خلال ذلك مآربهم الدنيئة وأغراضهم الخبيثة لتمكين الكفار من رقاب المسلمين. فاللهم رد كيدهم في نحورهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم، وعجل الله لنا بفرجك ونصرك وبقيام دولة الخلافة الإسلامية التي فيها حكمك. إنك يا مولانا على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
معنى آية: ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه - سطور
بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى مِّلَّةِ في معجم المعاني الجامع" ، ، 2020-07-23. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى سَفِهَ في معجم المعاني الجامع" ، ، 2020-07-23. بتصرّف.
والجملة واقعة جوابا للقسم. (وَإِنَّهُ) الواو حالية. إن حرف مشبه بالفعل والهاء اسمها. (فِي الْآخِرَةِ) متعلقان بالصالحين. (لَمِنَ الصَّالِحِينَ) اللام لام المزحلقة من الصالحين متعلقان بمحذوف خبر إن والتقدير إنه معدود من الصالحين في الآخرة. وجملة (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ) حالية.
جملة: (وصّى بها إبراهيم.. وجملة النداء (وجوابها.. ) في محلّ نصب مقول القول لفعل قال المحذوف. وجملة: (إنّ اللّه اصطفى) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (اصطفى لكم.. ) في محلّ رفع خبر (إنّ). ومن يرغب عن مله إبراهيم إلامن سفه نفسه. وجملة: (لا تموتنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: (أنتم مسلمون) في محلّ نصب حال. الصرف: (وصّى)، فيه إعلال بالقلب أصله وصّي لأن مصدر المجرّد منه وصاية، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل. (اصطفى)، فيه إبدال وإعلال، كالآية السابقة- 130- (تموتنّ)، حذف منه واو الجماعة لمجيئها ساكنة قبل نون التوكيد الثقيلة، أصله تموتونّ، والنون الأولى من نون التوكيد ساكنة لمناسبة التضعيف، ولهذا حذفت واو الجماعة. البلاغة: في قوله تعالى: (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) نكتة بلاغية رائعة. فالموت ليس في قدرة الإنسان حتّى ينهى عنه. ولكن في الحقيقة النهي إنما هو عن عدم إسلامهم حال موتهم، كقولك، لا تصلّ إلّا وأنت خاشع، إذ النهي فيه إنما هو عن ترك الخشوع حال صلاته، لا عن الصلاة. والنكتة في التعبير بذلك، إظهار أن موتهم لا على الإسلام موت لا خير فيه، وأن الصلاة التي لا خشوع فيها ك (لا صلاة).. إعراب الآية رقم (133): {أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)}.