وليفرحوا بعيدهم وشعائرهم المسلمون.. وليهلل المهللون.. وليكبر المكبرون.. وليلب مع الحجيج الملبون.. وليضح قربة إلى الله المضحون.. تقبل الله منا ومنكم.. وكل عام وأنتم بخير.
الله اكبر كبيرا مكررة
قال النووي رحمه الله:
"الْجِسْرُ: هُوَ الصِّرَاطُ " انتهى من "شرح النووي على مسلم" (3/ 29). الله اكبر كبيرا مكررة. وقال البخاري رحمه الله في "صحيحه" (8/ 117):
" بَابُ: الصِّرَاطُ جَسْرُ جَهَنَّمَ " انتهى. ولكن قوله في حديث ابن عمر بعد ذكر الجسر: " وعلى الصراط نورا " يمنع من تفسير
الجسر بالصراط ، وإلا كان تكرارا. فالذي يظهر - والله أعلم - أن المقصود بالجسر هنا: القنطرة التي تكون بين الجنة
والنار ، حيث يتقاص المؤمنون مظالم كانت بينهم في الدنيا ، كما روى البخاري (2440)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ
النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ
مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا،
أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجَنَّةِ). أما النور على الصراط: فهو النور الذي يعطاه المؤمن ويحرمه المنافق ، قال تعالى: ( يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ
يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا
نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التحريم/ 8 ، وقال
تعالى: ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا
انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا
نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ
وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) الحديد/ 13.
الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرة
[9]
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ ، إلَّا الموتُ". [10]
عن البراء بن عازب رضي الله عنه: "كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عن يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُهُ يقولُ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ، أَوْ تَجْمَعُ، عِبَادَكَ". [11]
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه: "أمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن أقرأَ بالمعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ". الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا mp3. [12]
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "كانَ النَّبيُّ صلّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ إذا سلَّمَ منَ الصَّلاةِ قالَ: اللَّهمَّ اغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسرَرتُ وما أعلنتُ، وما أسرَفتُ وما أنتَ أعلمُ بِهِ منِّي، أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ، لا إلَهَ إلّا أنتَ". [13]
عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها: "كان النبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلمَ يقولُ إذا صلّى الصبحَ حين يُسَلِّمُ: اللهم إني أسألُكَ علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وعملًا مُتَقَبَّلًا".
- فيبقى أثر والأثر يؤخذ به وبما أنه اشتمل على الذكر فإنه حسن فالذكر حسن والتكبير حسن، ولكن المشكلة أنَّ المصنفين في الحديث مِن أهل السُّنن والمسانيد، والمصنّفين في الأذكار لم يَروُوه ولم يذكروه، وبهذا يصير هذا الأثر مِن الغرائب ، وإعراضُ الأكثرين عنه يوجبُ التَّوقف في ثبوته، وفي العمل به، ومما يزيدُ الإشكال فيه غرابة متنه؛ لأنَّ فيه: "مَن قال دُبر كلّ صلاة"، وهذا يعمّ الفرض والنَّفل، ولم يأتِ مثل هذا في أيِّ ذكرٍ مِن أذكار الصَّلاة، وكذلك ضبط عدده بالشَّفع والوتر لا نظير له في الأذكار المعدودة. - يقول الشَّيخ المحدِّث عبد الله بن عبد الرحمن السعد على هذا الأثر: أنَّ الأثر ليس بالقوي، "لا أقول: إنَّه ضعيف، ولكنَّه غريب السند والمتن"، ومِن جملة ما لحظه الشيخ عبد الله أنَّ أشهر الآخذين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- لم يرووا هذا الأثر عنه مع أهمية موضوعه، كابنه سالم، ونافع، وهذا ملحظٌ مهم، وأنا أقول: إنَّ فيما صحَّ عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- غنية عن الأثر المذكور، والله أعلم. - أما شرح هذا الأثر: - فقول ابن عمر رضي الله عنه: "مَنْ قَالَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ".