منذ أن خلق الله عزوجل آدم عليه السلام ونزل إلي الأرض والشيطان همه الأول هو صرف الإنسان عن الخالق وعن الطاعة وخاصة الصلاة التي هي عماد هذا الدين والركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة وتتعدد الوسائل التي يحاول بها الشيطان أن يصرف الإنسان عن الخشوع في الصلاة فقد يشغل الإنسان بالتفكير في تجارته وأمواله وأبناءه أو الحركة أو التثاؤب أثناء الصلاة والسؤال المطروح للنقاش هو هل التثاؤب في الصلاة من عمل الشيطان أم هو من الحسد والإصابة بالعين وهذا ما سنحاول إجابته في هذا المقال.
التثاؤب في الصلاة.. الأسباب والعلاج - إسلام ويب - مركز الفتوى
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
الصلاةُ لُغةً هي الدُّعاءُ بخير، أمَّا شَرعاً فهي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ تُبتَدَأُ بالتكبيرِ وتُختَتَمُ بالتسليم، [١] وأمَّا التَّثَاؤُبُ فهو حركةٌ لا إراديةٌ عند الإنسان، يتمُّ فيها فتح الفم بشكل واسع، والتَّنفُّسُ بِعمقٍ، حيث تمتلئُ الرئتان بالهواء، ويَحدُث التثاؤبُ بشكلٍ طبيعيٍ عندما يكون الشخصُ مُتعباً، ويدُلُّ على النُّعاس والإرهاق، ويُصاحبه صوتٌ كالتَّنَهُّد. [٢]
أسباب التثاؤب في الصلاة
من أسباب التثاؤب في الصلاة امتلاءُ البطن وثقله بسبب التنويع والخلط في الأكل، وكذلك الكسل والإرهاق وقلة النوم، مما يبعث على الخمول والتراخي في أداء العبادة، بما لا يمكن أن يتحقق معه التركيز والخشوع، والواجب على الإنسان أن يتحاشى كل شيء من شأنه أن يضيع الخشوع في الصلاة، فيقلل من التنوع والتوسع في الأكل، وأيضاً أن يريح بدنه وينام بشكل معتدل، حتى لا يحصل التثاؤب بشكل دائم، وكذلك أن يقوم بالتنفس بعمق. [٣] [٤]
وقد ورد أنه من الأدب النبوي أن يخفض الإنسان صوته حال التثاؤب، [٥] وعُرفَ طبياً أن من أسباب التثاؤب عموماً تنظيم درجة الحرارة في الدماغ، حيث أن التثاؤب يهدف إلى تبريد السوائل في الدماغ، ويُذكر أن الصداع النصفي سبب آخر قد يؤدي إلى التثاؤب، حيث يرتبط الصداع النصفي بتجلط الدم في الدماغ، فالتثاؤب يؤدي لتبريد الدماغ ويحافظ عليه من التجلطات.
ماذا يفعل من تثاءب داخل الصلاة؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "التَّثَاؤُبُ فِي الصَّلاَةِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ"، ومن مصنف بن أبى شيبة ومسند بن الجعد: عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: "إذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يَقْرَأُ فَلْيُمْسِكْ عَنِ الْقِرَاءَةِ"، مصنف بن أبى شيبة، وعَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: يَرُدُّ الرَّجُلُ التَّثَاؤُبَ فِي الصَّلاَة مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ غَلَبَهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ. سلوكيات خاطئة في التثاؤب
ذكرت دار الإفتاء المصرية، إنه ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن التثاؤب من الشيطان، منوهًة بأن من السلوكيات الخاطئة التثاؤبُ بصوتٍ مرتفع، فهو سلوك غير مقبول، فضلًا عن أنه مخالف للسنَّة المطهرة. واستشهدت الإفتاء عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما رواه البخاري، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ: "هَا"، ضَحِكَ الشَّيْطَانُ"، مشيرة بأن من السنَّة وضع اليد على الفم عند التثاؤب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في سُنن الترمذي: "التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ".