انتهى من " منهاج السنة النبوية " ( 8 / 216 ، 217). وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب – رحمه الله -: " قوله ( اشتروا
أنفسكم) أي: بتوحيد الله وإخلاص العبادة له وعدم الإشراك به وطاعته فيما أمر
والانتهاء عما عنه زجر ؛ فإن جميع ذلك ثمن النجاة والخلاص من عذاب الله ، لا
الاعتماد على الأنساب وترك الأسباب ؛ فإن ذلك غير نافع عند رب الأرباب. ودفع بقوله ( لا أغني عنكم من الله شيئا) ما عساه أن يَتوهم بعضُهم أنه يُغني عنهم
من الله شيئاً بشفاعته ، فإذا كان لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً ، ولا يدفع عن
نفسه عذاب ربه لو عصاه كما قال تعالى ( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم):
فكيف يملك لغيره نفعاً أو ضرّاً ، أو يدفع عنه عذاب الله ؟! وأما شفاعته صلى الله
عليه وسلم في بعض العصاة: فهو أمر من الله ابتداء ، فضلاً عليه وعليهم ، لا أنه
يشفع فيمن يشاء ، ويدخل الجنة من يشاء ". انتهى من " تيسير العزيز الحميد " ( ص
223). فضل علم النَّسب وأهميته - أشراف الحجاز. والله أعلم
فضل علم النَّسب وأهميته - أشراف الحجاز
، واعتبار الأنساب واقعا فرض نفسه، فينبغي أن يكون علاجه بشيء من الصبر وتوعية الناس. والغريب في هذه القضية، أن اشتراط كفاءة النسب في صحة الزواج لا تكون إلا مع النساء دون الرجال، فلو أن الرجل تزوج من امرأة أقل منه نسبا وحسبا في عرف المجتمع فلا إشكال في ذلك، وليس هناك ضرر على الرجل ولا يشترط كفاءة النسب، ولكن إذا كان العكس مع المرأة فتلك الطامة الكبرى!. حديث الرسول عن النساء. للأسف، نجد في بعض الموروث الفقهي أحكاما وفتاوى وتفاسير تضع المرأة في مكانة دونية وأقل من الرجل، وهي منبثقة في الحقيقة من عقلية المجتمع الذي استمد منه بعض الفقهاء اجتهادهم، ثم تكونت وتشكلت ذهنيتهم وتصورهم عن المرأة، وبالتالي أصدروا أحكاما فقهية تتناسب مع تصورهم الذهني المسبق عن المرأة، ومن واقع ثقافتهم ومجتمعهم الذي عاشوا فيه. وفقهاء اليوم مجرد مقلدين وتابعين لتلك الأحكام المنبثقة من الثقافة الذكورية للفقهاء التقليديين، وليس هذا وحسب، بل يرون أن مسألة الكفاءة في الزواج ليس مردها إلى الأهواء والشهوات والنعرات الجاهلية، بل المرجع في ذلك كما يقولون إلى الشريعة الإسلامية الغراء! ، والحقيقة أن مرجعهم في ذلك أقوال الفقهاء القدامى وفهمهم البشري للنصوص الدينية والمتأثرة بالثقافة الذكورية للمجتمع، والمستندة إلى العادات والتقاليد، وأصبغ عليها الصبغة الدينية، فاعتبروا الكفاءة في النسب حججا من الشرع والمعنى يركنون إليها ويعتمدون عليها.
وقيل: يُنتفع يومئذ بالانتساب إليه ، ولا يُنتفع بسائر الأنساب ، وهذا أرجح من
الذي قبله ، بل ذلك ضعيف ، قال الله تعالى ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ
شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) النحل/ 89 ، وقال تعالى ( وَلِكُلِّ
أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ
لا يُظْلَمُونَ) يونس، 47 ، في آي كثيرة دالة على أن كل أمَّة تدعى برسولها الذي
أرسل إليها ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ". انتهى من " الفصول في سيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم " ( ص 342 - 344). 4. ولا يتعارض هذا المعنى للحديث – عند من يحسنه أو يصححه – مع الأحاديث التي يُخبر
بها النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته بضرورة العمل والطاعة وأنه لا يَملك لهم
شيئاً ؛ لأن المراد بذلك أنه لا يملكه من تلقاء نفسه إلا أن يملِّكه الله تعالى
إياه.