في خمسة أيام، تم استقبال كل النازحين الأوكرانيين تقريباً، وتعالت أصوات الكثير من المراسلين الميدانيين لوسائل الإعلام الغربية والمحللين على الشاشات، لتتباكى على الوضع في أوكرانيا، وكيف أنّ من يتم قصفهم هم «شُقْر الشَعر» مثلنا، و«زُرق العيون» مثلنا أيضاً، وبأنّ ما يحدث لا يحدث في دول متخلفة «اعتادت» ويلات الحرب، كسوريا وأفغانستان وليبيا، ولكن لدولة أوروبية و«متمدنة»، ولا يحمل لاجئوها تاريخاً «غامضاً»، أو تكون لهم انتماءات إرهابية! بالتأكيد، هم يقصدون أن الدول العربية والإسلامية، لا يجوز أن تُقارن بالدول الأوروبية، وأن العِرْق الأبيض، لا بد أن يُعامل بطريقة استثنائية، وألا يُسمَح بقصفه، كما يقصف الأفغان، ولا يُهجَّر مواطنوه، كالسوريين، ويتركون على الحدود، أو يمتهنون بأسوأ أشكال المِهَن، ويُزَجّون في كانتونات ومخيمات لا يصلح أكثرها لإيواء القطط، وتتعالى الأصوات من الساسة أو اللاهثين وراء أصوات الناخبين بين الفينة والأخرى، للتحذير من خطر هؤلاء اللاجئين على إحداث تغيير ديموغرافي أو ديني كبير في أوروبا الشقراء والمسيحية!
وما تخفي صدورهم أكبر
لن أتحدث عن الحرب في أوكرانيا كوقائع ومسببات ومآلات، فالتقارير الإخبارية لا تتوقّف ثانية واحدة، وكل قناة أو منصة إخبارية، لها أهواؤها الخاصة، وخطّها الذي لا يعرف الحياد لتغطية الأخبار، وما يهمنا جميعاً، أن تتوقّف تلك الحرب، لأن من يتضرّر بها هم الأبرياء، الذين يعيش بعضهم تحت القصف، وآخرون منهم قد أُجبروا على الهروب من بلادهم إلى دول الجوار، ومهما عِشت في دِعة في بلد آخر، فلا يمكن أن يُعوضك أبداً عن وطنك، فحتى نسمة الهواء في الوطن، ألذ وأنعم وألطف! ما سأتوقف عنده، وما لفت انتباهي وانتباه غيري -حتى من الغربيين أنفسهم - في هذه الحرب أو في تداعياتها، هو الانكشاف القميء للوجه العنصري لكثير من إعلاميي الغرب، والذين أزعجونا بالعدالة والمساواة، وأطنبوا ليل نهار في حديثهم عن الإنسانية، لنصحو مع هذه الحرب، ونتعرّف إلى من يستحق الشفقة والمساعدة والتقدير، وبين من لا يستحق أن يُلتَفَت له، ولا مانع من أن تسحبه الحروب العبثية على نيرانها، وأن يوقَف كلاجئ هو وآلافٍ مؤلفة مثله، على الحواجز الشائكة على الحدود لأشهر طويلة، ليكونوا لُقمة سائغة لنهش البرد والجوع من جهة، إنْ بقوا، أو هدفاً سهلاً لرصاص القناصة، إنْ عادوا أدراجهم!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) يقول تبارك وتعالى ناهيا عباده المؤمنين عن اتخاذ المنافقين بطانة ، أي: يطلعونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم ، والمنافقون بجهدهم وطاقتهم لا يألون المؤمنين خبالا أي: يسعون في مخالفتهم وما يضرهم بكل ممكن ، وبما يستطيعونه من المكر والخديعة ، ويودون ما يعنت المؤمنين ويخرجهم ويشق عليهم. وقوله: ( لا تتخذوا بطانة من دونكم) أي: من غيركم من أهل الأديان ، وبطانة الرجل: هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخل أمره. وقد روى البخاري ، والنسائي ، وغيرهما ، من حديث جماعة ، منهم: يونس ، ويحيى بن سعيد ، وموسى بن عقبة ، وابن أبي عتيق - عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالسوء وتحضه عليه ، والمعصوم من عصم الله ".
لكنه العداء الصريح للإسلام وأهله. فواجبُ الأمة أفرادا وجماعات أن ترجع إلى الله، وتتمسك بدينه، مع أخذها بالأسباب المعينة على تحقيق النصر والسيادة، فالله عز وجل يقول: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126]. إعراب وما تخفي صدورهم أكبر. فنصر الله لن ينقطع عن المؤمنين، ونصر الله باقٍ لمن أتى بأسبابه، فإذا تمسَّكت الأمة بدينها، وربَّت أبناءَها عليه، وقامت بما أوجب الله فالنصر من الله قريب، يؤكد الله ذلك بقوله: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، وبقوله: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]. إن الفرقة والاختلاف والشتات الذي تعيشه الأمة اليوم، هو الذي مكَّن أعداءها منها، وأعانهم على تحقيق مرادهم، وسببه البعد عن شرع الله، والحكم بغير ما أنزل الله. أسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة فلا نرى أحدا أعز منهم أبدا، ويذل فيه أهل الشرك والكفر والإلحاد، ويعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. أقول قولي هذا......
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
ينتشر في الدول الكافرة وبعض الدول الإسلامية في دورات المياه ما يسمى بـ (المبولة) (وهي أحواض متجاورة أو متباعدة معلقة بالجدار يقترب منها الإنسان ليتبول فيها واقفاً) فما حكم البول فيها بهذه الطريقة ؟
يمكن الحكم على هذه المسألة بعد الإجابة على عدد من الأسئلة وهي كالتالي:
ما حكم البول واقفاً؟
هل يجب الابتعاد عند قضاء الحاجة؟
هل تنكشف العورة في هذه الصورة؟
هل يأمن من ارتداد البول عليه؟
حكم البول واقفاً:
• يكره عند جمهور أهل العلم البول واقفاً بلا عذر أو حاجة ، أما إذا وجد العذر فيباح بدون كراهة. دليل الكراهة قول عائشة رضي الله عنها من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً فلا تصدقه. (رواه أحمد 41/495)
• وقال آخرون لا يُكْره ولو بلا حاجة بشرط عدم التنجس من رذاذ البول وستر العورة وهي رواية عند الحنابلة. حكم بول الإنسان واقفًا. (الإنصاف 1/99)
ويدل على ذلك ثبوت بول النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً كما روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الصحيحين: أنه أتى سباطة قوم فبال قائماً. (البخاري 222، مسلم 273) في حين لم يثبت نهي صحيح في ذلك، ونفــي عائشـــة رضي الله عنها لبــول النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً مبني على عدم علمها بذلك والمثبت مقدم على النافي.
حكم بول الإنسان واقفًا
لماذا لا يجوز التبول واقفا
هل التَّبَوّل قائماً مُحَرَّم - الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله. هل التَّبَوّل قائماً مُحَرَّم - الإسلام سؤال وجواب. لا يَحْرُم تَبَوُّل الإنسان قائِماً ، لكِنْ يُسَنّ له أن يَتَبَوّل قاعداً
، لقول عائشة رضي الله عنها: " مَن حدّثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يَبُول قائما فلا تصَدِّقوه ، ما كان يبول إلا قاعداً) رواه الترمذي
( الطهارة/12) وقال هو أصح شيء في هذا الباب وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي
برقم 11
ولأنه استر له وأحفظ له من أن يصيبه شيء من رِشَاشِ
بَوْلِه. وقد رُوْيَتْ الرّخصة في البول قائماً بشرط أن
يأمن تطاير رشاش البول على بدنه وثوبه ، ويأمن انكشاف عورته ، عن عمر وابن عمر
وزيد بن ثابت رضي الله عنهم ، لما رواه البخاري ومسلم عن حذيفة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه أَتى سُبَاطَةَ قومٍ فبالَ قائِماً) ، ولا
منافاة بينه وبين حديث عائشة رضي الله عنها ، لاحتمال أن يكون النبي صلى الله
عليه وسلم فعل ذلك لكَوْنِه في موضِعٍ لا يتمكَّن فيه من الجلوس ، أو فعَلَه
ليُبَيِّن للناس أن البول قائماً ليس بِحَرَام ، وذلك لا ينافي أن الأصل
ما ذكَرَتْهُ عائشة رضي الله عنها ، من بَوْلِه صلى الله عليه وسلم قاعداً ،
وأنه سُنّة لا واجب يحرم خلافه. والله أعلم.
والذي ينبغي للإنسان أن يستتر عن الأعين حتى ببدنه أما بعورته التي يحرم ظهورا فيجب علينا أن نحرص على أن يكون موضع العورة مستور، فإذا كان المرء يبول في صحراء فإن الأفضل أن يبعد حتى يتوارى عن الناس وهذا من الآداب الشرعية. وأضاف أنه ثبت عن النبي من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي قال لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا. حكم التبول واقفا عند المالكية الشيخ سعيد الكملي فصل حكم البول واقفا على المذاهب الفقهية الأربعة في تلك المسألة قائلا إن فيه اختلاف، والرأي الأول يرى أنه لا بأس إذا تبول الشخص حال كان واقف وهذا مذهب الحنابلة. أما الشافعية والحنابلة فعلى أنه مكروه، والدليل ما رواه الترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: "من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائما لا تصدقه، ما بال قائماً منذ أنزل عليه القرآن". وأوضح أن حكم التبول واقفا للرجال على هذا مستند إلى مبلغ علمها رضي الله عنها وأرضاها وقد علم غيرها ما لم تعلمه هي من شأن النبي والدليل حديث حذيفة المذكور سلفا. المالكية لهم تفصيل للمسألة فقد قسموا نوع الأرض التي يتبول عليها وحكم كل صنف، وقالوا إنها إما أن تكون صلبة وإما أن تكون رخوة وإذا كانت صلبة إما أن تكون طاهرة أو نجسة وإذا كانت رخوة فإحدى كلاهما كذلك.