ودلت الآية أيضاً على أنه تعالى لا يضل أحداً ولا يغويه ولا يصده عنه، وذلك لأنه تعالى لو كان فاعلاً للضلال لقال: وعلى الله قصد السبيل وعليه جائرها أو قال وعليه الجائر فلما لم يقل كذلك بل قال في قصد السبيل إنه عليه، ولم يقل في جور السبيل إنه عليه بل قال ومنها جائر دل على أنه تعالى لايضل عن الدين أحداً. ويضيف الرازي رداً على المعتزلة ويقرر الإجابة بقوله: أجاب أصحابنا: أن المراد على الله بحسب الفضل والكرم أن يبين الدين الحق والمذهب الصحيح، فإما أن يبين كيفية الإغواء والإضلال فذلك غير واجب، فهذا هو المراد والله أعلم. الرأي الثاني: يقول الطباطبائي في الميزان: إن من نعم الله تعالى التي من بها على عباده أن أوجب على نفسه لهم سبيلاً قاصداً يوصلهم إلى سعادة حياتهم وهداهم إليه، وقد نسب سبحانه قصد السبيل إلى نفسه دون السبيل الجائر لأن سبيل الضلال ليس سبيلاً مجعولاً لهم في عرض الهدى وإنما هو الخروج عن السبيل وعدم التلبس بسلوكه فليس بسبيل وإنما هوعدم السبيل. وكيف كان فالآية ظاهرة في نسبة قصد السبيل إليه تعالى وترك نسبة السبيل الجائر المؤدي بسبب المقابلة إلى نفي نسبته إليه تعالى، وإذا كان من الممكن أن يتوهم أن لازم جعله قصد السبيل أن يكون مكفوراً في نعمته مغلوباً في تدبيره وربوبيته حيث جعل السبيل ولم يسلكه الأكثرون وهدى إليه ولم يهتد به المدعوون دفعه بقوله تعالى: ولو شاء لهداكم أجمعين أي إن عدم اهتداء الجميع ليس لعجز منه سبحانه عن ذلك أو غلبة من هؤلاء المتخلفين وظهورهم عليه بل لأنه تعالى لم يشأ ذلك ولو شاء لم يسعهم إلا أن يهتدوا جميعاً فهو القاهر الغالب على كل حال.
- وعلى الله قصد السبيل
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النحل - قوله تعالى وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر - الجزء رقم15
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة النحل - قوله تعالى وعلى الله قصد السبيل- الجزء رقم8
- 10 ربيع الثاني.. ذكرى وفاة السيدة فاطمة المعصومة
وعلى الله قصد السبيل
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج ( وَمِنْهَا جَائِرٌ) السبل المتفرقة عن سبيله. حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَمِنْهَا جَائِرٌ) قال: من السبل جائر عن الحقّ قال: قال الله وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ وقوله ( وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) يقول: ولو شاء الله للطف بجميعكم أيها الناس بتوفيقه، فكنتم تهتدون وتلزمون قصد السبيل ، ولا تجورون عنه ، فتتفرّقون في سبل عن الحقّ جائرة. كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) قال: لو شاء لهداكم أجمعين لقصد السبيل ، الذي هو الحقّ ، وقرأ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا الآية، وقرأ وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا... الآية. ------------------------ الهوامش: (3) البيت شاهد على أن الطريق القاصد معناه: المستقيم. قال في اللسان: القصد: استقامة الطريق ، قصد يقصد قصدا فهو قاصد ، وقوله تعالى: ( وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر) أي على الله تبيين الطريق المستقيم ، والدعاء بالحجج والبراهين الواضحة. "
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النحل - قوله تعالى وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر - الجزء رقم15
وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين جملة معترضة ، اقتضت اعتراضها مناسبة الامتنان بنعمة تيسير الأسفار بالرواحل ، والخيل ، والبغال ، والحمير. [ ص: 112] فلما ذكرت نعمة تيسير السبيل الموصلة إلى المقاصد الجثمانية ارتقى إلى التذكير بسبيل الوصول إلى المقاصد الروحانية ، وهو سبيل الهدى ، فكان تعهد الله بهذه السبيل نعمة أعظم من تيسير المسالك الجثمانية; لأن سبيل الهدى تحصل به السعادة الأبدية ، وهذا السبيل هي موهبة العقل الإنساني الفارق بين الحق والباطل ، وإرسال الرسل لدعوة الناس إلى الحق ، وتذكيرهم بما يغفلون عنه ، وإرشادهم إلى ما لا تصل إليه عقولهم أو تصل إليه بمشقة على خطر من التورط في بنيات الطريق. فالسبيل: مجاز لما يأتيه الناس من الأعمال من حيث هي موصلة إلى دار الثواب أو دار العقاب ، كما في قوله قل هذه سبيلي ، ويزيد هذه المناسبة بيانا لما شرحت دلائل التوحيد ناسب التنبيه على أن ذلك طريق للهدى ، وإزالة للعذر ، وأن من بين الطرق التي يسلكها الناس طريق ضلال وجور. وقد استعير لتعهد الله بتبيين سبيل الهدى حرف ( على) المستعار كثيرا في القرآن ، وكلام العرب لمعنى التعهد ، كقوله تعالى إن علينا للهدى ، شبه التزام هذا البيان والتعهد به بالحق والواجب على المحقوق به.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة النحل - قوله تعالى وعلى الله قصد السبيل- الجزء رقم8
وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) قوله تعالى: وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين قوله تعالى: وعلى الله قصد السبيل أي على الله بيان قصد السبيل ، فحذف المضاف وهو البيان. والسبيل: الإسلام ، أي على الله بيانه بالرسل والحجج والبراهين. وقصد السبيل: استعانة الطريق; يقال: طريق قاصد أي يؤدي إلى المطلوب. ومنها جائر أي ومن السبيل جائر; أي عادل عن الحق فلا يهتدى به; ومنه قول امرئ القيس: ومن الطريقة جائر وهدى قصد السبيل ومنه ذو دخل وقال طرفة: عدولية أو من سفين ابن يامن يجور بها الملاح طورا ويهتدي العدولية سفينة منسوبة إلى عدولى قرية بالبحرين. والعدولي: الملاح; قاله في الصحاح. وفي التنزيل وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. وقد تقدم وقيل: المعنى ومنهم جائر عن سبيل الحق ، أي عادل عنه فلا يهتدي إليه. وفيهم قولان: أحدهما: أنهم أهل الأهواء المختلفة; قاله ابن عباس. الثاني: ملل الكفر من اليهودية والمجوسية والنصرانية. وفي مصحف عبد الله " ومنكم جائر " وكذا قرأ علي " ومنكم " بالكاف. وقيل: المعنى وعنها جائر; أي عن السبيل.
ومنها جائر " أي ومنها طريق غير قاصد. وطريق قاصد: سهل مستقيم.
2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام)....
المزید...
17 رمضان
1 - الاسراء و المعراج. 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...
15 رمضان
1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة. 3 - شهادة ذوالنفس الزكية...
10 رمضان
1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 10 ربيع الثاني.. ذكرى وفاة السيدة فاطمة المعصومة. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام....
0 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13
القرآن الكريم استشهاد اميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام أعمال ليالي القدر
10 ربيع الثاني.. ذكرى وفاة السيدة فاطمة المعصومة
[١٧]وغير ذلك من الأحاديث. هجرتها الى إيران ووصولها الى مدينة قم
قال صاحب تاريخ قم: «إنّه لما أخرج المأمون الرضا (ع) من المدينة إلى مرو لولاية العهد في سنة 200 من الهجرة، خرجت فاطمة (س) أخته تقصده في سنة 201 هـ [١٨] وقيل أن فاطمة المعصومة (س) لما تلقت كتاب أخيها الرضا (ع) استعدت للسفر نحو خراسان. [١٩] فخرجت مع قافلة تضم عدداً من إخوتها وأخواتها وأبناء إخوتها، وعندما وصلوا إلى مدينة ساوة الإيرانية تعرضت القافلة لهجوم قتل على إثره إخوتها وأبناء إخوتها فمرضت السيدة فاطمة (س) بعد مشاهدتها لهذا المنظر المأساوي والجثث المضرجة بدمائها. [٢٠] فأمرت خادمها بالتوجه بها إلى مدينة قم. [٢١]
وفي رواية أخرى أنّه لما وصل خبر مرضها إلى قم، استقبلها أشراف قم (آل سعد)، وتقدمهم موسى بن خزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى منزله. [٢٢] وقد أرّخت بعض المصادر المتأخرة ذلك في الثالث والعشرين من ربيع الأول. [٢٣] فكانت في دار موسى بن خزرج سبعة عشر يوما أمضتها بالعبادة والابتهال إلى الله تعالى، ولا يزال المحراب الذي كانت فاطمة (س) تصلي فيه موجود إلى الآن في دار موسى بن خزرج ويزوره الناس إلى يومنا هذا يؤمه الناس للصلاة والدعاء والتبرك، وهو الآن في مسجد عامر يعرف بـ «ستية» أو «بيت النور».
ولمّا كنت في طريقي إلى المنزل، وقع بصري على القبّة المقدّسة للسيّدة المعصومة(عليها السلام)، فألهم قلبي زيارتها والتوسّل بها إلى الله تعالى، فدخلت الحرم المطهّر، وألقيت بالأدوية جانباً، وخاطبت السيّدة بلوعةٍ وحُرقة:
يا سيّدتي، لقد كنّا في العراق نلجأ إلى أبيكِ باب الحوائج في كلّ شدّة وعُسر، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا، فلا نعود إلّا وقد تيسّر لنا عسيرُها، وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلّا لكِ، وها أنا سائلك أن تشفعي في شفاء أُمّي ممّا ألمّ بها. قال: ولقد مَنّ الله تعالى على والدتي بالشفاء في نفس ذلك اليوم ببركة السيّدة المعصومة، فاستغنينا عن الدواء. فضل زيارتها
1ـ قال الإمام الصادق(ع): «إِنَّ للهِ حَرَماً وَهُوَ مَكَّةُ، وَإِنَّ لِلرَّسُولِ حَرَماً وَهُوَ المَدِينَةُ، وَإِنَّ لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ حَرَماً وَهُوَ الْكُوفَةُ، وَإِنَّ لَنَا حَرَماً وَهُوَ بَلْدَةُ قُمَّ، وَسَتُدْفَنُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَوْلَادِي تُسَمَّى فَاطِمَةَ، فَمَنْ زَارَهَا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة». 2ـ «عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا(ع) قال: سَأَلْتُهُ عَنْ زِيَارَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُوسَى(ع)، قَالَ: مَنْ زَارَهَا فَلَهُ الجَنَّة».