[1]
شاهد أيضًا: لماذا هاجر النبي من مكه الى المدينه
ليلة الهجرة
بعد أن أذن الخالق للنبي بالهجرة مع صاحبه، قرر النبي الخروج من منزله في ساعة متأخرة، وكانت قريش على علم بذلك فأرسلوا رجالهم ليحيطوا بمنزل النبي ويمنعوه من الخروج، ولكن النبي اتخذ من علي بن أبي طالب رضي الله عنه بديلًا له وألبسه رداءه حتى خدع الكافرون، كما إن الخالق ألقى بالنعسان على الكفار حتى ذهبوا في نوم عميق وخرج النبي مع أبي بكر من مكة سالمين. غار ثور
بعد خروج النبي وأبو بكر من مكة أرسلت قريش رجالها لاتباع أثر النبي وصاحبه، جعلت لمن يأتي بهما هدية مائة ناقة له، وقد استمروا بالبحث عنهم ولكن النبي وصاحبه لجئا إلى غار ثور وبقيا فيه ثلاثة أيام، وكانت أسماء بنت أبو بكر تأتيهما بالطعام، وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بالأخبار، وكان يمسح بقايا قدميه حتى لا يتبعه أحد من خلال قطيع من الغنم خلفه، وعندما اقترب المشركون من الغار فزع أبو بكر جدًا على النبي من بطش قريش فطمأنه النبي بأن الله معهما ولن يتركهما. وصول النبي للمدينة المنورة
وصل النبي عليه السلام وصاحبه إلى يثرب بعد رحلة شاقة استمرت لما يقارب أسبوع ويوم، وهي من أقسى الرحلات وأصعبها لكن الخالق ثبتهما وأرسل إليهما الحماية الخفية لتردع المشركين عنهما، وعندما وصل النبي إلى يثرب استقبله أهلها بفرح وسرور وقد كان ذلك في الثاني عشر من ربيع الأول، وقد أحسنوا إليه وجعلوا يتنافسون في شرف أن يبقى النبي عند أحد منهم، حتى بركت ناقة النبي في بيت الصحابي أبي أيوب الأنصاري.
لماذا هاجر النبي من مكه الى المدينه المنورة
تآمر واتفاق المشركين على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالفعل اجتمعوا ووضعوا خطة للخلاص منه، منهم من قال بنفيه ومنهم من قال بقتله ومنهم من قال بحبسه ولكن في نهاية الأمر توصلوا لجمع عشرة رجال من خيرة الرجال وأقواهم على أن يكون كل رجل من قبيلة مختلفة فبتفرق دم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين القبائل ولا يتمكن بنو هاشم من مواجهة تلك القبائل.
لماذا هاجر النبي من مكه الى المدينه الاكاديميه
[2] رواه الترمذي عن سيدنا عليٍّ رَضِيَ الله عنه.
وجعل أساس قبول العبادات، وأساس رفعة الدرجات، وأساس الفوز بفضل الله يوم العرض والميقات: (إِلا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (89الشعراء). القلب السليم!! ، أى: سلمت القلوب لبعضها، فبدأ يحبِّبهم في بعضهم، ويجعل ذلك من شرط الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلَّم وهو الذي لا ينطق عن الهوى بنص صريح القرآن: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [1]. جعل من شرط الإيمان أن المؤمن يحب لإخوانه المؤمنين أجمعين - إن كانوا إخوانه من النسب، أو إخوانه في الجِيرة، أو إخوانه في البلد، أو إخوانه في الوطن، أو إخوانه في الإسلام، على العموم لا يتم إيمانه، ولا يكمل إيمانه حتى يحبَّ لهم ما يحب لنفسه. لماذا هاجر النبي من مكه الى المدينه - إدراك. وهذا مقياسٌ نبويّ، جعله النبيُّ الصفيّ، استنباطاً من كتاب الله عزَّ وجلَّ، فإن الأنصار الذين مدحهم الله، وأثني عليهم الله، لم يُثنِ عليهم الله بالصلاة، ولا بالصيام!! ، ولا بالجد والإجتهاد في تلاوة القرآن وذكر الله وفعل الطاعات التي هي خصيصاً بينهم وبين بارئ الأرض والسماوات، وإنما... اسمع إلى ثناء الله في هؤلاء لعل الله يتجلى علينا من هذا الإرث الإلهي الذي نزل في كتاب السماء: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالايمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (9الحشر).