وقد نقل عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة أن: جلود الميتة كلها – ومنها الكلب والخنزير – تطهر بالدباغة ظاهرا وباطنا، ونصره الشوكاني في نيل الأوطار، واستدل هؤلاء بعموم الأحاديث، إذ أن الأحاديث لم تفرق بين خنزير وغيره [9]. ويمكن القول بأن التحريم في الخنزير أكل لحمه، والنقل هنا لا علاقة به للأكل، وللنووي كلام رائع في المجموع يقول فيه: إذا انكسر عظمه فينبغي أن يجبره بعظم طاهر؛ قال أصحابنا: ولا يجوز أن يجبره بنجس مع قدرته على طاهر يقوم مقامه، فإن جبره بنجس نظر إن كان محتاجا إلى الجبر ولم يجد طاهرا يقوم مقامه فهو معذور، وإن لم يحتج إليه أو وجد طاهرا يقوم مقامه أثم، ووجب نزعه إن لم يخف منه تلف نفسه ولا تلف عضو… [10]. وقد نقلت الجواز من قبل عن القرضاوي وابن عثيمين فليراجع. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ثانيا: اعتراض وردّه وقد يعترض البعض بأن الخنزير نجس فكيف يحمله الإنسان في جوفه وهو بين يدي ربه مصليا وطائفا، ويجاب عن ذلك بأن: الممنوع شرعا هو حمل النجاسة في الظاهر، أي خارج البدن، أما في داخله فلا دليل على منعه، إذ الداخل محل النجاسات من الدم والبول والغائط، وسائر الإفرازات، والإنسان يصلي، ويقرأ القرآن، ويطوف بالبيت الحرام، وهذه الأشياء في جوفه، ولا تضره شيئا، إذ لا تعلق لأحكام النجاسة بما في داخل الجسم[11].
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وجاء في" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء "(22/7):
" ولا يقيم الحدود إلا الحاكم المسلم، أو من يقوم مقام الحاكم، ولا يجوز لأفراد المسلمين أن يقيموا الحدود؛ لما يلزم على ذلك من الفوضى والفتنة. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بكر أبو زيد ، عبد العزيز آل الشيخ ، صالح الفوزان ، عبد الله بن غديان ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز " انتهى. والله أعلم.
أوضح الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، الحكم الشرعي فى صلاة التهجد وهل تصلى فى المنزل أم المساجد خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، والتي أجاب عنها بشكل مبسط فيما يلي:
يسأل بعضهم عن صلاة التهجد في المسجد أم في المنزل ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
فقد تكلم الفقهاء على هذه المسألة تحت عنوان
اﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻘﻴﺎﻡ اﻟﻠﻴﻞ:
وخلاصة ما ورد عنهم الآتي
ﺫﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﺘﻄﻮﻉ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻓﺮاﺩﻯ؛ ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻌﻞ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ. ﻭاﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﺮاﻭﻳﺢ اﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻟﺤﺪﻳﺚ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﺧﻴﺮ ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻻ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ. رواه البخاري في صحيحه
ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻱ ﻫﺬا ﺇﻻ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ. رواه أبوداود
ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻪ، ﻭﻳﻘﻠﻞ ﺧﺸﻮﻋﻪ، ﻓﺎﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺮاﺩﻯ؛ ﻷﻥ اﻋﺘﺒﺎﺭ اﻟﺨﺸﻮﻉ ﺃﺭﺟﺢ. راجع ﺣﺎﺷﻴﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ 1 / 458 ﻃ. ﺩاﺭ ﺇﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاﺙ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺠﻤﻞ 1 / 478، ﻭاﻟﻤﻐﻨﻲ ﻻﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ 2 / 242. ﻭﻧﺺ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮاﻫﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮﻉ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﺪاﻋﻲ، ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﻮاﺣﺪ.