ألا وإن من التلبيس القديم الحديث نسبة الأديان الثلاثة "الإسلام واليهودية والنصرانية" إلى إبراهيم عليه السلام، فيقال: الأديان الإبراهيمية.
- إن الدين عند الله الإسلام english
- تفسير ان الدين عند الله الاسلام
إن الدين عند الله الإسلام English
والجمهور قرءوها بالكسر على الخبر ، وكلا المعنيين صحيح. ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم. ثم أخبر تعالى بأن الذين أوتوا الكتاب الأول إنما اختلفوا بعد ما قامت عليهم الحجة بإرسال الرسل إليهم ، وإنزال الكتب عليهم ، فقال: ( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) أي: بغى بعضهم على بعض ، فاختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم ، فحمل بعضهم بغض البعض الآخر على مخالفته في جميع أقواله وأفعاله ، وإن كانت حقا ، ثم قال: ( ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) أي: من جحد بما أنزل الله في كتابه فإن الله سيجازيه على ذلك ، ويحاسبه على تكذيبه ، ويعاقبه على مخالفته كتابه
تفسير ان الدين عند الله الاسلام
وهذا التطابق في حقيقة دين الإسلام في رسالات الأنبياء عبر التاريخ، جانب آخر من جوانب عقيدة التوحيد الإسلامية التي توحد البشر كلهم في صف واحد، لا فرق بين قديم وحديث وقادم في المستقبل؛ ولا فرق بين أمة وأمة بلون أو لسان أو مكان، فكلهم مطالبون بعبادة الله عز وجل وطاعة أمره واتباع أنبيائه ورسله. وهذا التوحيد للبشرية هو ما يمثله المسلمون اليوم بتنوع أجناسهم ولغاتهم وقومياتهم وبلدانهم، لكن ما يجمعهم هو عقيدة التوحيد، وهم منفتحون على كل الأمم والشعوب الذين يدخلون في دين الإسلام أفواجاً برغم كل التشويه الذي يتم بحق الإسلام والمسلمين.
وأثبت الله الإسلام للنبيّ ومَن اتبعه من المؤمنين، ونفاه عن أهل الكتاب الذين أعرضوا عن دعوته، فقال -سبحانه-: ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 64]. وقال -سبحانه- في سياق الحديث عن أهل الكتاب: ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 83-85]. فلا طريق إلى الله -جل جلاله-، ولا طريق إلى جنته، إلا بالإسلام الذي بعث الله به محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وما سوى ذلك هو الخسران المبين؛ أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ "؛ نعوذ بالله من النيران.