مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 24/10/2016 ميلادي - 23/1/1438 هجري
الزيارات: 33709
﴿ ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ﴾ [النور: 31]
في هذه الآية دليل واضح على الأمر بعدم " إبداء الزينة " الظاهرة. اعلم أنَّ الزينة خلاف " المزيَّن "؛ فالزينة هي الشيء الذي يُضاف إلى العضو للجمال؛ كالكحل والسوار والخضاب، وغير ذلك، وليست هي الشَّيء المزين نفسه؛ كالوجه واليد، والدليل على ذلك آخر الآية؛ يقول الله: ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾، فتبيَّن بذلك أنَّ الزينة ليست هي الأرجل، وإنما ما تتحلَّى به، وكذلك الأمر في الوجه والكفَّين؛ إذ لا فرق، وبهذا يبطل قول من يقول المقصود بالزينة: الوجه والكفين. بقي أن نقول: إن الزينة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الزينة الظاهرة: (لا يمكن إخفاؤها)؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ ولم يقل: "إلا ما أظهرنه"، فهذه الزينة يستحيل إخفاؤها، ولا يمكن أن يوصف بهذا الوصف إلا "الثوب"؛ كما فسَّره بذلك ابن مسعود رضي الله عنه. ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن تفسير الميزان - موقع كل جديد. قال ابن كثير رحمه الله: (وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾؛ أي: ولا يظهرن شيئًا من الزِّينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه، قال ابن مسعود: كالرِّداء والثياب؛ يعني: على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلِّل ثيابها، وما يبدو من أسافل الثِّياب فلا حرج عليها فيه؛ لأنَّ هذا لا يمكن إخفاؤه)؛ اهـ.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة النور - تفسير قوله تعالى " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها "- الجزء رقم6
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. حدثنا ابن بشار ، قال ثنا عبد الرحمن ، قال: ثنا سفيان ، عن منصور ، عن طلحة بن مصرف ، عن إبراهيم: ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن) قال: هذه ما فوق الذراع. إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة النور - تفسير قوله تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن- الجزء رقم5. حدثنا ابن المثنى ، قال: ثنا محمد بن جعفر ، قال: ثنا شعبة ، عن منصور ، قال: سمعت رجلا يحدث عن طلحة ، عن إبراهيم ، قال في هذه الآية ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن) قال: ما فوق الجيب ، قال شعبة: كتب به منصور إلي ، وقرأته عليه. حدثني يعقوب ، قال: ثنا ابن علية ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، في قوله: ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) قال: تبدي لهؤلاء الرأس. [ ص: 160] حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قال ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن).. إلى قوله: ( عورات النساء) قال: الزينة التي يبدينها لهؤلاء: قرطاها ، وقلادتها ، وسوارها ، فأما خلخالاها ومعضداها ونحرها وشعرها ، فإنه لا تبديه إلا لزوجها. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، قال: قال ابن جريج ، قال: ابن مسعود ، في قوله: ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) قال: الطوق والقرطين ، يقول الله تعالى ذكره: قل للمؤمنات الحرائر: لا يظهرن هذه الزينة الخفية التي ليست بالظاهرة إلا لبعولتهن ، وهم أزواجهن ، واحدهم بعل ، أو لآبائهن ، أو لآباء بعولتهن: يقول أو لآباء أزواجهن ، أو لأبنائهن ، أو لأبناء بعولتهن ، أو لإخوانهن ، أو لبني إخوانهن ، ويعني بقوله: أو لإخوانهن أو لأخواتهن ، أو لبني إخوانهن ، أو بني أخواتهن ، أو نسائهن.
حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا مروان ، قال: ثنا مسلم الملائي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الكحل والخاتم. حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي ، قال: ثنا مروان ، عن مسلم الملائي ، عن سعيد بن جبير ، مثله. ولم يذكر ابن عباس. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا هارون ، عن أبي عبد الله نهشل ، عن الضحاك ، عن [ ص: 157] ابن عباس ، قال: الظاهر منها: الكحل والخدان. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة النور - تفسير قوله تعالى " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها "- الجزء رقم6. حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا سفيان ، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز ، عن سعيد بن جبير ، في قوله: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الوجه والكف. حدثنا عمرو بن عبد الحميد ، قال: ثنا مروان بن معاوية ، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي ، عن سعيد بن جبير ، مثله. حدثني علي بن سهل ، قال: ثنا الوليد بن مسلم ، قال: ثنا أبو عمرو ، عن عطاء في قول الله ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الكفان والوجه. حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة قال: الكحل ، والسوران ، والخاتم. حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: والزينة الظاهرة: الوجه ، وكحل العين ، وخضاب الكف ، والخاتم ، فهذه تظهر في بيتها لمن دخل من الناس عليها.
إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة النور - تفسير قوله تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن- الجزء رقم5
حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا جرير ، عن عاصم ، عن عامر: ( إلا ما ظهر منها) قال الكحل ، والخضاب ، والثياب. حدثني يونس ، قال أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) من الزينة: الكحل ، والخضاب ، والخاتم ، هكذا كانوا يقولون وهذا يراه الناس. حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ، قال: ثنا عمر بن أبي سلمة ، قال: سئل الأوزاعي عن ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الكفين والوجه. حدثنا عمرو بن بندق ، قال: ثنا مروان ، عن جويبر ، عن الضحاك في قول: ( ولا يبدين زينتهن) قال الكف والوجه. وقال آخرون: عنى به الوجه والثياب. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا المعتمر ، قال: قال يونس ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال الحسن: الوجه والثياب. حدثنا ابن بشار ، قال ثنا ابن أبي عدي ، وعبد الأعلى ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، في قوله: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الوجه والثياب. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: عني بذلك: الوجه والكفان ، يدخل في ذلك إذا كان كذلك: الكحل ، والخاتم ، والسوار ، والخضاب. وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالتأويل; لإجماع الجميع على أن على كل مصل أن يستر عورته في صلاته ، وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها ، وأن عليها أن تستر ما عدا ذلك من بدنها ، إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أباح لها أن تبديه من ذراعها إلى قدر النصف.
أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء أي: الأطفال الذين دون التمييز، فإنه يجوز نظرهم للنساء الأجانب، وعلل تعالى ذلك بأنهم لم يظهروا على عورات النساء، أي: ليس لهم علم بذلك، ولا وجدت فيهم الشهوة بعد، ودل هذا أن المميز تستتر منه المرأة؛ لأنه يظهر على عورات النساء. ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن أي: لا يضربن الأرض بأرجلهن؛ ليصوت ما عليهن من حلي، كخلاخل وغيرها، فتعلم زينتها بسببه، فيكون وسيلة إلى الفتنة. ويؤخذ من هذا ونحوه قاعدة سد الوسائل، وأن الأمر إذا كان مباحا، ولكنه يفضي إلى محرم أو يخاف من وقوعه، فإنه يمنع منه، فالضرب بالرجل في الأرض الأصل أنه مباح، ولكن لما كان وسيلة لعلم الزينة منع منه. ولما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك أمر الله تعالى بالتوبة، فقال: وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لأن المؤمن يدعوه إيمانه إلى التوبة، ثم علق على ذلك الفلاح، فقال: لعلكم تفلحون فلا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة، وهي الرجوع مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا، ودل هذا أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة؛ لأن الله خاطب المؤمنين جميعا، وفيه الحث على الإخلاص بالتوبة في قوله: وتوبوا إلى الله أي: لا لمقصد غير وجهه، من سلامة من آفات الدنيا، أو رياء وسمعة، أو نحو ذلك من المقاصد الفاسدة.
ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن تفسير الميزان - موقع كل جديد
أما المرأة مع الرجل فإن كانت أجنبية حرة: فجميع بدنها في حق الأجنبي عورة ، ولا يجوز النظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين ، وإن كانت أمة: فعورتها مثل عورة الرجل ، ما بين السرة [ ص: 38] إلى الركبة ، وكذلك المحارم بعضهم مع بعض. والمرأة في النظر إلى الرجل الأجنبي كهو معها. ويجوز للرجل أن ينظر إلى جميع بدن امرأته وأمته التي تحل له ، وكذلك هي منه إلا نفس الفرج فإنه يكره النظر إليه ، وإذا زوج الرجل أمته حرم عليه النظر إلى عورتها كالأمة الأجنبية ، وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا زوج أحدكم عبده أمته فلا ينظرن إلى ما دون السرة وفوق الركبة ".
وقيل: لم يعرفوا العورة من غيرها من الصغر ، وهو قول مجاهد. وقيل: لم يطيقوا أمر النساء. وقيل: لم يبلغوا حد الشهوة. ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) كانت المرأة إذا مشت ضربت برجلها ليسمع صوت خلخالها أو يتبين خلخالها ، فنهيت عن ذلك. ( وتوبوا إلى الله جميعا) من التقصير الواقع في أمره ونهيه ، وقيل: راجعوا طاعة الله فيما أمركم به ونهاكم عنه من الآداب المذكورة في هذه السورة ، ( أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) قرأ ابن عامر: " أيه المؤمنون " و " يا أيه الساحر " و " أيه الثقلان " بضم الهاء فيهن ، ويقف بلا ألف على الخط ، وقرأ الآخرون بفتح الهاءات على الأصل. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، أخبرنا حميد بن زنجويه ، أخبرنا وهب بن جرير ، أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة ، عن أبي بردة أنه سمع الأغر يحدث عن ابن عمر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يا أيها الناس توبوا إلى ربكم ، فإني أتوب إلى ربي كل يوم مائة مرة ". أخبرنا أبو الحسن عن عبد الرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن حزيم الشاشي ، أخبرنا أبو محمد عبد بن حميد الكشي ، حدثني ابن أبي شيبة ، أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن مالك بن مغول ، عن محمد بن سوقة ، عن نافع ، عن ابن عمر قال: إن كنا لنعد ، لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس يقول: " رب اغفر لي ، وتب علي ، إنك أنت التواب الرحيم " مائة مرة.
5- الدعوة إلى الله تعالى، وإيصال أحد أفضال الإسلام إلى الناس، فإن أتى مسلم عملاً حسناً، فبُني له بسببه بيتٌ في الجنّة، كان لمن دلّ على ذلك الخير كأجره، فإنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «الدالُ على الخيرِ كفاعلِه».
شرح حديث ... بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ - إسلام ويب - مركز الفتوى
وفي رواية أخرى أنه أرسل إليها، فقال: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته؛ فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء، فأبصرت بيتها في السماء، فمضت على قولها، فانتزع الله روحها، وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح. وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِينَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَا امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ» رواه الترمذي. شرح حديث ... بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ - إسلام ويب - مركز الفتوى. لقد خلَّد الله سبحانه وتعالى قصَّة امرأة فرعون بذكرها في القرآن الكريم؛ فقال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [التحريم: 11]. فقد كانت امرأة فرعون نموذجًا لجميع المؤمنين، رجالهم ونسائهم، فإنه لم يضرها كفر فرعون على ما كان فيه من طغيان وتجبر، ولم تَغُرَّها مفاتنُ الدنيا، وكانت ملك يديها تتذوق حلاوتها، ومع ذلك طلبت النجاة من فرعون وظلمه وقومه، اختارت طريق الحق برغم تكلفته الجسيمة، حيث نالت عذابًا شديدًا مِن فرعون، ولكنها كانت تنظر إلى ما هو أبعد من هذه المحنة المؤقتة، كانت تنظر إلى رضا الله سبحانه وتعالى، فمنحها الحياة الأبدية الهانئة، ورزقها الله تعالى بيتًا في الجنة تتنعم فيه، وأذاق زوجها حياة العذاب الأبدية، جزاء كفره وطغيانه.
اهــ. فالبيت في الحديث الذي أشرت إليه أخي السائل: بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: البيت هنا قد يكون قصرًا، ولا يلزم أن يكون بيتًا دون القصر الكبير. وقد جاء في بعض الأحاديث النص على بناء قصر لمن عمل بعض الأعمال الصالحة، كالحديث الذي رواه أحمد في المسند: مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ. حسنه الألباني في الصحيحة. والله أعلم.