وقال جماعة من العلماء: إن بعض السور ترتيبه جاء بتقيف من الله، والبعض الآخر اجتهد فيها الصحابة،حيث ورد ما يدل على ترتيب بعض السور في عهد النبوة، فقد ورد ما يدل على ترتيب السبع الطوال والحواميم والمفصَّل في حياته عليه الصلاة والسلام. ورُوِيَ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران". ورُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان: "أنه كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و"المعوذتين ". وإذا ناقشنا هذه الآراء يتبين لنا ما يلي: أن الرأي الثاني دليله ضعيف، ولا يستند إلى دليل يُعتمد عليه. والصحابة عندما يجتهدون في ترتيب بعض المصاحف الخاصة بهم ، إنما هو بإختيارًا منهم قبل جمع القرآن بالترتيب، فلما جُمِع في عهد عثمان بترتيب الآيات والسور على حرف واحد واجتمعت الأمة على ذلك تركوا مصاحفهم، ولو كان الترتيب اجتهاديًّا لتمسكوا بها. كذلك حديث: الأنفال والتوبة الذي رُوِيَ عن ابن عباس فيه راوي ضعيف، وفيه تشكيك في إثبات (بسم الله الرحمن الرحيم) في أوائل سور القرآن. كأن سيدنا عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه. ترتيب نزول السور القرآنية. ولذا قال فيه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه عليه بمسند الإمام أحمد: "إنه حديث لا أصل له".
فصل: ترتيب الآي ليس على حسب النزول:|نداء الإيمان
لأنه ذكر فيه أنه طبع تحت إشراف لجنة خاصة من ذوي العلم والوقوف، حيث يتبادر إلى الذهن أن يكون قد أشير إلى ترتيب النزول فيه (السورة كذا نزلت بعد السورة كذا) بعد اطلاع اللجنة على مختلف الروايات والترجيح بينها.
ترتيب نزول سور القرآن الكريم (1)
كتبه الباحث: الباحث ابن قرناس | نشر بتاريخ: 2012-10-08 15:49:56 | الزيارات: 32851
الكتابة عن ترتيب السور حسب النزول لم يكن هدفاً بحد ذاته، لولا أني وجدته من الضرورات القصوى عندما شرعت في الإعداد لكتابة تاريخ الإسلام في عصر الرسول معتمداً القرآن الكريم كمصدر، دون الاستعانة بحديث أو تفسير، أو أي كتابات بشرية أخرى. فكان لابد من التعرف على ترتيب السور حسب نزولها، ليكون بالاستطاعة تتبع الأحداث وسردها بطريقة منطقية تتماشى مع تسلسلها التاريخي. وكان لابد من مراجعة ما قاله المفسرون الذين يزعمون أن سورة العلق - والآيات الخمس الأولى تحديداً – هي أول ما نزل على رسول الله، معتمدين في ذلك على تصوراتهم عن كيفية الوحي، وتخيلهم أنه يتم عبر لقاء حسي فعلي بين محمد والملك المكلف بالتبليغ، والذي يقوم بتلقين الرسول الآيات المنزلة عليه، بنفس الطريقة التي يعرفها العرب للتعلم. ترتيب نزول سور القرآن الكريم (1). والمتمثلة بتلاوة العبارة المراد تلقينها، على مسامع المتلقي، الذي يقوم بترديدها حتى يحفظها. والسلف يتحملون وزر ترتيب سور القرآن بالشكل الذي هي عليه في المصحف، وضياع الشكل الصحيح للترتيب حسب النزول. ولا أستطيع تصور أن الأتقياء من الصحابة لا يعرفون ترتيب السور حسب النزول، أو أنهم يعرفونها ولكنهم تعمدوا ترتيب سور المصحف بهذه الطريقة التي هي عليه الآن.
ترتيب الآي ليس على حسب النزول: ومن المجمع عليه أن ترتيب الآيات ليس بحسب نزولها وإنما يرجع إلى المناسبات والروابط البلاغية فقد تنزل الآية بعد الآية بسنين وتكون في ترتيب الكتابة قبلها. ترتيب نزول السور في القران الكريم. وليس أدل على هذا من تقدم بعض الآيات الناسخة على الآيات المنسوخة، مع أن الناسخ متأخر عن المنسوخ في النزول قطعا، وذلك مثل آية: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} فإنها ناسخة لآية: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ} فالأولى متقدمة في الترتيب متأخرة في النزول. وفي الأثر عن محمد بن سيرين قال: قلت لعكرمة: ألفوه- أي: القرآن- كما أنزل الأول، فالأول قال: لو اجتمعت الإنس، والجن، على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا، وصدق عكرمة فإن ترتيبه على حسب النزول غير مستطاع لأحد من البشر؛ لأن الله لم يرد أن يكون تأليف كتابه المعجز على حسب النزول، وإنما اقتضت حكمته أن يكون على حسب المناسبات البلاغية، وأسرار الإعجاز.. السور وترتيبها:. معنى السورة لغة واصطلاحا: السورة في اصطلاح العلماء طائفة من آيات القرآن جمعت وضم بعضها إلى بعض حتى بلغت في الطول والمقدار الذي أراده الله سبحانه وتعالى لها، وكل سور القرآن بدئت بالبسملة إلا براءة.