ثالثاً- حديث أبي موسى رضي الله عنه مجمل، فسره حديث أنس رضي الله عنه. وأما حديث أنس فرواته كثيرون، وشهرته ظاهرة، وموافقته لسياق الآية القرآني غير خافية. وأيضاً فقوله تعالى: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} إلى قوله: {قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين} (المائدة:102) يوافق ما رواه الشيخان – واللفظ لمسلم – عنسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعظم المسلمين في المسلمين جُرماً من سأل عن أمر لم يُحَرَّم، فحُرِّم على الناس من أجل مسألته). وحاصل القول: إن سبب نزول الآية الكريمة ما روى أنس في أسئلتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لصحة سنده، وتصريحه بالنزول، وموافقته لسياق القرآن مع ما يؤيده من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. المصدر:اسلام ويب#موقع شعلة للمحتوى العربي #شعلة #موقع #شعلة #شعلةدوت_كوم#شعلة. كوم
This post was created with our nice and easy submission form. Create your post! هل أعجبك المقال؟
Next post
فصل: قال الفخر:|نداء الإيمان
قال القاضي أبو محمد: فالضمير في قوله: {عنها} عائد على نوعها لا على الأولى التي نهى عن السؤال عنها، وقال أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه: إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها وحد حدودًا فلا تعتدوها وعفا من غير نسيان عن أشياء فلا تبحثوا عنها، وكان عبيد بن عمير يقول: إن الله أحل وحرم فما أحل فاستحلوا وما حرم فاجتنبوا وترك بين ذلك أشياء لم يحلها ولم يحرمها، فذلك عفو من الله عفاه، ثم يتلو هذه الآية. قال القاضي أبو محمد: ويحتمل قوله تعالى: {وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم} أن يكون في معنى الوعيد كأنه قال لا تسألوا وإن سألتم لقيتم عبء ذلك وصعوبته لأنكم تكلفون وتستعجلون علم ما يسوءكم كالذي قيل له إنه في النار. قال ابن عاشور: وجملة {وإن تسألوا عنها حين ينزّل القرآن تبْدَ لكم} عطف على جملة {لا تسألوا} ، وهي تفيد إباحة السؤال عنها على الجملة لقوله: {وإن تسألوا} فجعلهم مخيّرين في السؤال عن أمثالها، وأنّ ترك السؤال هو الأوْلى لهم، فالانتقال إلى الإذن رخصة وتوسعة، وجاء بـ {إنْ} للدلالة على أنّ الأولى ترك السؤال عنها لأنّ الأصل في «إنْ» أن تدلّ على أنّ الشرط نادر الوقوع أو مرغوب عن وقوعه.
اعراب كلمة لا تسألوا - موقع الشهاب
وأجاب بوجهين أحدهما أن يكون ممنوعًا قبل نزول القرآن مأمورًا به بعد نزوله الثاني أنهما وإن كانا غير مختلفين إلا أنهما في كون كل واحد منهما مسؤولًا عنه شيء واحد فلهذا الوجه حسن اتحاد الضمير انتهى وهذا ليس بجواب ثان لأنه فرض أن تلك الأشياء بأعيانها السؤال عنها ممنوع وجائز وإذا كانا نوعين مختلفين فليست الأشياء بأعيانها وجملة الشرط كما ذكرناه لا تدل على الجواز ألا ترى أنك تقول لا تزن وإن زنيت حددت فقوله وإن زنيت حددت لا يدل ذلك على الجواز بل جملة الشرط لا تدل على الوقوع بل لا تدل على الإمكان إذ قد يقع التعليق بين المستحيلين كقوله: {لئن أشركت ليحبطن عملك}. {عَفَا اللَّهُ عَنْهَا} ظاهره أنه استئناف إخباره من الله تعالى وذهب بعضهم إلى أنها في موضع جر صفة لأشياء كأنه قيل لا تسألوا عن أشياء معفو عنها ويكون معنى عفا أي ترك لكم التكليف فيها والمشقة عليكم بها لقوله إن الله قد عفا لكم عن صدقة الخيل وهو القول الأول وهو الاستئناف يحتمل أن يكون المعنى هذا أي تركها الله ولم يعرفكم بها ويحتمل أن يكون المعنى أنه تجاوز عن ارتكابكم تلك السؤالات ولم يؤاخذكم بها ويدل على هذا المعنى قوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ولذلك قال الزمخشري: عفا الله عنكم ما سلف عن مسألتكم فلا تعودوا إلى مثلها.
لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم - شعلة.Com
وفي رواية ثالثة عند الطبري، والطبراني عن أبي أمامة الباهلي، وفيها: فقال الأعرابي: أنا ذا، فقال: (ويحك، ماذا يؤمنك أن أقول: نعم، ولو قلت: نعم؛ لوجبت، ولو وجبت لكفرتم، ألا إنه إنما أهلك الذين قبلكم أئمة الحرج، والله لو أني أحللت لكم جميع ما في الأرض، وحرمت عليكم منها موضع خف، لوقعتم فيه) فأنزل الله عز وجل عند ذلك: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم}. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": "رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وإسناده حسن جيد"، وسكت عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح". وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم": "في إسناده ضعف". هكذا جاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة. وقد أورد جمهور المفسرين هذه الأحاديث عند تفسيرها. ثم يقال في التعليق على هذه الروايات التالي:أولاً- ذكر أهل الحديث أن حديث عليٍّ رضي الله عنه في سؤالهم عن الحج، أفي كل عام؟ في إسناده ضعف، ومن ثم فلا يُحتج به على سب نزول هذه الآية. ثانياً- علق ابن عاشور على حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري بما يفيد استبعاده كسبب للنزول. والظاهر أن قول ابن عباس في الحديث: (كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء) هذا رأي لابن عباس رضي الله عنهما، ومما يؤيد هذا أنه خالف أنساً، وأبا موسى الأشعري رضي الله عنهما في أن سببها كثرة الأسئلة، التي لا نفع فيها، ولا طائل تحتها.
وقوله: {حين ينزّل القرآن} ظرف يجوز تعلّقه بفعل الشرط وهو {تسألوا} ، ويجوز تعلّقه بفعل الجواب وهو {تُبدَ لكم} ، وهو أظهر إذ الظاهر أنّ حين نزول القرآن لم يجعل وقتًا لإلقاء الأسئلة بل جعل وقتًا للجواب عن الأسئلة. وتقديمه على عامله للاهتمام، والمعنى أنّهم لا ينتظرون الجواب عمّا يسألون عنه إلاّ بعد نزول القرآن، لقوله تعالى: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب إلى قوله إن أتّبعُ إلاّ ما يوحى إليّ} [الأنعام: 50] فنبّههم الله بهذا على أنّ النبي يتلقّى الوحي من علاّم الغيوب. فمن سأل عن شيء فلينتظر الجواب بعد نزول القرآن، ومن سأل عند نزول القرآن حصل جوابه عقِب سؤاله. ووقتُ نزول القرآن يعرفه من يحضر منهم مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فإنّ له حالة خاصّة تعتري الرسول صلى الله عليه وسلم يعرفها الناس، كما ورد في حديث يعلى بن أمية في حكم العمرة. ومما يدلّ لهذا ما وقع في حديث أنس من رواية ابن شهاب في «صحيح مسلم» أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى لهم صلاة الظهر فلما سلّم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أنّ قبلها أمورًا عظامًا ثم قال: مَنْ أحبّ أن يسألني عن شيء فليسألني عنه فوالله لا تسألونني عن شيء إلاّ أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا.