وكذلك يحفَظُ من الموادِّ السِّحرِيَّةِ، والسِّحرُ: هو قِراءاتٌ وطَلاسِمُ يَتوصَّلُ بها السَّاحرُ إلى استخدامِ الشياطينِ فيما يُريدُ به ضَرَرَ المسحورِ، فمَن أكَلَ سبْعَ تَمَراتٍ في الصَّباحِ يَحفَظُه اللهُ عزَّ وجلَّ مِن جَميعِ الأشياءِ الضَّارَّةِ جِسميًّا أو نفسيًّا. وتَخصيصُ عدَدِ السَّبعِ الواردِ في الحَديثِ منَ الأمورِ التي عَلِمَها الشارعُ ولا نَعلمُ نحن حِكمَتَها؛ فيَجِبُ الإيمانُ بها، واعتقادُ فضْلِها والحكمةِ فيها، وهذا كأعدادِ الصَّلواتِ، ونِصابِ الزكاةِ، وغيرِ ذلك. وقدِ اختَلَفَ العلماءُ في تَخصيصِ (نوعِ التمرِ): هل يَختَصُّ بتَمرِ العَجوةِ، أمْ يَندرِجُ تحتَ هذا الحديثِ أيُّ نوعٍ مِن أنواعِ التَّمرِ؟ فالنَّصُّ هنا على تمْرِ العَجْوةِ عامَّةً، لكِنْ جاء عند مُسلمٍ، عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَن أكَلَ سَبعَ تَمَراتٍ ممَّا بيْن لابَتَيها حينَ يُصبِحُ، لم يَضُرَّه سُمٌّ حتَّى يُمسِيَ»، وظاهرُه خُصوصيَّةُ عَجْوةِ المدينةِ ببَركةِ دَعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِتَمْرِ المدينةِ، لا لِخاصيَّةٍ في التَّمْرِ، وقيل بالعُمومِ في كلِّ العَجْوةِ.
- هل في التصبح بسبع تمرات وقاية من جميع أنواع السموم ؟ - الإسلام سؤال وجواب
- خصوصية عجوة المدينة المنورة - إسلام ويب - مركز الفتوى
- عجوة المدينة علاج للسحر - عبد المحسن بن حمد العباد البدر - طريق الإسلام
- ما صحة حديث: «من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة»؟
- حديث السبع تمرات - فقه
- هل يجوز لبس الشراب للمحرم - موقع محتويات
- هل يجوز لبس الشراب للمحرم – المنصة
هل في التصبح بسبع تمرات وقاية من جميع أنواع السموم ؟ - الإسلام سؤال وجواب
فقد قال ابن التين بأن المراد نخل خاص لا يعرف الآن ، وقال الخطابي رحمه الله ليس
ذلك خاصية من خواص التمر ، وإنما هي بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعجوة
معينة. عجوة المدينة علاج للسحر - عبد المحسن بن حمد العباد البدر - طريق الإسلام. ينظر " فتح الباري " (10/239) ، وبناء على هذين القولين لا يمكن تعميم
وقاية التصبح بالتمر اليوم من جميع أنواع السموم. وقال أكثر العلماء بتخصيص عجوة المدينة بهذا الوقاء ، كالطحاوي في " شرح مشكل
الآثار " (14/362) ، وأبو عوانة في "المستخرج" (5/189) ، والقاضي عياض في " إكمال
المعلم " (6/531) ، والنووي في " شرح مسلم " (14/3) ، وأبي العباس القرطبي الذي دعا
إلى إجراء التجارب لفهم دلالة الحديث ، فقال رحمه الله: " الذي ينبغي أن يقال إن
ذلك خاصة عجوة المدينة ، ثم هل ذلك مخصوص بزمان نطقه أو هو في كل زمان ؟ كل ذلك
محتمل ، والذي يرفع هذا الاحتمال التجربة المتكررة ، فإن وجدنا ذلك كذلك في هذا
الزمان ، علمنا أنها خاصة دائمة ، وإن لم نجده مع كثرة التجربة علمنا أن ذلك مخصوص
بزمان ذلك القول ". انتهى من " المفهم " (5/322). وقال الإمام المازري رحمه الله: " هذا مما لا يعقل معناه في طريقة علم الطب ، ولو
صح أن يخرج لمنفعة التمر في السم وجه من جهة الطب ، لم يقدر على إظهار وجه الاقتصار
على هذا العدد الذي هو السبع ، ولا على الاقتصار على هذا الجنس الذي هو العجوة ،
ولعل ذلك كان لأهل زمانه صلى الله عليه وسلم خاصة ، أو لأكثرهم ، إذ لم يثبت عندي
استمرار وقوع الشفاء في زمننا غالبا ، وإن وجد ذلك في زماننا في أكثر الناس حمل على
أنه أراد وصف غالب الحال " انتهى من " المعلم بفوائد مسلم " (3/121).
خصوصية عجوة المدينة المنورة - إسلام ويب - مركز الفتوى
تاريخ الإضافة: 17/2/2013 ميلادي - 7/4/1434 هجري
الزيارات: 432692
حديث: من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذاك اليوم سم ولا سحره
شرح مائة حديث (96)
٩٦ - عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من تصبَّح سبع تمراتٍ عَجْوَة لم يضره ذاك اليوم سمٌّ ولا سِحْر))، العجوة: نوع من تمور المدينة؛ متفق عليه.
عجوة المدينة علاج للسحر - عبد المحسن بن حمد العباد البدر - طريق الإسلام
542) ، وبعد تناول التمر أصبحت (0. 09)، وقد وجدت الدراسة أو
التجربة أن إعطاء (5%) من خلاصة التمر أبطلت حوالي (34%) و (71%) من النشاط السمي
للأفعى والعقرب على التوالي ، وأن (20%) من خلاصة التمر أحبطت المفعول بنسب (87%) و
(100%) " انتهى. وللنظر في تفاصيل هذه الدراسة المنشورة باللغة الانجليزية يمكن مراجعة المرجع الآتي
– وقد تمت ترجمة خلاصته فيما سبق -:
Abdul-karim j. sallal. A Zuhair S. Amr. A Ahmad M Disi, Inhibition of haemolytic
activity of snake and scorpion venom by date extract, Biomedical Letters, 55, 51
- 56, 1997. هذا وقد أخبرنا الدكتور السلال أن التمر الذي تم إطعامه للمتبرعين من أردأ أنواع
التمور المتوافرة في أسواق الأردن ، وليس من عجوة المدينة ، ولا من تمر المدينة
المنورة كله. ما صحة حديث: «من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة»؟. كما يمكن مراجعة بحث الدكتورة أروى عبد الرحمن أحمد ( معاصر ، قسم علوم الحياة ،
كلية العلوم ، جامعة صنعاء) ، بعنوان: " إعجاز التمر في الشفاء والوقاية من
الميكروبات الضارة والممرضة "، في " بحوث المؤتمر العالمي العاشر لأبحاث الإعجاز
العلمي " ، دار جياد للنشر (1/158 – 204). وفيها أيضا بحث آخر للدكتورة ( ليلى أحمد الطيب الحمدي ، دينا الموصلي) ، كلية
العلوم للبنات جامعة الملك عبد العزيز بعنوان: " العلاج النبوي بتمر العجوة في
حالات التسمم والتليف الرئوي بالجازولين " (2/125 – 146)، جاء فيه: " أوضحت هذه
الدراسة تأثير تمر العجوة العلاجي على التسمم والتليف الرئوي الناتج من استنشاق
أبخرة الجازولين ، مما يتيح الفرصة أمامنا للوصول إلى إثبات الأثر الإيجابي لهذا
التمر ، في معالجة الأنسجة المريضة في الأعضاء المختلفة ".
ما صحة حديث: «من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة»؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما حديث يفيد أن من أكل العجوة صباحا في البكور لا يضره سم ولا سحر في يومه . فقد روى البخاري عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من اصطبح ـ وفي رواية: تصبح ـ كل يوم تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل) وفي رواية: ( سبع تمرات). و رواه مسلم أيضا في صحيحه ، فهو حديث متفق عليه.
و: التصبح والاصطباح بمعنى التناول صباحا ، أي بين الفجر وطلوع الشمس. وفي رواية للبخاري تحديد هذه العجوة بعجوة المدينة: ( من تصبح بسبع تمرات عجوة من تمر العالية) ، والعالية القرى التي في الجهة العالية من المدينة وهي جهة نجد, ولهذه الزيادة شاهد عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها بلفظ: ( في عجوة العالية شفاء في أول البكرة) أي أول النهار. وفي رواية لمسلم أيضا عن عامر بن سعد بلفظ: ( من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح) والمقصود: طرفي المدينة. وقد وقع مقيدا بالأكل سبعة أياما صباحا فيما أخرجه الطبري عن عائشة رضي الله عنها أنها: ( كانت تأمر بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات). وقد أخرج النسائي من حديث جابر رفعه " العجوة من الجنة, وهي شفاء من السم ".
حديث السبع تمرات - فقه
وهكذا ترى كيف اختلف العلماء وشراح الحديث في توجيه دلالته ، وتفسير كلماته ، حتى
دخل هذا الاختلاف في أنواع السم المقصودة في الحديث ، فقال ابن القيم رحمه الله: "
يجوز نفع التمر المذكور في بعض السموم ، فيكون الحديث من العام المخصوص ، ويجوز
نفعه لخاصية تلك البلد ، وتلك التربة الخاصة من كل سم ، ولكن ها هنا أمر لا بد من
بيانه ، وهو أن من شرط انتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاد النفع به ، فتقبله
الطبيعة فتستعين به على دفع العلة " انتهى من " زاد المعاد " (4/92). وخالفه الحافظ ابن حجر رحمه الله – بعد أن نقل كلامه – فقال: " لكن سياق الخبر
يقتضي التعميم ؛ لأنه نكرة في سياق النفي ، وعلى تقدير التسليم في السم ، فماذا
يصنع في السحر " انتهى من " فتح الباري " (10/240). وأما الأبحاث التجريبية المعاصرة فقد وقفنا على مجموعة منها ، لكنها لم تتوصل إلى
نتائج حاسمة في جميع القضايا الخلافية السابقة ، وإنما إلى نتائج تدل على الجانب
الأول الذي ذكرناه في بداية الجواب ، وهو إثبات النفع العام للتمر من آثار السموم ،
من غير تحديد ولا تعيين. ومن ذلك أنه قام كل من الدكتور عبدالكريم السلال ، والدكتور زهير ، والدكتور أحمد
ديسي ، بنشر بحث محكّم في مجلة (Biomedical Letters) في جامعة (Cambridge) بعنوان:
" دراسة تأثير خلاصة التمر على إبطال مفعول سم الحية والعقرب "، فكان في خلاصة
الدراسة أنه: " تم إعطاء أربعة متبرعين من (9 - 11) حبة تمر لكل منهم ، أما عينات
الدم فتم أخذها قبل أكل التمر وبعده بحوالي (4 - 5) ساعات ، فكشفت الدراسة أن عينات
الدم التي أخذت منهم بعد تناول التمر كانت مقاومة لسم الأفعى بنسبة (83%) ، وأن
نسبة امتصاص الهيموغلوبين لسم الأفعى وتأثيره على (3%) من خلايا الدم الحمراء قبل
تناول التمر كانت (0.
تاريخ النشر: الخميس 15 ربيع الأول 1427 هـ - 13-4-2006 م
التقييم:
رقم الفتوى: 73470
36927
0
346
السؤال
أولا بارك الله تعالى في جهودكم التي لا أجد ما أصف ما يكافئ فضلها إلا ما أعده الله تعالى لعباده العاملين على تعليم الناس الخير ، فجزاكم الله تعالى خيرا. لي سؤالان: الأول: ما هي الدلالة الشرعية على استخدام ورق السدر في علاج السحر؟
ثانيا: ما هي المادة الموجودة في العجوة التي تقي من السحر كما ورد في الحديث الصحيح؟ ، وهل يوجد دواء من نفس هذه المادة لعلاج السحر؟ على حد مبلغكم من العلم. وبارك الله تعالى فيكم. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبالنسبة لسؤالك الأول، فإنا لم نقف على دليل من السنة يثبت أو ينفي صحة علاج السحر بورق السدر. وكل ما وقفنا عليه في الموضوع هو كلام لبعض أهل العلم، وعليه فلم نستطع الجزم بوجود الدليل الخاص المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا بنفيه. وبالنسبة لسؤالك الثاني: فقد ثبت أن من أكل سبع تمرات من عجوة المدينة كل صباح لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم، روى ذلك البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر.
النوع الثاني النعال التي تكون أسفل القدم مع انكشاف ظاهر القدم والعقب والكعبين، وهذه لا إشكال في لبسها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "وليحرم أحدكم في إذار ورداء ونعلين"، إذا يجوز للرجل لبس الشراب وهو محرم بالحج أو العمرة في تلك الحالة. هل يجوز لبس الشراب للمحرم – المنصة. الثالث أن يكون غير ساتر للكعبين لكن يستر باقي القدم كالأصابع ومؤخرة القدم في الخلف ففي هذا خلاف بين العلماء لتردده في الشبه بين الخف والنعل، ومذهب جمهور أهل العلم أن المحرم يمنع من لبس ما يستر القدم ولو لم يستر الكعبين سواء ستر جميع الأصابع في الأمام أو ستر كامل العقبين أو ستر ظهر القدم والاحتياط للعبادة أتم لها. ولكن لو احتاج أحد أن يلبسه لعلة فإن حكم لبس الشراب في العمرة جائز، فإنه يلبس ويخرج الكفارة إطعام ست مساكين أو صيام ثلاثة أيام أو إخراج شاة، كمن اضطر إلى حلق شعره أو لبس مخيط وهو محرم فتلك هي الفدية. تعلّم: طريقة الإحرام للعمرة وسننه ومحظوراته وأماكن المواقيت
هل يجوز لبس الشراب للمحرم - موقع محتويات
ويمكن الجواب عن هذا بأن الحاجة إنما تدعو إلى شيء يقي قدمَه من الأرض، وذلك يحصل بالنعل، فالزيادة على ذلك ترفُّه، فإذا احتاج إلى هذا الخفِّ، فإن الحاجة تقدَّر بقدرها، ولا يبقى حكمُ الجواز على الإطلاق. الدليل السادس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا أمَر في المدينة بقطع الخف لمن لم يجد النعلين، ثم أجاز في مكة لبسَ الخف من غير قطع، دلَّ على أن بدل النعلين هو الخف المطلق، وأما الخف المقطوع فهو أصلٌ بذاته. فالأصل الأول النعل وبدله الخف المطلق، والأصل الثاني الخف المقطوع، فعلى هذا إباحةُ الخف المقطوع أصلية وليست بدلية، فلا يُشترط في لُبسه عدمُ وجود النعل [14]. ويعترض على هذا بأن ذلك مبنيٌّ على مسألة خلافية، وهي حُكم قطع الخفين عند عدم النعلين، والجمهور على وجوب القطع؛ لأنهم يَحملون خبرَ النبي صلى الله عليه وسلم المطلق في مكة على خبره المقيد بالمدينة. الراجح:
تتلخص هذه المسألة في عدة أمور:
أولًا: لا شك أن السُّنة النبوية في لُبس النعلين دونَ غيرهما، فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما لَبِسَ النِّعال. هل يجوز لبس الشراب للمحرم - موقع محتويات. ثانيًا: الأولى للمسلم عند أداء هذه الشعيرة؛ الاحتياط في تجنُّب الخفين المقطوعين، ومنه هذا النوع من الخفاف ( سكتشرز).
هل يجوز لبس الشراب للمحرم – المنصة
ثالثًا: يفرَّق بين مَن احتاج إلى هذه الخفاف القصيرة، واعتادت قدمُه عليها، فيشق عليه الانتقالُ عنها، خاصة في المسافات الطويلة، وبين مَن لا يحتاجها، فأما المحتاج إليها، فالنفس تطمئن إلى جوازها مِن دون فِدية، وأما من تقصَّد الترفُّه، ففي النفس من ذلك شيءٌ، ولكن الجزم بالمنع ليس بظاهرٍ، والله أعلمُ وصلى الله وسلم على نبينا محمد. د. محمد بن علي اليحيى
جامعة القصيم - قسم أصول الفقه 5/ 12/ 1438هـ
[1] انظر: الذخيرة للقرافي 3/ 228، عيون المسائل للقاضي عبد الوهاب ص: 265، إكمال المعلم بفوائد مسلم 4/ 161، الحاوي الكبير 4/ 97، المجموع شرح المهذب 7/ 261، الفروع 5/ 425، الإنصاف مع الشرح الكبير 8/251، البحر الرائق ومعه منحة الخالق 2/ 349، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين 22/ 136، شرح العمدة للإمام ابن تيمية ص 559 تحقيق د/الحسن. [2] انظر: البحر الرائق ومعه منحة الخالق 2/ 349، حاشية ابن عابدين 2/ 490، الإنصاف والشرح الكبير 5/353، الفتاوى 21/196-26/110، الفروع 5/ 425، تهذيب السنن لابن القيم 2/ 622، فتاوى نور على الدرب لابن باز 17/ 275، نسب ابن مفلح والمرداوي القولَ بالجواز إلى المجد صاحب المحرر، والذي وجدته في المحرر: الإلزام بالفدية لمن لبسهما؛ 1 /365، ولكن ذكر الإمام ابن تيمية أن جده أفتى به لَمَّا حجَّ في آخر عُمره؛ الفتاوى، 21/196.
لُبْسُ المُحرم للخفين التي دون الكعبين (سكتشرز)
مما هو متقرَّر في الشريعة أن مِن محظورات الإحرام على الرجل لُبس الخُفين، وما يقوم مقامهما من الجوارب وغيرها. وقد وقَع الخلافُ في حُكم لُبس الخفين التي دونَ الكعبين، ومِن أمثلتها الخفاف المنتشرة في هذا الوقت والمسماة بـ(سكتشرز)، فإنها دون الكعبين، ويتحرَّر من النزاع في أصل المسألة أمور ثلاثة:
أولًا: جواز لُبس النعال للمحرم بلا إشكال. ثانيًا: تحريم لُبس الخفين للرجل المحرم إذا وجد النعلين. ثالثًا: جواز لُبس الخفين المقطوعين أسفل مِن الكعبين، لمن لم يجد النعلين، وأما غير المقطوعين - إذا لم يجد النعلين - فجوَّزه الإمام أحمد في الرواية المشهورة عنه، والجمهور أوجَب قطعَه. والمسألة الرابعة التي هي محل البحث: " لُبس الخفين التي دون الكعبين مع وجود النعلين " ، ويدخل في ذلك أنواع من الخفاف القصيرة، سواء كان لها عقب، أم لم يكن لها؛ كـ(المداس-سكتشرز). فهل حكم هذه الأنواع حكم الخفين، فُتمنَع، أم حكم النعلين، فيَجوز لُبسها؟
هذا مما اختلف العلماء فيه على قولين مشهورين:
القول الأول: تحريم لُبسهما مع وجود النعلين ، وهذا قولُ الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، والليث وأبي ثور، ورواية منسوبة لأبي حنيفة، واختارَه ابنُ عثيمين، مع إيجاب الفِدْية على مَن لبِسهما،ويذهب عطاء إلى أشد من ذلك، فيمنع النِّعال التي لها قيدٌ من العَقِب، وتبِعه الإمام أحمد على ذلك [1].